الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » سارة .. سيمفونية العشق العذري

عدد الابيات : 106

طباعة

أَلَا قِفْ بِنَا يَا صَاحِبِي عِنْدَ مَأْمَنِ

بِسَاحِرَةِ الطَّلْعِ الْعَذُوبِ الْمُوَرَّدِ

فَإِنَّ بِسَاحَاتِ الْهَوَى كُلُّ مُنْشِدٍ

يَذُوبُ كَمَا ذَابَ السُّهَى فِي التَّوَقُّدِ

سَأَرْوِي لَكُمْ حُبًّا يُعَانِقُ فَاتِنًا

كَضَوْءِ الشُّهُبِ بِاللَّيْلِ تَحْلُو لِمُرْتَدِ

فَسَارَةُ مَزْنٌ يَسْكُنُ الرُّوحَ نَبْضُهُ

وَيَسْبِقُ خَفْقَ الْقَلْبِ إِنْ طَالَ مُبْتَدِي

جَلَسْتُ أَسِيرًا فِي مَحَافِلِ عِزِّهَا

كَفَارِسِ دُرٍّ فِي مَجَالِسِ سُؤْدُدِ

تَضُوعُ بِهَا أَرْوَاحُ عِطْرٍ كَأَنَّهُ

عَبِيرُ جَنَى الْآسِ انْتَثَرْنَ بِالْغَدِ

تَرَاهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ كَصَبِيحَةٍ

تَسِيرُ بِأَنْوَارٍ عَلَى الْوَجْهِ وَالْيَدِ

فَإِنِّي لَأَرْنُو فِي مَحَاسِنِ قُدْرَتِي

وَأُقْسِمُ أَنَّ الْحُبَّ أَصْدَقُ مَقْصَدِي

سَأُبْدِعُ مِثْلَ مَا أَبْدَعَ الطَّرْفُ قَبْلَنَا

وَأَفْضُلُ بِذِكْرِ الْحُبِّ فِي أَبْهَى الْمُدَدِ

وَإِنِّي عَلَى سَارَةَ مَدْحًا لَمُقْتَدٍ

بِكُلِّ فَصِيحٍ جَاءَ قَبْلِي وَمُفْرَدِ

أُحِبُّكِ يَا أُفْقِي وَسَارَةُ غَايَتِي

وَلَسْتُ بِحَلٍّ إِلَّا بِوَصْلِكِ فَاشْهَدِي

تَفَجَّرَ نَبْعُ الشِّعْرِ حِينًا أَسِيرُهُ

فَكَيْفَ أَرَاهُ الْيَوْمَ يَصْدَى بِمَوْرِدِ

لَكِ الْحُبُّ مَوْصُولًا كَحَلْيِ بَيَانِنَا

فَسَارَةُ قَمَرٌ فِي أَعَالِي التَّوَقُّدِ

أَرَى الْحُبَّ فِي سَارَةَ بَحْرًا مُوَسَّعًا

وَتَبْقَى لَنَا الْأَشْوَاقُ فِي أَطْيَبِ الْمَدِّ

فَإِنْ كَانَ هَذَا الشِّعْرُ يَجْهَلُ قُدْرَتِي

فَسَارَةُ تَفْتَحُ بَابَ أُفْقِي وَمَقْصَدِي

أَلَا أُوصِفُ النُّورَ الَّذِي قَدْ أَتَى بِنَا

فَسَارَةُ نُورُ السَّمْتِ فِي كُلِّ مَوْعِدِ

تَسِيرُ كَأَنَّ الْحُسْنَ أَزْهَارُ بَسْمَةٍ

تُرَاقِصُ فَوْقَ الْخَدِّ لَحْنًا مُنَضَّدِ

فَسَارَةُ تَاجُ الْحُسْنِ فِي كُلِّ نَظْرَةٍ

وَبَيْنَ الْجُمَانِ الْمُنْثَرِ الْوَجْهِ أَغْرَدِ

عُيُونُكِ نَبْضٌ كَاللُّجَيْنِ إِذَا بَدَتْ

تَسِيرُ كَضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُرْجِ أَسْعَدِ

شِفَاهُكِ عِطْرٌ فِي النَّدَى إِذْ تَبَسَّمَتْ

وَرَاحَتْ تُنَاجِي الرُّوحَ بَلْسَمَ مُرْشِدِ

أَلَا أُوصِفُ الْحُسْنَ الَّذِي فَاقَ كُلَّ مَا

رَأَتْهُ عُيُونُ الْحُبِّ فِي نَبْضِ مَاجِدِ

