عدد الابيات : 11
تَهَاوَتْ عَلَى جَفْنَيَّ آخِرُ نَظْرَةٍ
كَمَا تَسْقُطُ الْأَمْطَارُ فَوْقَ رَمَادِي
وَفِي لَحْظَةٍ، بَيْنَ الرَّحِيلِ وَعَوْدَةٍ
تَجَلَّى ضِيَاؤُكِ فِي دُجَى مِيعَادِي
أَنَا لَمْ أَكُنْ إِلَّا سُؤَالَ حِكَايَةٍ
تُرْوَى عَلَى سِرِّ الدُّمُوعِ الْحَادِي
وَكَانَتْ يَدَاكِ – وَإِنْ بَدَتْ كَفَّ طِبٍّ –
تُعِيدَانِ نَسْغِي مِثْلَ عِيدِ الْحَصَادِ
تَرَكْتُ الْوَرِيدَ لِكَيْ يُهَدْهِدَ نَبْضَهُ
فَإِذَا بِصَوْتِكِ… يَسْكُنُ الْأَوْرَادِ
كَأَنَّكِ بَيْتُ الشِّعْرِ مِنْ زَمَنِ الْهَوَى
كَأَنَّكِ سَارَةُ سَلْقِينِيَّةُ الْأَجْدَادِ
أَيَا امْرَأَةً لَيْسَتْ تَمُرُّ مُرُورَهَا
بَلْ تَسْتَوْطِنُ الْقَلْبَ بِلَا الْإِيجَادِ
أَيَا قُبْلَةً جَاءَتْ مَعَ الْوِدِّ خَفِيَّةً
تُضَاهِي نِدَاءَ الرُّوحِ لِلْأَجْيَادِ
أَأُشْفَى؟ لَا أَدْرِي… وَلَكِنْ وَعَدْتُهَا
إِنْ عُدْتُ… أَنْ أَلْقَاهَا بِكُلِّ بِلَادِي
فَقَالَتْ، وَوَجْهُ الْفَجْرِ فِي نَبَرَاتِهَا:
“بَلْ أَنَا سَأَلْقَاكَ… فِي الْإِنْشَادِ”
وَأُغْلِقَ بَابُ الضَّوْءِ، لَكِنَّ ظِلَّهَا
بَقِيَ الْقَصِيدَةَ… سَطْرَهَا الْمُنَادِي
345
قصيدة