الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » نَجمةً في أُفقِ قلبي

عدد الابيات : 50

طباعة

أيا نَجمةً في أُفقِ قلبي تَألّقتِ

وحُسناً بديعاً أشرَقْتِ في الحَدَّقُ

مَلكْتِ فُؤادي حينَ رِمشُكِ أسفَرَا

فصِرْتُ أسيراً لا أُفارِقُ الشَوّْقُ

عُيُونُكِ بحرٌ لا تُحَدُّ غَزارَةً

وَأهدابُها سَيفٌ إذا لاحَ يُطْرَّقُ

وفي وَجنَتَيكِ الوَردُ يُشرِقُ رَونَقاً

وفي شَفَتَيكِ العَذبُ كالخَمرِ مُشرِقُ

إذا ابتَسَمتِ الكَونُ يَنثُرُ نورَهُ

وكُلُّ الأماني من حَديثِكِ تَنطِقُ

سَحَرتِ الأنامَ بالمِشيةِ الغَيداءِ إذْ

تَمُرِّينَ مِثلَ الغُصْنِ في الرَّوضِ تُزهِقُ

وفي عُنقِكِ العِقدُ الفَريدُ مُكَلَّلٌ

كَدُرٍّ على صَدرٍ كَصُبحٍ يُصَدِّقُ

وشَعرُكِ لَيلٌ من عَبِيرٍ مُؤرَّجٍ

إذا ما سَرى في الجَوِّ بالعِطرِ يُعبِقُ

تَفيضُ على الدّنيا بِنورِ جَمالِها

كأنّكِ بَدرٌ في المَساءِ يُعانِقُ

وقَدُّكِ مِثلُ البانِ رَقَّ لِطولِهِ

وفيهِ اعتدالٌ في الخَلائقِ يُطلِقُ

وأنتِ عَروسُ الحُسنِ تاجٌ مُكَلَّلٌ

وفيكِ الكَمالُ إذِ الجَمالُ يُوثِّقُ

حديثُكِ شَهدٌ في الأحاديثِ إن بَدا

وإن صَمَتِّ فالرّوحُ بالحُبِّ يُغدِقُ

أنفاسُكِ الزَّهرُ العَليلُ بِنَسمةٍ

تُلامِسُ وَجدي كُلَّما القَلبُ يَخفِقُ

وفيكِ التَّواضُعُ رَغمَ عُلُوِّ مَنزِلِكِ

فكُلُّ الوَرى من طِيبِ طَبعِكِ يَعشَقُ

مَلَكْتِ قُلوبَ النّاسِ حُبّاً ورِقّةً

فَكُنتِ مِثالاً لِلحَياةِ يُصَدِّقُ

ألا يا حَبِيبَةَ الرّوحِ قولي لي مَتى

يَجُودُ الزَّمانُ بِوَصلِكِ كَيما أُحَقِّقُ

تَجَلّى الحُسنُ لوَجهِكِ الطَّلقِ وازدَهى

كأنّكِ صُبحٌ في الوُجودِ يُرفِقُ

ويا نَجمةَ الأحلامِ يا لَحنَ الهَوى

رَمَيتِ بِسَهمٍ في الفُؤادِ يُحَرِّقُ

تَجَمّعْتِ فيكِ الطّيبُ والعِطرُ والنَّقَى

فَصِرتِ المَدى لِلحُسنِ والفَضلِ يَسبِقُ

ضَحكتُكِ بَلسَمُ جُرحِ قَلبيَ إن شَكا

وفيها أَمانٌ من عَذابي يُعرِقُ

إذا مَرَّ طَيفُكِ في الخَيالِ تُبَدَّدَتْ

هُمومُ الحَياةِ، والقَلبُ بالحُبِّ يَعْبِقُ

وفي مُقلَتَيكِ الحُسنُ يَنصابُ صافِياً

كأنّكِ ماءُ الكَوثَرِ العَذبِ يَرزِقُ

فَكَيفَ لِمَن يَهوى جَمالَكِ يَعتَريهُ

صَبابةُ قَلبٍ من لَهيبٍ يُحَرِّقُ؟

كأنّكِ غُصنٌ في الجِنانِ تَمايَلَتْ

زُهوراً على رَوضٍ بأحلامي تَفِقُ

وإن قُلتِ شِعراً يا حَبِيبَةَ مُهجَتي

فَصَوتُكِ شَدوٌ كالهَزارِ يُرَوِّقُ

كَلامُكِ عِقدٌ من لآلئَ نادرٍ

إذا ما بَدَتْ أزهارُها لا تُفَرَّقُ

وفي كُلِّ حَرفٍ مِنكِ عِطرُ مَحَبَّةٍ

يَفيضُ عَلَينا مِثلَ غَيثٍ يُصَدِّقُ

وإن سِرتِ فَوقَ الأرضِ، تاهَ رَبيعُها

بِمِشيَتِكِ الغَيداءِ نورٌ يُعانِقُ

إذا ما لَمَحْتِ الكائناتِ بِنَظرةٍ

تَراقَصَ قَلبُ الكَونِ حُبّاً يُغَنِّقُ

أيا مَن بِها قَد أشرَقَ الفَجرُ مُبسِماً

وصارَ الصَّباحُ في مُحيّاكِ يُشرِقُ

وفي ثَغرِكِ الألماسُ يَلمَعُ بُرقَةً

كأنّكِ دُرٌّ في البِحارِ مُعَلَّقُ

ويا ريحَ صَبٍّ من شَذاكِ مَررتِ بي

فما عادَ قَلبي من هَواكِ يُفَرِّقُ

على خَدِّكِ التُّفّاحُ يَزهو بِلونِهِ

فما لِلحَياةِ إن غِبتِ إلّا تُرهِقُ

وفي راحَتَيكِ الخَيرُ يُزهِرُ دائماً

كأنّكِ غَيمٌ بِالمَحَبَّةِ يُطبِقُ

وما من نَدىً إلّا وحُسنُكِ قَبلَهُ

وما من رَبِيعٍ دُونَ عِطرِكِ يُرفِقُ

تُضيئينَ مِثلَ الشَّمسِ في كَبِدِ السَّما

ووَجهُكِ صُبحٌ لِلوُجودِ يُصَدِّقُ

ويا حَبَّذا تِلكَ المَلامِحُ كُلُّها

جَمالٌ كَعَرشِ الحُسنِ إذ أنتِ غَسَّقُ

وإن قُلتُ إنّكِ كالبُروجِ فَأنتِها

وإن قُلتُ نورٌ في السَّماءِ يُفَرِّقُ

كأنّكِ حُلمٌ في اللَّيالي تَجَلّى

فصارَ المَدى بِالنّورِ مِنكِ يُحَلِّقُ

وفي ضَحكَتِكِ أسرارُ دُنيا تَفيضُها

تُعيدِينَ لِلحُبِّ السَّعيدِ تَألُّقُ

وأوصافُكِ الخُضراءُ تَسري كَرَوضَةٍ

تُظَلِّلُ قَلبي في الحَنِينِ وتُغرِقُ

ويا بَهجَةَ العُشّاقِ يا نَجمةَ الهَوى

لَقَد كُنتِ نوراً لِلأنامِ تُعانِقُ

فأنتِ جَمالُ الكَونِ في أوجِ بَهجَتِهِ

وفيكِ البَهاءُ كَالثُّرَيّا يُدَوِّقُ

إذا قُلتِ شِعراً يا مَليكةَ خاطِرِي

تَراقَصَ شِعري في غَرامٍ يُصَدِّقُ

وفي مُقلَتَيكِ البَحرُ يَسكُنُ صَمتَهُ

وإن حَدّقتِ صارَ المَدى يَتَرَنّقُ

ألا إنّ حُبَّكِ في فُؤادي شُعلَةٌ

إذا اشتَعَلَتْ صارَ الخَيالُ يُحَقِّقُ

فما لي سِوى عَينَيكِ دُنيا ومَأمَلٌ

وما لي سِواكِ في الغَرامِ يَرفِقُ

أيا زَهرَةَ الأزمانِ يا كَوكبَ الدُّنا

إذا ما سَكَنتِ القَلبَ صِرتِ تُشَرِّقُ

خِتاماً أقولُ: إنّ حُسنَكِ آيَةٌ

وفي وَصفِكِ الحُبُّ العَظيمُ يُعَمِّقُ

مَلَكتِ فُؤادي والهَوى صارَ قافِياً

فما لي سِواكِ في الحَياةِ أُصَدِّقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

401

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة