عدد الابيات : 20
أَيَا لَيْلُ، هَلْ طَالَ الْأَمَدْ أَمْ هِيَ النَّجْوَى؟
فَمَا بَانَ نُورٌ لِلْحَبِيبِ وَلَا غَدَا النَّجْمُ يُهْدَى
فَصَوْتُ الصَّدَى يَشْكُو بِصَوْتٍ مُتَهَدِّجٍ
كَأَنَّ الدُّجَى قَدْ صَارَ مَمْلَكَةَ الْبَلْوَى
وَقَفْتُ عَلَى الْأَطْلَالِ أَسْتَصْرِخُ الْهَوَى
وَأَبْكِي زَمَانًا كَانَ كَالدُّرِّ إِذْ يُحْكَّى
أَيَا حُلْمَ قَلْبِي، يَا نِدَاءً مُضَمَّخًا
بِأَطْيَافِ عِشْقٍ مَا خَبَا رَغْمَ مَا يُرْوَى
أُحِبُّكِ عِشْقًا لَوْ تَنَفَّسَ فِي الْوَرَى
لَذَابَتْ قُلُوبٌ وَاسْتَحَالَتْ إِلَى نَجْوَى
سَرَى حُبُّكِ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَسْرِي السَّنَا
إِذَا لَامَسَ الظَّلْمَاءَ فَانْشَقَّ عَنْهَا الْجَوَّى
أُقَاسِي اللَّيَالِيَ فِي انْتِظَارِكِ، كُلُّهَا
طَوِيلٌ، كَأَنَّ الْوَقْتَ قَدْ جُرِّدَ السَّلْوَى
فَيَا صُبْحُ، أَقْبِلْ حَامِلًا وَجْهَهَا الَّذِي
إِذَا أَشْرَقَتْ أَنْوَارُهُ كَسَرَ الدُّجَى طَوَى
أَرَى وَجْهَهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ جَمِيلِهِ
كَأَنَّ الْوُرُودَ قَدِ اصْطَبَغْنَ بِهَا حُبَّا
أَيَا عَوْدَ رُوحِي، يَا لِقَاءَ مَوَاعِدِي
إِلَيْكِ أَذُوبُ شَوْقًا فَهَلْ كَانَ هَذَا جَزْوَى؟
فَصَبْرٌ كَصَخْرِ الْجَبَلِ يَطْوِي مَرَارَةً
وَأَمَلٌ كَنَبْضِ الْكَوْنِ يَحْيَا فَلَا يُطْفَى
سَأَمْضِي عَلَى دَرْبِ الْهَوَى رَغْمَ مَا جَرَى
فَإِمَّا لِقَاءٌ أَوْ جُنُونٌ يُدِيمُ الْشَكْوَى
حَبِيبَتِي، سَارَةُ، أَنْتِ مَجْدِي وَأُمْنِيَاتِي
وَأَنْتِ الْأَمَانِي حِينَمَا الْأُفُقُ قَدْ أَعْمَى
إِذَا غِبْتِ عَنْ عَيْنِي، فَمَا لِي سِوَى الْمَدَى
أُرَاوِدُ أَطْيَافَكِ وَأَحْيَا عَلَى الرُّؤَى
سَأَكْتُبُ اسْمَكِ فِي السَّمَاءِ مَلْحَمَةً
لِتُصْبِحَ تَارِيخَ الْمَحَبَّةِ إِذَا نُثِرَ الْمَدَى
فَلَا يَعْذُلِ الْعَاذِلُ شَوْقِي وَأَدْمُعِي
فَمَا لِلْحُبِّ يَا سَارَةُ حُكْمٌ وَلَا قَضَا
إِذَا مَرَّ يَوْمٌ دُونَ وَجْهِكِ، أُقْبِلُ
عَلَى الْحُلْمِ طِفْلًا قَدْ أَضَاعَ الَّذِي غَدَا
وَفِي خَافِقِي نَارٌ تُؤَجِّجُ لَوْعَةً
تُضِيءُ الْمَسَافَاتِ وَتُحْيِي بِهَا الرَّجَا
خِتَامًا، أَيَا سَارَةُ، يَا مُعْجِزَةَ الْوَرَى
أَنْتِ الْمُعَلَّقَةُ الَّتِي قُرِئَتْ وَارْتُوَا
فَلَنْ يَسْتَطِيعَ الشُّعَرَاءُ جَمِيعُهُمْ
أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ الْعِشْقِ أَوْ يَكْتُبُوا مِثْلَا
628
قصيدة