عُيُونُكِ سِرُّ السِّحْرِ يَسْبِي مَجَالِسًا

وَيَجْلُو ظَلَامَ الرُّوحِ كَالْبَدْرِ مُرْشِدِ

وَشَعْرُكِ نَهْرٌ يَتَدَفَّقُ أَنْجُمًا

يُغَازِلُ نَسَمَاتِ السَّمَاءِ بِمَوْعِدِ

فَإِنِّي إِذَا مَا أَحْرِفُ الْحَرْفَ فِي هَوَى

سَارَةَ أَرَاهُ الطُّهْرَ فِي كُلِّ مَقْصِدِ

وَوَجْهُكِ بُسْتَانٌ مِنَ النُّورِ زَاهِرٌ

كَفَجْرٍ تَجَلَّى فِي عَبِيرِ الْخَدَائِدِ

وَشِفَاهُكِ الرَّوْضُ الْمُعَطَّرُ طِيبُهُ

كَمَا النَّدَى يُرْوِي غُصُونَ الْأَرَائِدِ

وَرُوحُكِ أَشْرَافُ الْجَمَالِ وَطُهْرُهُ

يُنِيرُ دُرُوبَ الْحُبِّ فِي كُلِّ مَقْعَدِ

فَأَخْلَاقُكِ الْبَيْضَاءُ بَحْرٌ وَمَوْجُهُ

يُلَامِسُ قُلُوبَ النَّاسِ كَالْوُدِّ مُبَدِّدِ

أَرَى فِي مَحَاسِنِكِ الْكَمَالَ وَرَوْعَةً

كَزَهْرٍ تَفَتَّحَ فِي الصَّبَاحِ الْمُجَدَّدِ

وَفِي كُلِّ لَفْظٍ أَصْطَفِيهِ لِمَدْحِكِ

يَفُوحُ عَبِيرُ الشِّعْرِ كَالْمِسْكِ مُشْهَدِ

فَإِنِّي بِسَارَةَ قَدْ وَجَدْتُ مَلَاذِيَ

وَقَدْ كَانَ حُبُّهَا عَلَى الْقَلْبِ مُوَكَّدِ

تَرَى فِي خُطَاهَا الطِّيبَ إِذَا مَا مَرَرْتِهِ

كَزَهْرٍ يُنَاغِي السَّائِرِينَ بِأَشْهَدِ

وَوَصْفُكِ يَا سَارَةُ مَا كَانَ يُحْصَرُ

فَكُلُّ الْجَمَالِ فِي كَيَانِكِ مُنْجَدِ

أَسَارَةُ، أَنْتِ الْبَدْرُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ

وَنَجْمُ السَّمَاءِ فِي الدُّجَى الْمُتَوَقِّدِ

وَفِي قَلْبِيَ الْحُبُّ الَّذِي لَا يَفْنَى

كَأَنَّهُ طُهْرُ السَّمَاءِ بِوَعْدِ غَدِ

أَشَوْقًا يُطِيلُ النَّبْضَ فِي الصَّدْرِ مُوغِلًا

كَسَيْفٍ يُعَانِقُ نَبْضَ قَلْبِي بِمُحَمَّدِ

أَحِنُّ إِلَى صَوْتِكِ يَشْدُو كَزُرْقَةٍ

تَفُوحُ كَنَايَا الرُّوحِ فِي نَبْضِ مَوْرِدِ

وَلَيْلِي إِذَا غِبْتِ كَأَنَّ دُجَاهُ لَهْبٌ

يُلَوِّنُ أَحْلَامِي بِنَارٍ خَدَائِدِ

أَرَانِي أُسَامِرُ ظِلَّ طَيْفِكِ فِي الدُّجَى

وَأَهْتِفُ: هَلْ عُدْتِ، أَمْ طَيْفُكِ مُنْشَدِ؟

أَرَى الشَّوْقَ يَبْنِي فِي ضُلُوعِي مَعَابِدًا

لِذِكْرَاكِ تَسْتَجْلِي فُؤَادِي الْمُقَيَّدِ

فَكَيْفَ أُفَارِقُ طَيْفَ مَنْ عَشِقَتْهُ نَفْسِي

وَكَيْفَ أُدَارِي حُزْنَ قَلْبِي الْمُشَرَّدِ؟

أَتُوقُ إِلَى عَيْنَيْكِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ

كَأَنِّي أَرَى فِيهِمَا نُورَ مُرْشِدِ

أَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الثَّلْجُ فِي كُلِّ لَفْحَةٍ

