عدد الابيات : 19
سَلْقِينُ يَا دَارَةَ الْأَوْطَانِ مَا بَرِحَتْ
عُيُونُنَا تَرْقُبُ الْمَاضِي وَمِنْ خَجَلِ
أَرْضُ الْوِئَامِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَا سَكَنَتْ
وَجْهُ الْجَمَالِ بِهَا يَزْهُو عَلَى الْجَبَلِ
حُورِيَّةٌ تَتَغَنَّى فِي عِزِّ مَسَامِعِنَا
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ فِي لَيْلَةِ الْغَزَلِ
حَتَّى أَرَى فِي شَذَى التَّارِيخِ عَطْرَتِنَا
تُهْدِي الْفَخَارَ لِمَنْ قَدْ عَاشَ بِالْأَمَلِ
هَذِي سَلْقِينُ مِنْ أَنْوَارِهَا احْتَشَدَتْ
نُجُومُهَا فَازْدَهَتْ فِي الْأُفْقِ كَالْحُلَلِ
تُسْقِي الْوُرُودَ رَحِيقًا مِنْ جِبَالِهَا
وَتُطْعِمُ النَّاسَ مِنْ أَكْنَافِهَا الْعَسَلِ
نَهْرُ الْجَمَالِ بِهَا يَجْرِي بِغَامِرِهِ
وَيَشْهَدُ النَّاسُ عَلَى الْإِحْسَانِ وَالْعَدَلِ
أَهْلُ الْكَرَامَةِ فِيهَا لَا تَزَالُ لَهُمْ
فِي كُلِّ أَرْضٍ رِيَاحُ الْمَجْدِ تَبْتَهِلِ
إِنْ جِئْتَ سَلْقِينَ مَنْ يَلْقَاكَ يَحْضُنُكَ
وَيَنْشُرُ الْحُبَّ فِي وَجْهَيْكَ كَالْقُبَلِ
فِي صَيْفِهَا النَّسْمُ مِلْءُ الْعِطْرِ يَحْمِلُهُ
وَفِي شِتَائِهَا يَزْهُو الْقَلْبُ بِالنَّزَلِ
مِنْ كُلِّ دَرْبٍ إِلَيْهَا شَوْقُنَا رَكِضَتْ
خُيُولُ أَحْلَامِنَا فِي عِزِّ مُكْتَمَلِ
هَذِي سَلْقِينُ قَدْ أَفْنَتْ قُلُوبَنَا
وَأَسْكَنَتْنَا دِيَارَ الْعِشْقِ كَالْأَمَلِ
أَرْضُ الْحَضَارَاتِ فِي أَرْبَاضِهَا اخْتَلَجَتْ
وَازْدَهَرَتْ كَالْوَرِيدِ الدَّافِقِ الْبَلَلِ
زَيْتُونُهَا عَبَقٌ يَشْدُو بِأَعْطَافِهِ
وَيَفْتَرِي وَرْدُهَا فِي شِعْرِهِ الْخَجَلِ
فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تَرْقَى بِمَنْزِلَةٍ
وَيَسْتَبِينُ بِنَاؤُهَا فِي صَفْوِهِ الْأَزَلِ
سَلْقِينُ يَا بَلَدًا تَرْقَى بِطَاهِرِهِ
مَنْ أَتْقَنُوا الْعِزَّ فِي الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ
هَذِي الْقُصُورُ الَّتِي تَحْكِي حِكَايَتَنَا
وَذَاكَ زَيْتُنُنَا فِي عِطْرِهِ صَهَلِ
يَا سَلْقِينَ أَشْرِقِي دَوْمًا وَزَاهِرَةً
فَأَنْتِ أُمٌّ لِكُلِّ الْعِزِّ وَالْأَمَلِ
وَاحْفَظْ إِلَهِي بِلَادَ الْحُسْنِ بَارِئَهَا
وَاجْعَلْ لَهَا حَظَّهَا مِنْ دَوْحَةِ الْعَدَلِ
1036
قصيدة