عدد الابيات : 13
أَيَسْلَمُ صَرْحُ الْمَجْدِ إِنْ مَاتَ سَاهِرُهُ؟
وَهَلْ تُطْفِئُ الرِّيحُ الْوَهَجَ مُتَسَامِيَا؟
سَلِ الْأَرْضَ عَنْ مَنْ زَرَعَ الْحَقَّ نَبْتَةً
فَأَثْمَرَ صَرْحًا فِي الزَّمَانِ بَاقِيَا
تُقَاوِمُهُ الدُّنْيَا وَيَحْنُو عَلَى الْوَرَى
كَشَمْسٍ بَثَثْتَ النُّورَ حُبًّا وَحَانِيَا
أَبُوكَ يَا قَلْبِي قَصِيدَةُ عِزَّةٍ
تُرَتِّلُهَا الْأَيَّامُ فَخْرًا وَبَاهِيَا
أَيَا مَجْدَ آبَائِي وَيَا فَخْرَ سِيرَتِي
أَقَمْتَ عَلَى الْعَلْيَاءِ صَرْحًا سَامِيَا
وَأَنْتَ الَّذِي أَحْيَيْتَ عِزًّا وَمَجْدَنَا
وَأَوْقَدْتَ فِي الْأَجْيَالِ نُورًا هَادِيَا
زَرَعْتَ لَنَا الْأَخْلَاقَ دِرْعًا وَمَنْهَجًا
فَعَاشَتْ بِكَ الْأَرْوَاحُ عَهْدًا رَاضِيَا
غَرَسْتَ لَنَا الْأَشْوَاقَ خَيْرًا وَمَجْدَهَا
فَسَالَتْ عَلَى الْأَجْيَالِ نُورًا دَانِيَا
لَعَمْرُكَ مَا الْمَجْدُ الْعَظِيمُ بِشَاهِدٍ
إِلَّا إِذَا كُنْتَ لَهُ الدِّرْعَ الْحَامِيَا
كَأَنَّكَ بَدْرُ اللَّيْلِ يُشْرِقُ فِي الدُّجَى
يُبَدِّدُ ظُلْمَ اللَّيْلِ فَجْرًا بَاهِيَا
لَئِنْ ذُكِرَتْ فِي الْأَرْضِ أَسْمَى مَآثِرٍ
فَذِكْرُكَ يَبْقَى خَالِدًا مُتَعَالِيَا
وَأَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ ضَيْفًا وَمُرْسَلًا
فَصِرْتَ لِبَيْتِ الْمَجْدِ سُورًا بَانِيَا
سَقَاكَ إِلَهُ الْعَرْشِ غَيْثًا وَرَحْمَةً
وَأَلْبَسَكَ الْفِرْدَوْسَ عَرْشًا رَاقِيَا
628
قصيدة