عدد الابيات : 23
تَغَارُ النُّجُومُ مِنْ حُسْنِ مُحَيَّاكِ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ تَسْتَحْضِرِينَ نَجْمِي
وَإِذَا الْقَلْبُ يُدَمْدِمُ فِي غِيَابِكِ
فَكَيْفَ يُسَامِرُ الْبُعْدَ وَالتَّنَائِي فَمِي؟
أَبُوحُ لِلنُّسُورِ فِي أَعَالِي السَّمَاءِ
بِكُلِّ شَجْوٍ يُرَاوِدُنِي فِي حُلْمِي
يَتَسَارَعُ النَّبْضُ فِي قَلْبِي دَوْمًا
وَتُحْيِي ذِكْرَاكِ كُلَّ لَحْظَةٍ نَغَمِي
وَإِذَا التَّيَّارُ يَحْمِلُ حَنِينِي إِلَيْكِ
فَكَيْفَ لَا تَحْتَرِقُ بَحْرَاتُ عَزْمِي؟
تَزْدَادُ غَيْرَتِي كُلَّمَا رَأَيْتُكِ
تَبْتَسِمِينَ لِغَيْرِي فِي دُجَى الْعَتْمِ
أَغَارُ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَسَمَةٍ
تُلَامِسُ خَدَّكِ فِي لَحْظَاتِ الْهَيْمِ
يُحَاوِلُ الْقَمَرُ سَرِقَةَ بَسَمَاتِكِ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ يَسْتَحْلِي جُلَّ الْفَهْمِ
أَبُوحُ لِلرِّيَاحِ بِكُلِّ أَسْرَارِي
وَتُدَاعِبُ شَعْرَكِ فِي لَحْظَةِ الْحُلْمِ
يَتَغَافَلُ عَذْبُ النَّسِيمِ عَنْ أَشْوَاقِي
وَيَحْمِلُ رُوحِي إِلَيْكِ فِي كُلِّ يَوْمِ
وَإِذَا جَرَتْ مِيَاهُ الْحُبِّ فِي قَلْبِي
فَكَيْفَ يَكُونُ النَّهْرُ بِمَجْرَى دَمِي؟
أَتَغَافَلُ عَنِ الْعَالَمِ كُلِّهِ إِلَّا عَنْكِ
فَكَيْفَ أَنْسَى طَيْفَكِ فِي الْعَتْمِ؟
أَغَارُ مِنْ كُلِّ زَهْرَةٍ تَرْتَاحُ لِرُؤْيَتِكِ
وَأَحْتَرِقُ بِنَارِ الشَّوْقِ بِالْجِسْمِ
يَتَسَابَقُ الْفُؤَادُ فِي لَحْنِ الْغَيْرَةِ
وَيَتَحَدَّى كُلَّ مَنْ يَقْتَرِبُ قَلَمِي
وَإِذَا السَّمَاءُ تَحْمِلُ حَنِينِي إِلَيْكِ
فَكَيْفَ تَكُونُ فِي غَيْرِكِ أَحْلَامِي؟
أَتَأَمَّلُ فِي عَيْنَيْكِ وَأَجِدُ السُّرُورَ
وَتَتَغَنَّى بِكُلِّ شَجْوٍ فِي الْعِصَمِ
يَتَلَهَّفُ الْقَلْبُ فِي لَحَظَاتِ لُقْيَاكِ
وَيَتَرَنَّمُ بِأَشْوَاقٍ لَا تَنْتَهِي سُلَّمِ
يَتَعَذَّبُ الْقَلْبُ مِنْ غِيَابِكِ جَمْرًا
وَيَحْتَضِنُ كُلَّ ذِكْرَى لَكِ بِالدِّيَمِ
وَإِذَا الْحُبُّ يَتَجَلَّى فِي عَيْنَيْكِ
فَكَيْفَ لَا أَحْتَرِقُ بِنَارِ الْحِمَمِ؟
يَزْدَادُ شَوْقِي كُلَّمَا غِبْتِ عَنِّي
وَيَتَعَاظَمُ الْحُبُّ فِي قَلْبِي دَوْمِ
أَغَارُ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَفْسِ حُزْنٍ
وَأَحْتَرِقُ بِنَارِ الْحُبِّ فِي النِّعَمِ
يَتَلَهَّفُ الْفُؤَادُ لِرُؤْيَتِكِ دَوْمًا
وَيَتَسَامَى بِكُلِّ حَدِيثٍ مُضْطَرِمِ
وَتَتَزَايَدُ غَيْرَتِي كُلَّمَا نَظَرْتِ صَنَمِي
374
قصيدة
