كان يكفي الباب
أدلهم على طريق لم أَدخُلْهُ
كان يكفي البابُ
ولم أطرقْ أبداً إلا كَيْ أهربَ
وكأن هذا البيتَ قبرِي
السعادةُ في الفنجان،
وهذا الصباحُ
سنمنحُ الأطفال حريتَهم،
ونعذبَ الصحونَ
المائدةُ ممتدةٌ حتَى السماءِ،
ومن السقف تتدلى الرئةُ
– خذ المرأةَ إلى الماء ونظفها من الجنس
– خذْ الرجلَ إلى الحائط واطلق عليه اللعنة
خذ الجدرانَ إلى النزهةِ، والمرايا إلى العائلةِ
خذني إلى حيثُ دَخَلْتَ
لأطرقَ البابَ وأدخلَ القبرَ وأنسَى
كتاب الليل
إلى جمال مطر
أغلقَ الليلُ كتابَهُ
وَضَعهُ في النافذةِ،
ونامْ
كان شعرُها الأسودُ يجري
على قرصِ الشمسِ المغمسِ بالغيومِ
الأمواجُ تصفقُ، والأشرعةُ تُغني،
والجزرُ الصغيرةُ المتناثرةُ في خليج الروحِ
تلعبُ مع الدلافينِ
على صخرة الحلم
تسيلُ دمعةُ البحرِ
الشطآنُ تباعدت في عينِ القرصان الوحيدةِ،
وعندما اعتلتْ العاصفةُ إحدى السفنِ
نزل البحارةُ إلى المحيط
يحصدون حشائِشَ الغَرَقْ
السماءُ أعدت المائدةَ:
بيانو الرعدِ،
وكؤوساً من برق
الخَدَمُ الغيوم، وثَم نجوم
مشويةٌ على فحمِ الأرواحِ
ملائكةٌ من سولفان،
والشياطينُ يسكنون العيونَ
الغراب الأبيض
قُرْبَ قبركَ ابتهلتْ الحمامةُ
الموجةُ المدفونةُ
أخرجتْ رأَسَها
أحمد راشد ثاني (1962 - 2012)
شاعر وباحث إماراتي، وُلد في حي المديفي بمدينة خورفكان. بدأ كتابة الشعر في السبعينيات، وكان من أوائل من دعموه الشاعر محمد الماغوط. كتب قصيدة النثر ...