الديوان » محمد ولد عبدي » رسائلُ سِريَّةٌ إلى شَخْصِيَّاتٍ سِرّيةْ

1 مقدمة:

لمن الحرف يُرْسلُ؟

لاتتعجبْ

فللحرفِ دَوْراتُه الفَلَكِّيَةْ

تُرسله الأرضُ من باطنٍ

تَتَزاحمُ فيه المَراثِي

لِمَنْ؟

لكَ

تُرسلُهُ طبقاتٌ من المِلْحِ

مرصودةٌ للجياعِ

مُقابلَ أقدامِهم

أو مُقَابَل أقلامِهم

لك ترسلُه نخلةٌ تَتَأرجَحُ

بينَ التَّنخُّلِ طَوْراً

وبينَ التنُّهر زُوراً

 

 

2 رسالة إلى أُمِي:

…وتَحَصَّنْتُ أُمَّاهُ

تلوتُ التعاويذَ

مازلتُ في شفتيَّ وصيتُكِ الأزليةُ :

لاتَنْسَ أن تقرأ "الواقِعَةْ"

وأظلُّ أُرددها في الشوارع : أُمَّاهُ

أَقْرَأُها

وأُرتّلُ من بعدِهَا "القَارِعَةْ"

علَّ ذاكرةً تتذكر أَن المراثيَ على رَبْعِها تَتَحَضَّرْ

أُمَّاهُ مازالَ صوتُكِ في أَحْرُفي يَتَمدَّد

ذاكرةً ..

والوَصَايا …

ومازلتُ طِفلاً

أنامُ ..

وأحلُمُ

أن فطوراً من اللغةِ العربيةِ من أرضِنا يتفَجَّرْ

 

 

3 رسالة إلى أبي ذرٍ الغفاري

… تماماً كمثلِكَ

أَمْشِي وَحِيداً

وأحيا بموطنيَ "الرَّبذيّ" وَحِيداً

وفيهِ أموتُ وحيداً

تماماً كمثلِكَ

فابلِغْ سبيلَكَ أنِّي عليهِ انْفَطَرْتُ وصِرْتُ

صِراطاً من الصَّمْغِ

يَعْجِنُ للفقراء رغيفاً من الرَّفضِ

صرتُ

تماماً كمثلِكَ

أعْجَبُ

كيفَ البطونُ إذا اقْتاتَهَا الجوعُ

لا تُنبتُ الصَّاعِقَةْ

قد تعجبتَ قَبْلِي

ولكنَّ أرضَاً بأرضِي

يُكَلِّسُها المِلحُ

وقْتَ التَّعجُبِ

قد تُصبحُ السَّابقةْ

ماتحيَّدتُ عن دربِكَ "الرَّبذِيّ"

وحُلمِي غداةَ انبعاثِي

وَحيداً

تَماماً كمثلِكَ

أنْ أتَشَظَّى

ليقتاتني الفقراءُ

ونقرأَ في موسمِ الفَاتِحَةْ

سورةَ "الواقعة"

 

 

4 رسالةٌ إلى جِدُّ وَلَدْ السَّالِكْ

………… وأنذرتَ…..

قلتَ احْفَظُوا النخلَة الواقفةْ

وظَلَلتَ تُسَمِّدُها كُلَّ يَوْمٍ

تُؤَبِّرها بجبينِكَ

تخفظُها آيةً لإمتداد الرمالِ

عصوراً من الصَّمغِ

تحكي عن الدورةِ القَادِمةْ

وأعطيتَ …

اعطيتَ حتى دماءَكَ

والقامةُ … الصمغُ تُصبِحُ في السَّابِعَةْ

وماكانَ مِثلُكَ

في وطنٍ ذيلُه آلَةٌ تَتَثَعْبَنُ

يَحيَا

فكلٌ على قَدَرِ الصَّمْغِ

ياسيدي

فيه يُرْدَىٰ

وأُردِيتَ غَدْراً

وكانَ ارتحالُكَ خُسْراً

فهَا النخلةُ اليومَ

تَذْوِي

تأَرْجَحُ

تَهْوِي

فلا شملُها بالشَّمالِ تجَمَّعَ

كلَّا ولا جذعُها في الجنوبِ تَجَذَّعَ

ياسيدي

إنَّها ناشزٌ

بينَ صمغٍ تَشَظَّىٰ

ونهرٍ تَلَظَّىٰ

 

5 خاتمة

... … …

… … …

ليسَ للسرِّ خَاتِمةٌ

غيرَ أنَّ سليمانْ

يملِكُ خَاتمَ

من ليسَ يعرِفُ ما الخَاتِمَةْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


مقدمة

إلى بطل المقاومة الوطنية: محمد ولد امسيكة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو محمد ولد عبدي


رسالة إلى أبي ذرٍ الغفاري

أبو ذر الغفاري ( جُنْدَبُ بِنْ جُنَادَةَ ٱلْغِفَارِيُّ ) رضي الله عنه، صحابي جليل، ومن أوائل من أسلم، عُرف بالتقى والتقشف ومؤزارة الفقراء. توفي ٣٢هـ - ٦٥٢م

تم اضافة هذه المساهمة من العضو محمد ولد عبدي


الرَّبذيّ

ربذ : الموضع الذي توفي فيه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو محمد ولد عبدي


معلومات عن محمد ولد عبدي

محمد ولد عبدي

9

قصيدة

د. محمد ولد عبدي رحمه الله، شاعر و مفكر و اديب، عمل في دولة الامارات العربية المتحدة في اللجنه العليا لبرنامج أمير الشعراء، وتم طلب انشاء هذا الديوان تحت اشراف من اسرة المرحوم، وستُنشر قصائده

المزيد عن محمد ولد عبدي

أضف شرح او معلومة