الديوان » ماهر كمال خليل » خطابٌ إلى الغائب

"خطابٌ إلى الغائب"

 

مَن إلى واليَ البلادِ يرفعُ صرختَنا الكسيرة؟

فلا ظلَّ لهُ في المِحنِ،

ولا خطوًا يواسي الوجيعة،

ولا سُؤالًا يُنسَبُ في ندى الفجرِ عنَّا…

 

هو مَن قال:

“الجرحُ يُجبر،

والوطنُ دينٌ لا يسقطُ مِنَ القلوب،

وإنا لها وعليها، أوفياءٌ لا نبيعُ ولا نُساوِم.”

 

لكنّا لا نراهُ إلّا في ومضةِ موكب،

أو على شاشةٍ تُؤثِّثُها القصورُ والسُّفراء والمراكب.

 

يا سيادةَ الرئيس… تَمهّل!

صوتُنا ما عادَ يُسمَع،

تاهَ في صدى التهليلِ المُستأجَر،

وغرقنا في مرايا وعودٍ…

خذلتنا!

 

بلغَ السّيلُ الزُّبى،

والشعبُ يُذبَحُ في الأفواهِ الجائعة،

يخشى الصدى،

ويرتجفُ مِن غَدٍ،

تُحرّكهُ ريحُ العدم.

 

صرنا نخافُكم…

أنتم أدرى بالوجع،

فهل أنتم رُعاةٌ؟

أم شُهودُ موتٍ صامتون؟

 

في كلِّ فجرٍ،

ننـزفُ من جُرحٍ جديد،

تتبعثرُ خُطانا،

وتتاهُ بنا الدروبُ،

كأنَّ الأرضَ تلفظُنا بلا ملامح!

 

شبابُنا قانطون…

يحملون كِسراتِ الحُلمِ في حقائبِ الرّحيل،

وشهادةُ العُمرِ صارتْ جداريّةً

للمباهاةِ… لا لعبورِ رغيفٍ أو نافذةِ حياة!

 

بطونٌ جوعى،

وأطفالٌ

يلهثونَ في الشوارعِ خلفَ فتاتٍ مِن وهم.

أين أنتم من خزائنِ البلاد؟

أين وُعودُ الغد؟

أين حياءُ الوعد من عيونِ الأمهات؟

 

سُرقتْ منّا الأيام،

والصبر،

والحقّ،

وانكسرنا!

أما يكفي ما حَلَّ بنا مِن وجعٍ لا ينتهي؟

 

قصورٌ بُنيَتْ مِن دَمِ الشهداء…

أيَا تُرى لِمَن؟

ولِماذا؟

أهكذا يُكافأُ الفقراءُ؟

بجُدرانٍ وطوابيرَ وألم؟

 

عرباتٌ،

ويخوتٌ،

وعطورٌ فارهةٌ،

وحساباتٌ تنمو كالغصونِ في الخارج،

كأن البلادَ هبةٌ… ولُعبةٌ في يدِ المعالي!

 

أهذا هو الجزاء؟

هكذا يُكافَأُ الصوتُ الذي…

خَوَّلَكم ذاتَ حلمٍ

قيادةَ البلاد!

 

 

ماهر كمال خليل

(جميع الحقوق محفوظة – لا يجوز النسخ أو الاقتباس دون إذن الكاتب)

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر كمال خليل

ماهر كمال خليل

25

قصيدة

ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991. تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح

المزيد عن ماهر كمال خليل

أضف شرح او معلومة