عدد الابيات : 58

طباعة

ذَكَرَ الرَّبعَ وَأَهلِيهِ فَأنّا

وَشَجاهُ البارِقُ السّاري فَحَنّا

وَغَريبُ الدّارِ يَخلُو بِالأَسى

وَالصَّبّاباتِ إِذا ما الليلُ جَنّا

يا أَخِي يا عابِدَ الرَّحمٰنِ يا

مُنجِدِي يا مُسعِدِي حِسّاً وَمَعنَى

يا سَمِيري فِي الهَوَى إِذ لا فَتًى

مِنكَ أَولى بِالوَفَا فِيمَن عَلِمنا

قُم فَطارِحنِي أَحادِيثَ الهَوَى

وَاروِ لِي أَخبارَ عَفراءَ وَلُبنا

أَسفَاهُ لِشَبابٍ يَنقَضِي

عاطِلاً مِن وَصلِ قَدٍّ حَسنا

طالَ لَيلِي فِي أَبي ظَبيٍ وَلا

ظَبيَ لِي فِيهِ يُضاهِي البَدرَ حُسنا

أَقصُرُ الليلَ بِهِ مُقتَطِفاً

ثُمُرَ اللذّاتِ مِن هَنّا وَهَنّا

مِن أَقاحٍ حَولَهُ الوَردُ إِلى

نَرجِسٍ مِن فَوقِ تُفّاحٍ أَبَنّا

فَهُوَ إِنسَانٌ وَبُستانٌ وَإِنْ

شِئتَ كانَ البَدرَ وَالظَّبيَ الأَغَنّا

إِن رَنا جَرَّدَ سَيفاً فاتِكاً

أَو تَثَنَّى هَزَّ مِن عِطفَيهِ لَدنا

وَيُرِينِي اللُّؤلُؤَ الرَّطبَ كَما

شِئتُ مَنظُوماً مَتَى يُضحِكُ سِنّا

وَكَما فِي الثَّغرِ فِي النَّحرِ وَإِن

رُمتُهُ نَثراً فَعِندَ اللّفظِ يُجنى

وَإِذا قَبَّلتُهُ مُرتَشِفاً

رِيقَهُ قُلتُ بِذا أَسكَرَ جَفنا

وَإِذا غازَلتُ غازَلتُ رَشاً

وَإِذا عانَقتُهُ عانَقتُ غُصنا

وَيُرِينِي ما نَضَى البُرقُعَ عَن

وَجهِهِ كَيفَ تَبَدَّى الشَّمسُ وَهنا

وَإِذا أَرسَلَ جَثلاً وارِداً

فَوقَ مَتنَيهِ أَرانِي الليلَ مَثنى

أَهيَفُ الخَصرِ ثَقِيلٌ رِدفُهُ

أَتلَعُ الجِيدِ رَقيقُ الأَنفِ أَقنَى

حَرَّمَت نَهداهُ وَالرِّدفُ عَلى

قُمصِهِ تَمساسَها ظَهرًا وَبَطنا

فَإِذا ما سَعِدُنا أَلَّفَنا

وَاطَّرَحنا العُتبَ وَالإِعتابَ عَنّا

وَتَجاذَبنا حَواشِيَ سَمَرٍ

هَل رَأَيتَ الرَّوضَ وَالعُودَ المُرِنّا

أَخَذَ الدَّلَّةَ مِن كانُونِها

بِشِمالٍ وَأَدارَ الكَاسَ يُمنى

وانبَرَى يَسكُبُ مِن ياقوتَةٍ

فِي لُجَينِ الكَاسِ ما نُسمِيهِ بُنّا

كُلَّما أَنعَمَ بِالكَاسِ مَلا

مِثلَها مِن طَرفِهِ السّاجِي فَثَنّى

أَنا أَشرَبُ بِالكَاسَينِ وَالثا

لِثُ الثَّغرُ فَما أَحلَى وَأَهنى

وَسَعِدنا وَشَقِي حاسِدُنا

بِالتِثامٍ وَاعتِناقٍ كَيفَ شِئنا

فَإِذا ما الشُهُبُ لِلغَربِ انتَحَت

مِثلَ أَسرَابِ القَطا يَطلُبنَ وَكنا

وَتَغَشّاهُ الكَرى وَسَّدتُهُ

ساعِدِي ثُمَّ تَعانَقنا وَبِتنا

آمِنينَ العارَ وَالإِثمَ فَلا

عَبَرَت بِي فَرحَةٌ تُعقِبُ حُزنا

يا لَها أُمنيَةٌ لَم تَعدُها

مُنيَتي إِلّا إِلى أَسنى وَأَسنى

نَفحَةٌ قُدسيَّةٌ تُسعِدُني

بِرِضا اللَّهِ الَّذي أَغنى وَأَقنى

وَتُرَقِّي رُتبَةً فِي العِلمِ مِن

دونِها المِرِّيخُ بِالأَعمالِ تُسنى

وَسُمُوٍّ فِي العُلا تَصحَبُهُ

