سَألتُ ربّي قُبَيلَ الفَجرِ سَاعةَ مَا كَـانَ الفُؤادُ شَغُـوفًا بِـالّذي حَمَـلا
مِـنَ الـمَحَـبَّـةِ عِـرفَـانـًا لِـطَـيِّـبَةٍ فَـرَفْرَفَ الـقَلبُ مِنْ دِقَّاتِـهِ جَـذَلا
حِينَ الْتَقَتْ عَينِي بِعَينَيهَا مٌكَلِّمَةً تَرجُو اقْتِباسًا مِنَ النُّورٍ الذي حَصَلا
يُضِيءُ الدَّربَ لِي فِي كُلِّ خَافِقَةٍ وَيَسأَلُ عَنِّي إِذَا كَـانَ الحَبِيبُ سَلا
سـَأَلْـتُ رَبِّـي دَوَامَ الـخَيرِ عَـافِيَةً عَـلَـىٰ أُمِّـي فَـفَيهَا طَرفِيَ اكْتَحَلا
هِيَ الّـتِي لـِأجـلِي وَاجَـهَت عُمُرًا مِنَ المَصَاعِبِ حَتّىٰ أَخْرَجَت رَجُلا
هِيَ الّـتِي عَلَّمَتنِي كُـلَّ فَضِيلَةٍ مِـنَ الْأَخْلاق ما وافىٰ وَمَا كَمُلا
وَتَسهَرُ اللَيلَّ فِي مَرَضِي وَتَدعُو وَتَمسَحُ الدَّمعَ عَن خَدِّي إِذَا انهَمَلا
وَ تَـسمَعُنِي إِذَا مَا عَالَـمِي صُمَّ وَ تَـذْكُـرُنِي إِذَا مَا عَالَـمِي غَفَلا
وَ تَنصَحُنِي إذَا مَا جَــدَّ جِــدٌّ و تَصحَبُنِي إذا مَا الجَمِيعُ خَلا
وَ إنَّ لَـهَا جَـمَالًا خَـالِصًا نَـضِرَا عَلَىٰ مُحَـيَّاهَا ذَاكَ الْجَمَالُ عَـلا
أنَـارَ ظُلْمَةَ قَـلْبِي كُـلَّمَا ابتَسَمَت كَبَدرٍ أَضاءَ الدُّجَىٰ حِينَمَا اكْتَمَلا
وَمَا تَكَلَّفْتُ فِي أَوْصَـافِهَا نَثْرًا وَلا شِـعرًا وَلَـٰكِنْ قَـلْبِيَ ارتَجَلا
فَـلا بَـيتًا وَلا بَـيتَينِ يُـنصِفُـها وَلا قَـصَائِدُ مَجنُونٍ وَإنْ عَقَلا
أَدِمْ عَـلَىٰ أُمِّـي يَـا رَبَّـاهُ بَسمَتَهَا لِأَسـتَسقِي بٍـهَا فِـي دَربِيَ الأَمَـلا
فَإِنَّ رُوحِـي بِـرُؤْيَـاهَا مُعَلَّقَةٌ وَ قَـلْبِي بِهَا مِنْ أَوتَـارِهِ اتَّصَلا
21
قصيدة