مِنَ الذِّكْرِ إِذْ تَأْتِينَ فِي نَبْضِ رَائِدِ

فَإِنِّي إِذَا مَا رَاقَنِي ذِكْرُ وَصْلِكِ

أَرَى الشَّوْقَ فِي دَمْعِي كَسَيْلٍ مُوَحِّدِ

أَرَاكِ وَإِنْ بَاعَدَتِ الدُّرُوبُ مَسِيرَهَا

قَرِيبَةَ نَبْضٍ فِي الْفُؤَادِ الْمُوْحَدِ

فَذَاكِ الشُّجُونُ كُلَّمَا غَابَ وَصْلُكِ

أَرَاهَا تُلَوِّنُ نَبْضَ قَلْبِي الْمُهَدَّدِ

وَقَدْ كَانَ شَوْقِي كَالنُّجُومِ تَشَعْشَعَتْ

تُنِيرُ لَيَالِي الْغُرْبَةِ الْمُتَسَهَّدِ

أَحِنُّ إِلَى اللَّحْنِ الَّذِي كُنْتِ تَشْدِينَهُ

فَأَحْسَبُ أَنِّي بَيْنَ حُورِكِ مُخْلَدِ

وَكَيْفَ أَصِفُ الشَّوْقَ الَّذِي كَانَ دَائِمًا

يَحُطُّ عَلَى الرُّوحِ كَسَحَابٍ مُعَرْعِدِ

أَسَارَةُ، إِنَّ الشَّوْقَ يَجْرِي بِمُهْجَتِي

كَأَنَّهُ نَبْضُ الْحَيَاةِ الْمُتَجَدِّدِ

أَرَاكِ وَإِنْ غَابَتْ مَعَالِمُ وَجْهِكِ

كَطَيْفٍ يُطِلُّ فِي الْمَدَى الْمُتَبَدِّدِ

وَأَسْتَشْعِرُ الْأَيَّامَ تَبْكِي كَأَنَّهَا

تُوَارِي بِظِلِّ الْحُزْنِ قَلْبِي الْمُفَنَّدِ

أَرَى الْوَقْتَ أَسْيَافًا تُنَازِعُ صَبْرَنَا

فَتَجْرَحُ فِي الرُّوحِ الْمُنَاجَاةَ وَالْغَدِ

وَمَا لِي سِوَى الذِّكْرَى أُؤَانِسُ وُحْشَتِي

فِي لَيْلَةٍ تَشْكُو إِلَى النَّجْمِ أَسْوَدِ

أَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ النَّدَى فِي ضُلُوعِهِ

وَأَرْثِي لِنَفْسِي فِي الدُّجَى الْمُتَعَبِّدِ

أَرَى فِي جَنَاحِ الرِّيحِ بَعْضَكِ طَائِفًا

يُوَاسِي حَنِينِي فِي فُؤَادِي الْمُوَحَّدِ

لَا يَا لِهَذَا الْحُزْنِ كَيْفَ يَفُوحُ فِي

جَنَانِي كَنَبْتٍ فِي صَفَاءِ السَّاجِدِ

فَفَقْدُكِ مِرْآةٌ تَعَكَّرَ مَاؤُهَا

وَتَاهَتْ بِهَا الْأَحْلَامُ فِي لَحْنِ خَالِدِ

وَأَبْكِي عَلَى ذِكْرَاكِ بُدْرَةَ قَلْبِنَا

وَيَبْكِي مَعِي النَّجْمُ الْمُرَاقِبُ وَالْغَدِ

وَمَا الْعَيْنُ إِلَّا جَارِحَاتٌ بِذِكْرِكِ

تُذِيبُ كَشَمْسٍ بَرْدَ لَيْلٍ مُجَلَّدِ

أَتَذْكُرِينَ اللَّحْنَ يَشْدُو بِرُوحِنَا

أَمَا كَانَ لِلنَّغْمِ الْقَدِيمِ تَجَدُّدِ؟

أَمَا كَانَ وَصْلُكِ فِي حَنَايَا جُنُونِهِ

يُنِيرُ كَفَجْرٍ فِي الْمَدَى الْمُتَوَرِّدِ؟

أَلَا يَا زَمَانِي كَيْفَ غَابَتْ مَلَامِحُهَا

وَكَيْفَ أَفَاقَ الْحُلْمُ مِنْ غَيْرِ مَرْقَدِ؟

أَبَاتَتْ حَيَاتِي بَعْدَ فَقْدِكِ مَوْحِشًا

كَسَفْرٍ طَوِيلٍ دُونَ صُحْبٍ يُسَدِّدِ

أَسَارَةُ، حُزْنِي فِي غِيَابِكِ مَوْجَةٌ

