سَقِيمُ اللَّيَالِي لَا يُفَارِقُهُ الْأَرَقْ

وَيَسْرِي دُجَاهُ فِي الْفُؤَادِ فَيَحْتَرِقْ

كَأَنَّ جُفُونَ النَّوْمِ جَدَّتْ بِظُلْمِهَا

فَلَا طَيْفَ يُسْرِي، لَا أَمَانٌ، لَا رِفَقْ

وَمَالِي أَرَى الدَّاءَ الْعَصِيَّ يُصَارِعُنِي

وَكَفُّكِ تُدْنِي الْبَرْدَ لَكِنَّهُ حَرَقْ

أَحِنُّ إِلَى عَهْدِ اللِّقَاءِ، وَإِنَّنِي

مَتَى لَاحَ وَعْدٌ بِالْقُدُومِ لَهُ سَبَقْ

بِقَلْبِي دُمُوعٌ لَا تُفَارِقُ صَمْتَهُ

وَفِي مُقْلَتَيَّ الْجَمْرُ يَرْتَعُ وَالْعَبَقْ

أَتَتْنِي الرِّيَاحُ الشَّرْقِيَّةُ مُحَمَّلًا

بِذِكْرَاكِ حَتَّى ضَجَّ لِشَوْقِيَ الْأُفُقْ

فَيَا دِفْءَ كَفَّيْكِ الضَّعِيفَةِ، رِقَّةً

أَتَدْرِينَ مَا صَنَعَ الْهَوَى حِينَ مَا رُفِقْ

فَإِنِّي أُنَاجِي فِي الْمَسَاءِ خَيَالَكِ

وَفِي رُوحِيَ الْمُنْهَكِ دَمْعٌ لَكِ انْسَفَقْ

وَإِنْ سَاءَلُونِي فِي الْمَصِيرِ، فَإِنَّنِي

عَلَى شُرُفَاتِ الْحُبِّ أَحْيَا كَمَا يَحِقْ

فَعُودِي، فَإِنَّ الْمُسْتَهَامَ يُمِيتُهُ

جَفَاءُ الْأَمَانِي وَالْحَبِيبُ إِذَا افْتَرَقْ