تَسَامَى شَوْقُ قَلْبِي فِي اللَّيَالِي الْمُعَانِقِ

وَأَصْبَحَ دَمْعِي فِي الْخَفَاءِ يَسَاقِقِ

أَذُوبُ إِذَا ذَكَرْتُ الْحُبَّ بَيْنَ جُنُوبِنَا

فَيَنْبِضُ قَلْبِي بِالْحَنِينِ الدَّفَائِقِ

وَكُنْتُ أَرَى فِي الشَّوْقِ نُورَ حَيَاتِنَا

وَفِي كُلِّ لَمْحَةٍ ذِكْرَةِ عِشْقٍ مُوَافِقِ

أُقَلِّبُ فِي ذِكْرَى اللِّقَاءِ كَأَنَّهُ

ضِيَاءٌ يُنِيرُ الدَّرْبَ فِي كُلِّ طَارِقِ

إِذَا غَابَتِ الْأَعْيَانُ عَنِّي تَمَزَّقَتْ

قُلُوبِي وَمَالَتْ فِي السُّرَى الْعَوَاتِقِ

فَإِنِّي إِلَيْكَ الشَّوْقُ مَا كُنْتُ صَابِرًا

وَلَكِنَّهُ يَحْكِي اللُّهَاثَ الصَّوَادِقِ

وَكَمْ كُنْتُ أَرْثِي فِي اللَّيَالِي فِرَاقَكُمْ

وَفِي كُلِّ شَوْقٍ يَسْتَبِينُ الْمَعَاتِقِ

وَلَوْ كُنْتَ تَدْرِي كَيْفَ حَالِي بِبُعْدِكُمْ

لَأَيْقَنْتَ أَنَّ الْبُعْدَ يَقْتُلُ صَادِقِ

أَحِنُّ إِلَيْكَ فِي كُلِّ فَجْرٍ وَسَاعَةٍ

وَتَشْتَاقُ عَيْنِي لِلرُّجُوعِ الْعَوَانِقِ

تَسَامَى شَوْقُ قَلْبِي فَوْقَ كُلِّ خَفَائِهِ

وَلَيْسَ لِشَوْقِي غَيْرَ صَوْتِ الْمُوَاثِقِ