لماذا " كُلُومْبُسُ" أَغوَيْتنَا واكتَشَفْتَ "بَهَاماَ"؟؟

‏أتعلمُ أنّكَ يومَ رَحيلِكَ

‏كنتَ قتلت السَّلَامَا

‏أتعلم أنَّ سفينَك

‏لَم يكُ من خَشبٍ

‏وجزاؤُكَ لم يَكُ من ذَهبٍ

‏إنّما كانَ أنْ تَزرعَ الموتَ

‏ثمَّ تصيرُ رؤانَا حطامَا

‏لماذا اكتشفت "بهَامَا" ؟؟

‏أَأنتَ حفيدُ الذِي أَبوينَا

‏أزلَّ

‏أَم النَّحسُ سَاقَكَ

‏حَتَّى اكتشفْتَ الظَّلاَماَ

‏لِماذَا؟

‏أَكنْتَ وأنتَ تَسوقُ سَفِينَكَ

‏تعلمُ أَنَّكَ تَشنقُ كَوكَبنَا

‏وتُميتُ اليتامَى

‏أَتعلمُ…

‏أَنَّكَ… أَنَّكَ…

‏أَنَّكَ ماذَا؟

‏مَاذَا سَنخسرُ لوْلَمْ تَكُنْ؟

‏وماذَا سنحذَرُ لَو لَمْ تَكنْ؟

‏سنَعيشُ يُدغْدِغنَا الحلمُ

‏كَوكبُنَا النّورُ

‏أيامُنا العسلُ السِّلم

‏تاريخُنَا المطرُ الحبْ

‏نَعيشُ

‏يَعِيشُ الصّغارُ   " بهُورُشِيمَا "

‏يَلعبونَ  " النَوَاتُو "

 

‏وَيبنُونَ أحلامَهمْ بمدائنَ

‏لم تَحتضنْ موتَهَا النَّووي

‏يَعيشُ الحداةُ علَى أَثَرِ النُّوقِ

‏تُنشدُ صحراؤُهم شعرها البدويَّ

‏فتنهلُّ أيامُهم لَبناً

‏من رُؤاهُ القبائلُ تبنِي الخَيَاماَ

‏تعيشُ على طبعها غابةُ اللهِ

‏تَنموُ

‏البحارُ

‏تُغرّدُ في عشِّها الطيرُ

‏ترسمُقَبلَ الصَوَارِيخِ

‏" لَارَا " الحَمَامَا

‏لماذا اكتشفتَ " بَهامَا "؟

‏وَماذَا غداً قائلٌ

‏في الجيّاعِ العبيدِ العراياَ

‏غداً قائلٌ

‏فِي المشرَّدِ من بيتِهِ

‏والمشرَّدِ من جلدهِ

‏والمشرد من موتِهِ

‏والضَّحَايَا ..

‏غداً ياكلومبسُ

‏أينَ الهدايَا..؟

‏وأينَ سفينَكَ؟

‏أينكَ؟

‏هل كنتَ تعلمُ حجمَ الخَطَايَا

‏بلادٌ مشرَّحةٌ

‏وشعوبٌ مُشردةٌ

‏وعقولٌ مبسترةٌ

‏وقصائدُ تقبرُ قبلَ الولادةِ

‏عَاماً..

‏لِماذَا اكتشفتَ "بَهامَا"؟

‏أَلمْ يَكُ عندكَ طفلٌ

‏لتشربَ كأسَ الحنانِ

‏أَلمْ ينفدِ الماءُ عنكَ

‏لتحمدَ رِيقَكَ

‏قل لِي لماذا؟

‏كلومبُسُ :

‏هَلْ كنتَ في فُلكِكَ النَّوويِّ

‏تعارضُ نوحاً

‏فكانَ اكتشافُكَ يُفْني الأنامَا

‏وهلْ عرفَ البحرُ سرَّ رحيلكَ؟

‏لوْ عرفَ البحرُ سرَّ رحيلِكِ

‏كان يكونَ عليكَ الحصارُ

‏وَهلْ عرفَ الحوتُ ؟

‏كَانَ ..

‏وكانَ إذا أدركتْ يومَهَا

‏السرَّ ثارتْ عليكَ " بَنَامَا "

‏وقَالت معى مثلمَا قَريتىِ

‏ياكلومبُسُ … قُلْ لِي :

‏لِماذَا اكتشفتَ " بَهامَا "؟

‏لِماذَا ؟