عدد الابيات : 18
حُبَيْبَةُ قَلْبِي، فِي الْجَمَالِ مَآثِرُ
يُقِيمُ لَهَا فِي الْقَلْبِ عِشْقٌ يُفَاخِرُ
رَأَيْتُ بِهَا مَا لَا تُرَى الْعَيْنُ مِثْلَهُ
كَأَنَّ ضِيَاءَ الشَّمْسِ فِي الْوَجْهِ ظَاهِرُ
عُيُونٌ كَأَنَّ اللَّيْلَ أَرْخَى سِتَارَهُ
فَزَادَتْ بِهَا الْآفَاقُ نُورًا يُسَافِرُ
وَأَهْدَابُهَا سُودٌ طِوَالٌ كَأَنَّهَا
سُيُوفُ دُجًى فِي كَفِّ بَدْرٍ تُحَاذِرُ
وَفِي مَشْيِهَا، سِحْرُ الْغَزَالِ بِفِتْنَةٍ
تُهَادِي كَأَنَّ الرِّيحَ لِلظِّلِّ آمِرُ
إِذَا نَطَقَتْ، فَاللَّحْنُ مِنْ بَيْنِ ثَغْرِهَا
كَأَنَّ نُجُومَ اللَّيْلِ فِي اللَّحْنِ ثَائِرُ
ضِحْكَتُهَا أَنْغَامُ طَيْرٍ تُغَنَّى
بِهَا الْقَلْبُ يَسْلُو، وَالْجَوَارِحُ حَائِرُ
وَفِي أَنْفَاسِهَا عَبْقُ الْوُرُودِ مُزَيَّنٌ
بِرِيحِ عَبِيرٍ مِنْ بَسَاتِينَ عَاطِرُ
إِذَا أَقْبَلَتْ، فَالْكَوْنُ يَزْهُو بِحُسْنِهَا
كَأَنَّ بَهَاءَ الشَّمْسِ فِي الْأَرْضِ سَائِرُ
فَمُهَا عَسَلٌ، وَالْقَوْلُ مِنْهُ قَصِيدَةٌ
إِذَا صَاغَهَا الشُّعَرَاءُ صَارُوا أَكَابِرُ
وَوَجْهُهَا صُبْحٌ وَالضِّيَاءُ مُحِيطُهُ
وَفِيهِ جَمَالٌ عَنْ جَمِيعِ الْكَبَائِرِ
وَشَعْرُهَا، لَيْلٌ تَعَلَّقَ بِالسَّمَاءِ
إِذَا مَا بَدَا، غَارَ النَّهَارُ الْمَقَابِرُ
وَفِي طُولِهَا، مِيزَانُ عَدْلٍ قَدِ انْبَرَى
يُنَافِسُ هَامَاتِ السَّحَابِ الْجَآذِرُ
وَفِي قَدِّهَا، مَاءُ الْغُصُونِ تَمَايَلَتْ
تُرَاقِصُ فِي أَنْغَامِ صُبْحٍ بَاهِرُ
كَأَنَّ السَّمَا قَدْ جَمَعَتْ كُلَّ حُسْنِهَا
وَصَاغَتْ بِهَا طَيْفًا يَطُوفُ الْمَنَابِرُ
بِهَا الْقَلْبُ مَفْتُونٌ، وَعِشْقٌ مُؤَبَّدٌ
وَمَا لِي سِوَى حُسْنِ الْحَبِيبَةِ شَاعِرُ
أَلَا إِنَّنِي أَهْوَى جَمَالَكِ خَالِدًا
وَكُلُّ جَمَالٍ دُونَ حُسْنِكِ عَابِرُ
فَيَا فِتْنَةَ الدُّنْيَا وَيَا سِرَّ بَهْجَتِي
لَكِ الرُّوحُ، مَا دَامَ الْوُجُودُ مُعَاصِرُ
663
قصيدة