عدد الابيات : 43

طباعة

لِلَّهِ في الخَلقِ مُرادٌ عجيبْ

في سِرِّ مَعناهُ يَحارُ اللبيبْ

فَسَلِّمِ الأَمرَ لهُ وَحدَهُ

تَسلمْ فما أَنتَ عليهِ رقيبْ

وَوَطِّنِ النَّفسَ لِمُرِّ القَضا

واصبِرْ على رَيبِ الزمانِ المُريبْ

أَقولُ وَالدَّمعُ على وَجنَتي

يَهمي وَلِلحُزنِ بصَدرِي وَجيبْ

الحمدُ لِلَّهِ على ما جَرى

وَحسبُنا اللَّهُ وَنِعمَ الحسيبْ

إِنَّ النصارى مِن بَني كِلترا

جاءوا منَ الأَمرِ بأَمرٍ عجيبْ

قد نَقضوا مِيثاقَ عيسى كما

قد نقضوا مِيثاقَ عيسى النقيبْ

عابُوهُ بالشَّيبِ ضَلالاً ومِنْ

أَدهى الدواهِي أَن يَعيبَ المعيبْ

أَليسَ قد شابت بريطانيا فما

لها في الملكِ لا تَستَنيبْ

بل فَغَرت فَاها لِبلعِ الورى

واستَعملت في الخُبثِ كُلَّ الضروبْ

سياسةٌ نَفَّذها لُطفُها

فكلُّ قُطرٍ فيهِ مِنها دبيبْ

قد لبِست للنَّاسِ مِن لينِها

مكراً جُلودَ الضأنِ صُنعَ الأريبْ

هُم أَفتنوا بينَ الرعايا إلى

أَن نشبت بينَ الرعايا الحروبْ

حتى إذا الزرعُ نَما أَقبلوا

ليَجتنُوا أَثمارَ تلكَ الحُبوبْ

وقامَ مِنهُم آمراً ناهياً

بقُوَّةِ المدفعِ منهم خَطيبْ

وظلَّ يدعُوهُم بأَسمائِهم

فلم يُجبهُ غيرُ دَمعٍ صبيبْ

ما بينَ تأنيبٍ وذمٍّ لهمْ

وبينَ إِيعادٍ ووعدٍ كَذوبْ

ناداهمُ بالطُّوبِ فاستجمعُوا

ولو بغيرِ الطُّوبِ نادى أُجيبْ

واهًا لها مِن نَكبَةٍ حَرَّةٍ

تكادُ أَن تَنشقَّ منها القلوبْ

يا مُقلةَ البحرَينِ سحِّي دمًا

وانتحِبي إِن كان يُغني النحيبْ

فإنَّ يومًا عَزلُ عيسى جرى

فيهِ على الإِسلامِ يومٌ عصيبْ

هل بعدَ عيسى المُرتضى المُرتجى

وآلِهِ العيشُ لِحرٍّ يَطيبْ

فتىً حِماهُ الرَّحبُ للـمُلتجى

حصنٌ وللعافينَ مَرعىً خصيبْ

ما زالَ في جَمعِ ضُروبِ العُلا

حتّى غدا فردًا عديمَ الضريبْ

عمَّت أَياديهِ الجِزالُ الملا

فكُلُّ قُطرٍ فيهِ مِنها نصيبْ

فضائلٌ ليست بمحصورةٍ

ومن يُطِقْ عدَّ رِمالِ الكثيبْ

وما عليهِ أَن ذوى جلدُهُ

وخُلقُهُ المرضيُّ غُصنٌ رطيبْ

يا أيُّها المعزولُ ظُلمًا ولا

ذنبَ لهُ إِلّا بياضُ المشيبْ

لا تبتئسْ فالدهرُ مذ نشأَ

حربٌ إِلى كُلِّ عليٍّ نجيبْ

فسلَّ من حسنِ العزا صارمًا

واضربْ بهِ الهمَّ إِلى أن يُنيبْ

واصبِر قليلاً صبرَ مُستجمِعٍ

فسوفَ يومًا تنجلي ذي الكروبْ

لا بُدَّ للشرقيِّ مِن كرَّةٍ

تَقضي على الغربيِّ عما قريبْ

فقد أفاقَ الشرقُ مِن سُكرِهِ

وجدَّ ذاكَ المُستَغِرُّ اللعوبْ

وهبَّ من نومَتِهِ ثائرًا

وكادَ منهُ يستحيلُ الهبوبْ

فليَتَقاضَ كُلَّ حَقٍّ لهُ

مُضَيَّعًا في سالفاتِ الحُقوبْ

وليَستَرِدَّ الشرْقُ مِن مجدِهِ

........................

يا عَرَبَ الإسلامِ أَدعُوكُمُ

لِخُطَّةِ الرشدِ فهل مِن مجيبْ

العِلمَ العِلمَ تسودُوا بهِ

فإنَّ بالعلمِ حياةَ الشعوبْ

إلى متى في الجهلِ هذا الثوى

وفي حضيضِ الجهلِ هذا الرسوبْ

لا خيرَ في زهوِ قضيبٍ إذا

خلا من الأثمارِ ذاكَ القضيبْ

ادلجْ إلى العِلمِ بليلِ الصبا

لتحمدَ الإِدلاجَ صبحَ المشيبْ

فالعلمُ مفتاحٌ لكلِّ المُنى

وسُلَّمٌ يَرقى عليهِ الطلوبْ

فما على بابِ العُلا حاجبٌ

ولا على غيدِ المساعي رقيبْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك

avatar

عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك

السعودية

poet-Abdulaziz-Al-Sheikh-Mubarak@

20

قصيدة

7

الاقتباسات

0

متابعين

عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك (1892 - 1924)م. شاعر سعودي وُلد في الأحساء سنة 1310 هـ/1892 م، إبّان الحكم العثماني، ونشأ بها وتلقّى تعليمه الأولي في كنف أسرة ...

المزيد عن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك

أضف شرح او معلومة