تُغَرِّقُ فِي بَحْرِ الْحَيَاةِ الْمُبَعَّدِ

أَمُرُّ عَلَى الْأَطْلَالِ، صَرْحِ مَحَبَّتِي

وَأُصْغِي لِصَمْتٍ كَانَ يَحْمِي تَوَسُّدِي

فَهُنَا رَنَّةُ الْأَيَّامِ، هُنْتِ بِقُرْبِهَا

وَهُنَاكَ غَفَتْ أَحْلَامُنَا فِي تَوَدُّدِ

أَرَى الرِّيحَ تَشْكُو لِلْوُرُودِ فِرَاقَهَا

وَيَشْهَدُ زَهْرُ الْأَرْضِ أَسْرَ تَوَهُدِّي

وَهَذَا الْجِدَارُ الْبَائِسُ انْتَابَهُ الْأَسَى

كَأَنَّهُ يَبْكِي لِلْغِيَابِ الْمُبْعَدِ

فَمَا زَالَ يُخْفِي فِي ثَنَايَاهُ نَبْضَنَا

كَأَنَّهُ مِرْآةُ الزَّمَانِ الْمُجَدَّدِ

أَطِلُّ عَلَى ذَاكَ الْمَكَانِ فَأَرْتَجِي

رُجُوعَ اللَّيَالِي فِي رُبَاهُ الْمُمَجَّدِ

فَيَشْهَدُ صَخْرُ الْأَرْضِ كَيْفَ نَقَشْتِهِ

بِحَرْفٍ يُنِيرُ الْحُبَّ فِي لَيْلٍ مُسْوَدِّ

وَيُذْكِرُنِي ذَاكَ النَّخِيلُ بَعْثَرَتْهُ

أَيَادِينَا حِينَ الْحُبُّ يَشْدُو بِمَوْعِدِ

أَرَى فِي ثَنَايَا الرَّمْلِ خَطْوَةَ ظِلِّكِ

كَأَنَّكِ لَمْ تَبْعُدِي وَلَمْ تَتَبَدَّدِي

فَمَا لِلْمَكَانِ الْمَهْجُورِ إِلَّا حَدِيثُهُ

كَأَنَّهُ قَلْبِي لِلْغِيَابِ مُسَدَّدِ

أَتَذْكُرِينَ يَوْمًا هُنَا كُنَّا نُرَتِّلُ

قَصَائِدَ حُبٍّ فِي الْفُؤَادِ الْمُوَحَّدِ

وَكَيْفَ عَلَى تِلْكَ الرُّبُوعِ تَسَاقَطَتْ

دُمُوعُ هَوَانَا كَالْمَطَرِ الْمُؤَيَّدِ

أَحِنُّ إِلَى تِلْكَ الرُّبَى كُلَّ لَحْظَةٍ

وَيَبْقَى لَهَا فِي النَّفْسِ عَهْدُ الْمُوَكَّدِ

أَلَا يَا أَطْلَالًا تُحَدِّثُنِي بِكُلِّمَا

طَوَى الْعُمْرُ، هَلْ يَبْقَى لِوَصْلٍ مُجَدَّدِ؟

فَمَا لِلْقَلْبِ إِلَّا ذِكْرَاكِ شَاهِدًا

عَلَى حُبِّنَا الَّذِي أَبَتْهُ الْأَيَّامُ مُبْرَدِ

إِلَهِي، أَنَاخَتْ فِي حِمَاكَ جَوَارِحِي

وَأَبْحَرَتِ الرُّوحُ الْمُعَنَّاةُ فِي الْهَدِي

أَسِيرُ إِلَيْكَ الْآنَ أَحْمِلُ شَكْوَتِي

وَأَرْجُو سَكِينَتَكَ الْعَظِيمَةَ فِي الْمَدَى

فَإِنِّي بِفَقْدِ الْحُبِّ صِرْتُ كَشَاطِئٍ

يُنَاجِي الْمَدَى يَشْكُو انْحِسَارَ التَّوَقُّدِ

إِلَهِي، أَطِلْ عُمْرَ الْمَحَبَّةِ بَيْنَنَا

وَبَارِكْ لَهَا فِي كُلِّ دَرْبٍ وَمَقْصَدِ

وَكُنْ حَارِسًا فِي اللَّيْلِ يَرْعَى ظِلَالَهَا

كَمَا كَانَ نُورُ الشَّمْسِ فِي النَّهْرِ مُتْبَعِدِ

إِلَهِي، هَبِ الْقَلْبَ الْعَزَاءَ وَقُرْبَهَا

وَرُدَّ إِلَيْنَا سِحْرَ كُلَّ حُلْمٍ مُبَدَّدِ

وَيَا رَبَّنَا، اجْمَعْ شَمْلَ قُلُوبِنَا

