الديوان » سلمان عبدالله سلمان » مختبئٌ خلفَ ظِلِّه

عدد الابيات : 21

طباعة

في مدخلِ العُمْرِ طفلٌ ضاعَ منهُ فمُ

فراحَ يبني قُرًى في قلبِهِ الكَلِمُ

ما انفكَّ يقرأُ، ظنَّ الكُتْبَ أَلْسِنةً

ما كانَ يبني فمًا إلا وينهدمُ

لا صمتَ في صمتِهِ، غِربانُ أسئلةٍ

تجولُ في رأسِهِ بحثًا، ولا سأمُ

ينمو ومقبرةً في القلبِ من جُمَلٍ

مَوْءُودةٍ، وخيالاتُ الفتى ظُلَمُ

يغفو، فيسمعُ نايًا في كوامنِهِ

فيَطربُ الدمعُ والأشجانُ والألمُ

يصحو وسربٌ من الآمالِ منتظِرٌ

أن ينهضَ الآنَ كي تَعْشَوْشِبَ القِمَمُ

يمشي، وأينَ…؟ ولا دربٌ يسيرُ بهِ

إلا إلى ذاتِهِ الأولى، ولا عَلَمُ

ذاتٌ مهمَّشةٌ، ذاتٌ مهشَّمةٌ

ذاتٌ يُصَبُّ على أحشائِها حِمَمُ

تثورُ حينًا، وحينًا كان يحبسُها

صبرٌ، فيصرُخُ صوتٌ: سوفَ أنتقمُ

مِن غَيْهَبِ الروحِ همسٌ: يا أنا اتَّئِدي!

فتستكينُ، فتبكي، ثم تحتدمُ

تجلبَبَتْ ذاتُهُ بالريحِ وافترقَا

كما تفارقُ غيماتِ الشِّتا دِيَمُ

يحيا بقارورةٍ والكونُ مصطخبٌ

ولاتَ حينَ مناصٍ يومَ تنحطمُ

ينمو وينمو… وتاريخٌ بداخلِهِ

من المعاركِ، ليتَ السِّلمَ يختتمُ

وصارَ للظلِّ ظِلًّا، خائفًا خَجِلًا

كأنهُ وَسْطَ ضوضاءِ الورى عَدَمُ

يُرى وحيدًا، وفي دنياهُ عائلةٌ:

حزنٌ، خيـالٌ، كتابٌ، دُميةٌ، قلمُ

يُجالسُ الوردَ، علَّ الوردَ يفهمُهُ

فقلبُهُ اخضرَّ، لكنْ في مداهُ دمُ

يُشاغبُ الوردَ مفتونًا بلَيْلَكةٍ

وكلما رامَ قطفًا يذبُلُ الحُلُمُ

كم باتَ يحلُمُ وَهْمًا أنها فمُهُ!

والحبُّ يُضرِمُ أحلامًا فتضطرمُ

يُطفي شذاها شموعَ الحزنِ في دمِهِ

ويُسرَجُ القلبُ نجمًا حينَ تبتسمُ

تلاقَيَا بعدَ شوكٍ، قبَّلتْهُ فمًا

حتى تبرعمَ بينَ القُبلتَينِ فمُ

وقبَّلتْهُ، رحيقٌ سالَ من فمِهِ

بحرًا من الشِّعرِ، فيهِ الحبُّ يلتطمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سلمان عبدالله سلمان

سلمان عبدالله سلمان

17

قصيدة

ينازعُني -كلما لاحَ طيفٌ من الشِّعرِ- قلبي يقولُ: ترفَّقْ ترفَِّقْ! فما الشِّعرُ إلا انفتاقُ الجروحِ القديمة

المزيد عن سلمان عبدالله سلمان

أضف شرح او معلومة