تواعدا... وتوادعا
...........
كُلّما هاتفتهُ تجاهل اتصالها!
وكمْ مِن رسالةٍ إليه كتبت...
أعادها إليها هاتفها بعبارة Error!
أخيرًا مضت إليهِ وحيدةً مِن ولايتها..
لمْ تجدهُ يُصلي حيث كانَ
ولحظة رأها لم يستقبلها كما عوّدها!
وكأنَّ طرقهما لن تلتقي أبدًا...
في الطّريقِ إليهِ صلّت لِرّبّها...
كانت على وشكِ أن تُرتبَ لهُ قلبها..
وعلى مقاسِ فكرهِ تفصّلُ نفسها وسلوكياتها!
التقيا... وتوادعا ..
وكأنَّ كُلَّ لقاءٍ فراقٍ!!.
هكذا على انغامِ موسيقى اسبانيّةٍ
ونوافذَ ليلٍ موصدةٍ وشموعٍ موقدةٍ...
هاتفته مرارًا لِتبلغهُ: "لقد نسيت روحي عندكَ"
لكنّه لم يرّد على اتصالِها...
وكأنّه شّمْ خلال لقائها
رائحة المُفلسينَ مِنَ الوفاءِ..
فأغلقَ عليها طرقاتهِ الرّحبّةِ
كما توصدُ المدنُ حدودها بوجهِ سوّاحِها!
لقد مضت حزينةٍ إلى مظآنها...
وضلَّ ظلّها المُتعب في الدُروُبِ
يجرُّ أذيالَ الخيبةِ خلفها!
لقدْ رفضَ أن يكونَ عسلاً في فنجانِ قهوتها...
ربُّما لأنّهُ مَا عادَ يحبُّها أو يرغبُ بِها
كَما كانَ يعشقُها ويُقدّسُها!
عملاً بِالقولِ المأثورِ " البعيدُ عن العينِ بعيدٌ عن القلبِ".
أو لمْ تعد لهُ الرغبة في أن يجدفَ
بينَ بحرٍ وبحرٍ في سفينِتها!
قالَ لي مِن بعد حينٍ عنها
بِبحّةِ صوتٍ خنقتها الضحكةُ والعَبرة:
يَا أبَانا: فيما مضى.. كنتُ الأخيرَ عندها
فمَا الذي جعلني الأوّل في حسابِتِها؟!.
أما أنا فمضيتُ أحزمُ حقائبَ ترحالٍ لطالما تمنيتهُ..
وقد أهملتُ بوحَ صديقٍ معطرٍ بِهذيانِها!.
122
قصيدة