قُدرَةٌ بِالمالِ وَالحالِ لَأَهنى

وَلِقاءِ الأَصحابِ مِن كُلِّ فَتىً

حَسَنِ الأَخلاقِ بِالفَضلِ مُعَنّى

كَأُصَيحابٍ أَناجِيبَ لَهُم

أَصبَحَ المَجدُ كَما شاءُوهُ قِنّا

وَرِثُوهُ كابِراً عَن كابِرٍ

وَسَيَبقَى بَعدَهُم إِرثاً لِلأبنا

فِي الكِرامِ الخَزرَجِ الزُهرِ سَما

لَهُمُ أَصلٌ أَفادَ الفَخرَ ضِمنا

شَابَهَت أَحسابُهُم أَنسابَهُم

وَنَداهُم لِعُلاهُم صارَ قِرنا

حَمَلُوا العِلمَ فَزَانُوهُ تُقًى

وَحَمَوا جانِبَهُ ذَبّاً وَصَونا

أَوطَنُوا الأَحساءَ فَارتاحَت بِهِم

وَاكتَسى الدَّهرُ بِهِم زيناً وَحُسنا

حَسْبُهُم فَخْراً عَلِيٌّ وَابنُهُ

فَلَقَد فاقا عَلَى الأَقصى وَالأَدنى

وَفَتىً صالِحٌ النَّدبُ الَّذي

طابَ خُلقاً وَصفا قَلباً وَذِهنا

إِنَّنِي صَبٌّ بِهِم لا أَرتَضِي

بَدَلاً مِنهُم وَمِن أَينَ وَأَنّى

كَم أُوَيقاتِ صَفاً طابَت لَنا

بِهِمُ وَالدَّهرُ مُغضِي الطَّرفِ عَنّا

وَهُنَيهاتِ سُرُورٍ كُلَّما

عَنَّ لِي تَذكارُها لِلقَلبِ حَنّا

بِالقَبِيلِيّاتِ لا زالَت بِهِم

جَنَّةٌ مِنها ثِمارُ الخَيرِ تُجنى

وَالفِدا نَفسي لِأَهلِيهِ الفِدا

إِنَّهُ لِلأُنسِ وَالأَفراحِ مَغنا

حُفَّ بِالأَشجارِ وَالنَّخلِ فَما

شِئتَ فِيهِ مِن ثِمارٍ يَتَسَنّى

وَالعَريشُ الرَّحبُ مِن غَربِيِّهِ

رَوضَةٌ أَزهارُها الآدابُ غَنّا

كَم هَصَرنا فِيهِ أَغصانَ المُنَى

وَلِنُوّارِ الفُكاهاتِ اقتَطَفنا

لَيتَ شِعرِي وَالنَّوى طالَ مَتى

بِاجتِمَاعِ الشَّملِ في ذاكَ نُهَنّا

وَأَراهُ قَد زَها فِي جِيدِهِ

عِقدُ مَجدٍ مُفرَدٍ مِنهُم وَمِنّا

يا نَدامايَ بِذِيّاكَ الحِمَى

بَلَغَ اللَّهُ بِكُم ما نَتَمَنَّى

اِمزُجوا الكَاسَ بِذِكرى ما صَفا

لَكُمُ يَوماً كَما مَرَّ فَأَنَّى

وَاقرَؤوا مِنِّي عَلَى ساقِي الفِدا

عاطِرَ التَّسليمِ أَفراداً وَمَثنى

وَصَلاةُ اللَّهِ ما بَرقٌ بَدا

أَو شَدا الوُرقُ وَما الوَدقُ أَرجَحَنّا

وَسَلامٌ مِثلُها يَترى عَلَى

خاتَمِ الرُّسلِ الَّذي لِلدِّينِ سَنّا

وَكَذلِكَ الآلُ وَالأَصحابُ مَن

شَيَّدُوا مِلَّتَهُ رُكناً فَرُكنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك

avatar

عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك

السعودية

poet-Abdulaziz-bin-Hamad-Al-Sheikh-Mubarak@

20

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940)م. فقيه مالكي، ومدرّس ديني، وشاعر سعودي. وُلد في حي الرفعة بمدينة الهفوف في الأحساء سنة 1279 هـ/1862 م، ونشأ في كنف ...

المزيد عن عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك

اقتراحات المتابعة

avatar

عبدالله الفيصل

poet-Abdullah-bin-Faisal-Al-Saud@

أضف شرح او معلومة