الديوان » ماهر كمال خليل » جُوعٌ ومَوْتٌ في غَفلةِ البَشَر

عدد الابيات : 14

طباعة

فُؤادي قد سَكنْهُ مَوْجُ البحَرِ، وما

في القلبِ إلّا شَكْوَى المُتعَبِ السَّهَرِ

هذا الوجيعُ، فراحتي نُدبٌ تَئنُّ لهُ

إخوةٌ وصِغارٌ ضاعوا، في مَدى القَدَرِ

مُنِعَتْ عنهمُ الحياةُ، وأودَعْنا أرواحَهُمْ

في التُرْبِ نَبكي على الأطْلالِ والأثَرِ

نَراهمُ يَمضونَ في صَمتٍ، بلا صَخَبٍ

جُوعى، حُفاةً، إلى مَصِيرٍ قاسِ يَنحدِرِ

قَد قُرِّحَتْ أجْسادُهمْ، وتَآكَلَتْ

عِظَامُهُمْ بينَ أوجاعٍ ومُندَثِرِ

ما عادَتِ الأعيُنُ الباكيَةُ تَسقيهِمْ

فالدّمعُ جَفَّ، وماتَ الندبُ في الخَبَرِ

أما مِنْ كريمٍ يُسعِفُ الجوعى بِمَعْطِفِهِ؟

ولا شُجاعٍ يُلَبِّي صرخةَ الخَطَرِ؟

تَئِنُّ بُطونُهُمُ، والجوعُ يَنهشُهمْ

والموتُ يَعبُرُهمْ في غفلةِ البَشَرِ

وغزّةٌ تصطلي بالنارِ، مُنهَكَةً

ولا تُسعِّفُها أيدي مِنَ البَشَرِ

نامَتْ ضمائرُنا، والصّمتُ يخنُقُنا

فلا أخُوّةَ باقيةٌ، ولا وَطَرِ

تاهَتْ نداءاتُها في الريحِ مُبلَسَةً

كأنّها البَوحُ في صَحراءَ مِنْ حَجَرِ

كم من نداءٍ سعى نحوَ القُلوبِ، فلم

يُصغِ المُلوكُ، ولا أصغَوا لِحِجَّةِ الحَجَرِ

لا أمّةٌ انقضَتْ، لا السيفُ يُنقِذُها

ولا المَعاهدُ، لا شَرْقٌ، ولا خَبَر

جميع الحقوق محفوظة 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر كمال خليل

ماهر كمال خليل

22

قصيدة

ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991. تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح

المزيد عن ماهر كمال خليل

أضف شرح او معلومة