الديوان » لبنان » عمر تقي الدين الرافعي » تعجبت من قومي وحق التعجب

عدد الابيات : 31

طباعة

تَعجَّبت مِن قَومي وَحقَّ التَعَجُّبُ

يَنامُ كَأَهلِ الكَهفِ وَالدَهرُ قلَّبُ

بَدت ظُلُمات طَبَّق الأفقَ بَعضُها

دخانُ بَراكينٍ يُمدُّ وَيقربُ

بَدا شررٌ لِلحرب شَرقاً وَمَغرباً

وَقَد ضاقَ بِالأَقوامِ شَرقٌ وَمغربُ

وَقامَت قِياماتٌ لِبَكرٍ وَتغلبٍ

كَما قبلُ قَد قامَت معدٌّ وَيعربُ

تقلِّبُنا أَيدي الحَوادِث في الوَرى

نِياماً عَلى جمر الغَضى نتقَلَّبُ

فَما نَحن موتى لا شعور وَإِنَّما

نِيام وَإن كُنّا شعوراً نعذَّبُ

وَيا رَبّ لَيلٍ هالَني منهُ هولُهُ

وَلَم أَرَ فيه من يجيء وَيَذهبُ

رَقدتُ وَأَرخى اللَيل فوقي سدولهُ

فَلَم أَدرِ ما يَبدو بِلَيلي وَيَغربُ

وَلم أَنتَبِه إِلّا وَقد زارَني بِهِ

حَبيبي وَلِلَّهِ الحَبيبُ المُقَرَّبُ

نعم زارَني يَبكي وَيَنشجُ في البُكا

وَحَسبُك أَن يَبكي الحَبيبُ وَينحبُ

عَذيري إِذا بالَغتُ في كَتمِ سِرِّه

وَعِندي لهُ ذاكَ الضَميرُ المحجَّبِ

وَما السرّ إلّا الوَحي منهُ فَيَنبَغي

لِذي السرّ كِتمانٌ لهُ وَتَأدّبُ

وَقَلب الفَتى لوحٌ من الغَيبِ نَقشُه

يَلوح فَيَبدو ثمّ يَخفى وَيُحجَبُ

وَما كلّ محجوبٍ يَجوز اِكتِشافُهُ

وَلا كُلّ مَعلومٍ يُقالُ وَيُكتَبُ

رَآنيَ في سجن الفَضيلَة راقِداً

فَأَيقَظَني لِلحَربِ وَالحَربُ تقربُ

وَكاشَفني في مالِهِ فيهِ مَأربٌ

فَثَبَّت قَلبي إذ له فيه مَأربُ

فَأَدرَكتُ ما لَم يُدرك الناس حكمَةً

تُراد وَأَسرارُ الغُيوبِ تغيَّبُ

هُديتُ بِها دُنيا وَأخرى حَقيقَةً

هُديت بِها لأُفق وَالحَقُّ أَغلَبُ

أَلا إِنّ خَيرَ الهدي هَديُ محمّدٍ

إِمام الهدى لمّا بَدا زالَ غَيهَبُ

إِذا نَحنُ نِمنا لَيسَ نرقب حادِثاً

فَطرف رَسول اللَهِ سَهران يرقبُ

رَؤوفٌ بِنا وَهو الرَحيمُ بَجمعنا

رَؤوفُ رَحيمٌ دونه الأُمّ وَالأَبُ

رَأى ما رَأى مِمّا يُرادُ بِقَومِهِ

إِذا أَطبَقَ الأُفقان شرقٌ وَمَغرِبُ

فَنَبَّه غازي القَومِ لِلأَمرِ عاجِلاً

وَمثله من ينهَض لِخَطبٍ وَيركبُ

وَسارَت عَلى اِسم اللَهِ رايَةُ نصرهِ

تَلوح بِريح النَصر أَيّانَ تذهبُ

وَهذا الَّذي مَعناه قامَ بِخاطِري

وَصورَتُهُ تُجلى لَدَيَّ فَأَكتُبُ

تعرّفتُ منهُ ما تَعَرّفتُ إِنَّما

تَهَيَّبتُ منهُ كلّ ما يُتهيَّبُ

إِلهي بسِرّ الذّاتِ طه نَبيّنا

حَبيبِك يا نِعم النَبِيُّ المُحَبَّبُ

تَعطَّف وَجُد وَاِمنُن عليَّ بِقربه

بِفَتحٍ لعلّ الفَتح لِلوَصلِ أَقرَبُ

وَمَولِدهُ الأَسمى أَجب دَعوَتي الَّتي

دَعَوتُ بِها إِذ طالَ منهُ التَحجُّبُ

عَلَيهِ وَآل البَيتِ وَالصَحبِ سَرمَداً

صَلاةٌ من المَولى بِها يُتطَيَّبُ

وَلا سيما بازِ الرِجالِ الَّذي بِهِ

إلى جدّه المُختار صحَّ التقرّبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر تقي الدين الرافعي

avatar

عمر تقي الدين الرافعي

لبنان

poet-Omar-Taqi-al-Din-Al-Rifai@

329

قصيدة

10

الاقتباسات

3

متابعين

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (1882 - 1964) م. فقيه وقاضٍ، متصوف نقشبندي، أديب وشاعر لبناني، وُلد في مدينة صنعاء بولاية اليمن العثمانية في 17 أغسطس ...

المزيد عن عمر تقي الدين الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة