أيها الجزار، يا ظلّ الدم على جدران الذاكرة
تخطّ تاريخك بلون الجراح،
صفحات لا تُمحى بالندم، ولا تُغسل بالماء.
أيها الوحش المتعطّش للخراب،
أتظنّ الله غافلًا عن نزف الأبرياء؟
أما قرأت الآية التي تردّ على ظُلمك بصمت جليل؟
ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون
إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار،
وترتجف فيه القلوب قبل الأجساد.
أنت تسابق الشيطانَ إلى الجحيم،
وتحمل الغرور كأسًا مملوءًا بالنار،
هل نسيت أن الغرور أصلُ الشرور؟
وأن من نافس الله في الجبروت كان هالكًا لا محالة؟
من نمرود إلى فرعون، إلى طاغية اليوم،
ذات السيرة، ذات المصير.
ريحٌ صرصر عاتية، طيرٌ أبابيل،
وربٌ لا ينسى دعاء الضعفاء.
أيها السفّاح، أيها المغرور،
انتبه! فالسماء لا تصمت طويلًا،
والأرض تعرف كيف تثأر حين يأمرها الله.
لكننا لا نطلب ثأرًا، بل عدلًا يُنقّي الأرواح،
شفاءً لا يُنسى،
وضياءً يُخرج الأبرياء من ظُلمة الحداد.
فصبرًا، يا قلوبًا لم تزل تنزف،
نورُ الحقِّ سوف يسطع،
ولو بعد حين.