عدد الابيات : 16
هَذَا لَكُمْ أُسْرَةُ السَّنْكَرِّ فَاصْدَحُوا
فِي مَجْدِهِمْ مَا أَعْلَتْ بِعَزَّتِكُمِ
سُقْيَا سَلْقِينَ بِهِمْ صَارَتْ مَرَاشِفُهَا
عِزًّا يُدَاوِي الصَّدَى وَالشَّوْقُ دَوَامِ
بَنُو النُّهَى مَنْبِتُ الْأَفْعَالِ مَشْهُودَةٍ
كَالْبَدْرِ لَاحُوا وَكَالسَّيْفِ الْحُسَامِ
يَمْشُونَ بَيْنَ الْوَرَى نُورًا عَلَى نُورِهِمْ
وَالْحَقُّ يَتْبَعُهُمْ مَا دَامَ إِكْرَامِ
لَهُمْ مَوَاقِفُ لَوْ تَسْطِيرُهَا كُتِبَتْ
لَصَارَ فِي الشَّهْرِ نَهْجٌ غَيْرُ مُكْتَامِ
وَفِعْلُهُمْ مِثْلُ رَأْدِ الْغَيْثِ مُنْسَابُهُ
يُخْضِرُّ قَفْرُ الزَّمَانِ الْحَالِكِ أَنْعَامِ
إِنْ سَارَ فِي حَوْمَةِ الْأَحْدَاثِ أَقْدَامُهُمْ
رَاحَ الضَّرَاءُ وَعَادَ الرَّوْضُ أَخْتَامِ
يُسْقُونَ مَجْدًا بِكَفٍّ لَا تُضَاهَى بِهَا
كَفٌّ تُعَزِّزُ أَقْوَامًا مَجْدًا وَإِلْزَامِ
لَهُمْ صَفَاءُ النُّبُوَّاتِ مُهَيْمٍ بِخُلُقٍ
وَحِكْمَةُ الْحَقِّ لَا تَبْرِي لَهَا رُسُمِ
فِي كُلِّ نَادٍ لَهُمْ ذِكْرٌ يُرَدِّدُهُ
شِهَابُ حَقٍّ وَبُغْضَاءُ الْمُجَرِّمِ
سَادُوا بِعِلْمٍ وَإِحْسَانٍ وَمَكْرُمَةٍ
فَكُلُّ مَنْ فَوْقَ تُرْبِ الْأَرْضِ مُحْسَمِ
وَمَنْ يُحَاوِلْ نِزَالًا فِي خِصَامِهِمُ
يَرْجِعْ كَسِيرَ جَنَاحِ الذُّلِّ مُلْحَمِ
فَلِلزَّيَادِيَّةِ الْغُرِّ الْمَحَامِدُ فَمُ
يَرْوِي مَدِيحًا وَيُعْلِي فَوْقَهُ الْقِمَمِ
وَلِلْعِدَى نَارُ حَسْرَاتٍ تَلَظَّى بِهَا
قَلْبٌ يُصَارِعُ أَحْقَادًا وَمَنَادِمِ
فَخُذْ هِدَايَتَكَ يَا مَنْ يَبْغِي مَغْرَمَهَا
فَالشَّعْرُ فِي حُبِّهِمْ لَذَّاتُهُ دِيَمِ
وَاحْكُمْ بِمَا قُلْتُ إِنْ كُنْتَ الْوَرَى عَدَلْتَ
فَالْحَقُّ مِرْآتُهُ لَا الْبَغْيُ مُنْتَقَمِ
463
قصيدة