مع تقدم العمر،
لا شيء يبقى كما كان.
لا شيء يصير أفضل،
يمضي ربيع الحياة،
وتأتي رياح الخريف الصفراء
تهمس لنا بقرب الرحيل،
ثم تهب عواصف الشتاء،
فتدفن بقايا ألوان الربيع
في تراب النسيان.
مع تقدم العمر،
نصير كزرعٍ تخلّى عنه دفء الربيع،
ينتظر منجل الحصاد،
لينهي رحلته في حقول الحياة.
مع تقدم العمر،
نصير مثل ثمارٍ ذابلة،
نتساقط واحدة تلو الأخرى،
نعود إلى الأرض التي خرجنا منها،
صامتين مثل حياةٍ غادرتها دفئها.
مع تقدم العمر،
نصير مثل عجوزٍ يركب قطارًا،
في رحلة عابرة وزائلة،
إلى المحطة الأخيرة،
حيث الصمت البارد المظلم،
يعلن نهاية الرحلة.
لكن،
في باطن الأرض تختبئ بذورٌ لم تُنسَ،
وفي كل ورقة سقطت، حكاية لم تُكتب بعد،
وفي كل قطار نافذة تُطلّ على حديقة
لم تُزهر بعد في زمننا.
ولا يبقى سوى الذكريات،
لتكون أوهامًا في أحلام القدر،
عن وميض ضوء عاد إلى الظلام.