كَمَا يُجْمَعُ الْأَمْسَانِ فِي النَّفْسِ مُهْتَدِي

فَلَيْسَ لِحُبٍّ مِثْلَ حُبِّي وَصَالُهُ

وَلَيْسَ لِفَرْقَى مِثْلَ فُرْقَى مُرَرَّدِ

أَتُبْقِيهَا يَا رَبِّي بِنُورِكَ آمِنَةً

وَتَحْمِيهَا فِي الدُّنْيَا بِسَتْرِكَ أَبَدِي

وَأَنْعِمْ عَلَيْهَا بِالْعَطَاءِ مُبَارَكًا

فَأَنْتَ كَرِيمُ الْجُودِ مَنْبَعُهُ الْيَدِي

وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا بِالْتِقَاءِ رُوحِنَا

فِي دَارِ خُلُودٍ لَا غِيَابَ وَلَا عَدِي

أَلَا رَبَّنَا، جَفَّتْ عُيُونِي بَعْدَهَا

فَكُنْ لِي بِرِقَّةِ رَوْحِهَا الْمُتَهَجِّدِ

أَرَى فِي مُنَاجَاتِي ضِيَاءَ حُبُورِنَا

وَيَشْهَدُ لِي لَيْلِي بِلَحْنِ الْمُسَهَّدِ

فَإِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ حُبًّا لِقُرْبِهَا

كَمَا يَدْعُو الْغَرِيبُ الْوَطَنَ الْمُتَبَعِّدِ

إِلَهِي، أَرَى فِي الْأُفُقِ نُورَ جَمَالِهَا

كَأَنَّهُ الْوَعْدُ الْمُبَارَكُ لِلْغَدِ

أَلَا فَاخْتِمُوا ذِكْرَ الْمُحِبِّ لِسَارَةٍ

وَكُونُوا عَلَى نَبْضِ الْمَوَدَّةِ فَاسْهَدِي

فَسَارَةُ نُورُ الْعُمْرِ إِنْ زَانَ وَصْلُهَا

وَحُبُّهَا سِرُّ السَّمَاءِ الْمُؤَيَّدِ

لَئِنْ كَانَ طَرْفَةُ فِي الشِّعْرِ مَلِكًا

فَإِنِّي بِحُبِّي قَدْ غَلَبْتُهُ بِمَقْصِدِ

وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شِعْرُنَا

لَفِي كُلِّ قَلْبٍ مِثْلَ دُرٍّ تَاجٍ مُجَدَّدِ

فَسَارَةُ ذِكْرَايَ الَّتِي لَا تُفَارِقُ

مَحَافِلَ حُبٍّ بَيْنَ صُحْبِي وَمُعْتَدِ

أَرَى كُلَّ أَرْضٍ تَحْتَ نُورِكِ جَنَّةً

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْوَصْلَ أَعْظَمُ مَوْعِدِ

فَإِنْ كَانَ لِلشِّعْرِ خُتَامُهُ فَمُعَلَّقَةُ

الْحُبِّ أَعْظَمُ الْقَوْلِ فَاشْهَدِي

أُحِبُّكِ سَارَةُ فِي السَّرَّاءِ وَضَوْئِهِ

وَحُبُّكِ بَيْنَ الرُّوحِ دَاعٍ لِتَفْنِيدِ

فَلَا زَالَ ذِكْرَاكِ يُضِيءُ قَوَافِيَّا

وَأَنْتِ لَنَا طُوبَى بِذِكْرِ الْمُخَلَّدِ

وَفِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْ مَعَالِي قَوْلِنَا

أُرَاهُ بِدُرِّ الْحُبِّ قَدْ جَاءَ يُسْنَدِ

فَإِنِّي خَتَمْتُ الشِّعْرَ فِي حُبِّ سَارَةٍ

وَكُنْتُ عَلَى نَبْضِ الْقَلْبِ الْمُؤَيَّدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

385

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة