عدد الابيات : 22
وَصَايَايَ لَكُمْ يَا بَنِيَّ الْمُثَالُ
فَكُونُوا لِهَذَا الدَّهْرِ أُسْدًا تَجُولُ
إِذَا مَا بَدَا فِي الدَّهْرِ دَاهٍ مُدَمِّرٌ
فَلَا تَجْزَعُوا، وَالصَّبْرُ دِرْعٌ يَصُولُ
وَإِنْ ظَلَمُوكُمْ فَالرِّمَاحُ لَهَا صَدًى
يَجُودُ بِهِ صَعْبُ الْقَضَاءِ الْمُثُولُ
وَإِنْ رُمْتَ عِزًّا فَالطِّعَانُ مَهِيبُهُ
وَمَنْ خَافَ نَصْلَ السَّيْفِ عَاشَ ذَلِيلُ
فَلَا تَسْلُكُوا فِي الْعَيْشِ دَرْبَ مَهَانَةٍ
فَمَوْتُ الْكِرَامِ الْعِزُّ مَجْدُهُ جَمِيلُ
وَلَا تَبْتَغُوا الْعَيْشَ الدَّنِيءَ فَإِنَّهُ
لَدَى الْحُرِّ كَأْسُ السُّمِّ وَهُوَ سَبِيلُ
إِذَا مَا أَتَى الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ زَمَانُهَا
فَكُونُوا كِرَامًا، وَالْبَقَاءُ قَلِيلُ
فَذُلُّ الرِّجَالِ الْعَيْشُ تَحْتَ مَذَلَّةٍ
وَمَوْتُ الْعَزِيزِ الْعِزُّ مَقَامٌ جَلِيلُ
أَلَا فَاجْعَلُوا الْمَجْدَ السَّمَاءَ مَنَارَكُمْ
فَمَنْ رَامَ هَذَا الْفَخْرَ سَهْلًا يَمِيلُ
فَعَيْشُ الْفَتَى فِي الذُّلِّ يُطْفِئُ نُورَهُ
وَمَوْتُ الْكِرَامِ بِالْفِخَارِ أَصِيلُ
إِذَا شَهَرُوا السَّيْفَ الْمُهَنَّدَ فِي الْوَغَى
فَقَابِلُوهُمُ بِالسَّيْفِ، ذَاكَ عَدِيلُ
وَلَا تَخْشَوْا بَأْسًا فَالْمَنَايَا مُقَدَّرٌ
وَمَنْ ذَلَّ فِي الدُّنْيَا، فَذَاكَ خَبِيلُ
وَإِنْ نَازَعُوكُمْ فِي الْمَكَارِمِ فَانْزِلُوا
سُيُوفًا تُذِيقُ الظُّلْمَ قَوْلًا وَفِعْلُ
فَلَا خَيْرَ فِي عَيْشٍ يُذَلُّ بِرُمْحِهِ
فَذُلُّ الْكِرَامِ الْعَيْشُ بِهِمْ قَتِيلُ
وَلَا تَخْشَ مَوْتًا يَفْتِكُ النَّفْسَ فَا
الْمَدَى يَجُودُ بِعُمْرٍ لِلْمُنَى وَيَزُولُ
وَإِنْ طَالَ عُمْرُ الْعَبْدِ فِي ذُلِّ عَيْشِهِ
فَذُلُّ الْحَيَاةِ الْمَوْتُ وَهُوَ وَبِيلُ
أُوصِيكُمُ بِالْعِزِّ لَا تَرْضَوْا الدُّنَا
فَمَنْ عَاشَ يَرْجُوهَا فَعَيْشُهُ مَلِيلُ
فَيَا وَلَدِي إِنَّ الْحَيَاةَ كَرِيهَةٌ
وَلَيْسَ لَهَا إِلَّا الْفُتُوَّةُ بِعَزْمِ سِيلُ
وَلَا تَسْلُكُوا دَرْبَ الدُّنُوِّ فَإِنَّهُ
مَذَلَّةُ ذِي الْعَلْيَاءِ، وَبِهِ هَزِيلُ
أُحَذِّرُكُمُ ذُلَّ السُّؤَالِ فَإِنَّهُ
إِذَا لَحِقَ الْعَلْيَاءَ، فَهُوَ دَخِيلُ
فَكُونُوا كِرَامًا لَا تَذِلُّوا لِذِلَّةٍ
فَمَوْتُ الْكِرَامِ الْعِزُّ شَرَفٌ نَبِيلُ
فَهَذِي وَصَايَايَ احْفَظُوهَا مَصُونَةً
وَكُونُوا مَدَى الْأَيَّامِ دَرْبًا يَطُولُ
663
قصيدة