أَيُّ الجمالِ يُعانقُ الأوتارِ؟

ويُثيرُ لحنَ الروحِ في الأسحارِ؟ 

هل مَرَّ في الأفقِ البعيدِ تخيُّلٌ

فارتدّ قلبي موطنَ الإيثارِ؟ 

يا مَنْ لذكراكَ العتيقةِ وقْعُها

في القلبِ كالأمطارِ في الأشجارِ 

أبكيتُ نجمَ الليلِ حينَ تذكّرتْ

عيناكَ ما بينَ الجراحِ مرارِي 

وتسلّلتْ منّي الحروفُ كأنّها

هربَتْ إلى المعنى من الإكبارِ 

كلُّ القصائدِ لا تُسمّى فرحةً

إلّا بمدّحكَ في مدى أفكاري 

إنّي أحبُّكَ لا لشيءٍ إنّما

حبٌّ تسلّلَ في دمي ودثاري 

في صمتِ عينيكَ انكسارُ ملائكي

ينسابُ بينَ الحسنِ والإبصارِ 

فلعلّ من صبري تفيضُ حكايتي

ويعودُ منكَ دعاءُ كلِّ نهارِ 

ما كنتُ إلّا شاعرًا مترّددًا

سكَنَ الجراحَ وغاصَ في الأسرارِ 

ووقفتُ أكتبُ في غيابك لوحةً

فيها انطواءُ الحُزنِ والاخطارِ 

وبكيتُ من لغةِ الصدى، فتبعثرتْ

في الروحِ أنقاضُ الهوى المنهارِ 

ما زلتُ أذكُرُ صمتَ صوتِك عندما

فاضَ الجوابُ وسالَ دونَ قرارِ 

ووقفتُ وحدي، لا دليلَ، كأنّما

أمضي بأشرعةٍ بلا بحّارِ 

لكنّ في الأعماقِ وهجَ محبّةٍ

يبقى، ويزهرُ رغمَ كلِّ غبارِ 

أنا لستُ من يُنهي القصيدةَ غافلًا

عن سحرِها الفذْ خُطَّ في الأسفارِ 

فالعشقُ أولُ ما يُقالُ، وآخرٌ

يبقى كخَتمِ الطيبِ في الأزهارِ 

ما كنتُ أرجو أن أكونَ كغيمةٍ

تمضي، ولا تسقي سوى الأحجارِ 

لكنّني رغم الأسى متشبّثٌ

بالحلمِ، بالأملِ الرفيقِ السّاري 

وغدًا إذا رجعَ النسيمُ مُبلّلًا

بسُهادِنا، فاعذرْ لهُ إصراري 

أو فامحُ ملامحَ مهجتي، فلعلّها

ترتاحُ من صخبِ الهوى ودماري 

لكنّني أبقى على عهدِ الهوى

حيرانَ، بين تألّمي ومساري 

ما زلتُ أكتبُ في هواكَ كأنّني

أشدو نشيدَ العاشقِ المحتارِ 

حتى ختامَ الدربِ إن متّ، ادفنوا

قلبي بظلِّ غرامِه المختارِ