عدد الابيات : 20
أَفِي سَلْقِينَ تُنَادِينِي وَقَدْ عَلِقَتْ
مِنِّي الْمَكَارِمُ حَبْلًا مُحْكَمَ الْعُقَدِ
إِنْ كُنْتَ نَاقِلَ عِزِّي عَنْ مَعَاقِلِهِ
فَانْقُلْ سَنَا الشَّمْسِ بِالْآفَاقِ مُتَّحِدِ
أَوْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنْ قَوْمٍ لَهُمْ نَسَبٌ
فَاسْأَلْ مَجَامِرَ نَارِ الضَّيْفِ فِي الْبَلَدِ
آلُ سَارَةَ كَالْأُسْدِ الْهِزَبْرِ لَهُمْ
عَزْمٌ يُطِيحُ بِجَيْشِ الظُّلْمِ إِنْ يُرَدِ
يَسُودُهُمْ شَرَفٌ يَسْرِي بِخَاطِرِهِمْ
كَمَا تَسَرَّبَ مَاءُ الْغَيْثِ فِي الزَّبَدِ
لَوْ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ نَبَتَتْ
فِي عِزَّةِ الْحَقِّ لَا فِي خِسَّةِ الرَّغَدِ
تَزْهُو بِهِمْ سَلْقِينُ الْغَرَّاءُ فِي فَخَرٍ
كَمَا تَفَاخَرَ وَشْيُ الْحُلْمِ بِالْعَقِدِ
يَا سَائِلِي عَنْ كَرِيمِ الْقَوْمِ مِنْ زَمَنٍ
فَسَلْ حِيَاضَ الْمَعَالِي عَنْهُمُ تَجِدِ
إِنْ رُمْتَ بَأْسًا فَهُمْ بَأْسٌ يُخِيفُ عِدًى
وَإِنْ طَلَبْتَ نَدًى فَالْمَجْدُ فِي الْيَدِ
أُسُودُ عِزٍّ هُمْ، لَا يَرْتَضُونَ لَهُمْ
عَيْشًا يَذِلُّ بِهِ الْأَحْرَارُ لِلْحَسَدِ
أَبْنَاؤُهُمْ كَالنُّجُومِ الزُّهْرِ فِي شَرَفٍ
كَمَا يُنِيرُ سَنَى الْكَوْكَبُ فِي السُّدُدِ
إِنْ جِئْتَ دَارَهُمُ حَفُّوكَ مُكْرَمَةً
كَمَا يُحَفُّ نَدَى الْأَزْهَارِ بِالرِّيَدِ
يَعْلُونَ فِي الْعِلْمِ وَالْإِقْدَامِ سِيرَتُهُمْ
مِثْلُ الذِّئَابِ إِذَا ثَارُوا عَلَى الرَّصَدِ
إِنِّي رَأَيْتُ بُطُولَاتٍ لَهُمْ شَرُفَتْ
كَمَا يَشِبُّ اللِّظَى فِي الْمَجْدِ مُتَّقِدِ
يَحْمِيهِمُ كَرَمٌ، تَسْقِي جُذُورَهُمُ
سُحُبُ الْفَضَائِلِ فِي الْأَخْلَاقِ وَالرَّشَدِ
مَنْ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ قَوْمٍ لَهُمْ شَرَفٌ
فَآلُ سَارَةَ فِي الْعَلْيَاءِ كَالسَّنَدِ
لَا تَرْتَجِي فَخْرَ قَوْمٍ غَيْرَ مَنْعَتِهِمْ
فَالْمَجْدُ يَلْبَسُ مِنْهُمْ أَوْسَعَ الْبُرُدِ
إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ الْعِزَّ مُنْحَسِرٌ
فَاذْكُرْ سَارَةَ يَعُدْ شَأْنُكَ فِي كَبَدِ
هَذِي مَدَائِحُ قَوْمٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا
إِلَّا الْعَظِيمُ الْفَذُّ الْمُمْسِكُ الزَّنَدِ
وَهَذَا قَصِيدٌ بِالْأَمْجَادِ مُلْتَحِفٌ
فَمَنْ يُنَافِسْهُ يَبْقَ الدَّهْرَ فِي نَكَدِ
395
قصيدة