عَفَتِ الرُّبَى وَمَآثِرُ الْعُشَّاقِ

فِيهَا، وَبَاتَتْ دَارُهَا كَالْأَطْوَاقِ

سَلْقِينُ يَا وَطَنِي الْحَبِيبُ، تَجَلَّدِي

قَدْ مَرَّ طَيْفُ الْحُبِّ فِي الْآمَاقِ

هَذِي رُبَى الْوَادِي الْحَزِينِ مُوَحِّدًا

شَكْوَى الْفُؤَادِ لِلرِّيَاحِ السَّاقِي

أَيْنَ الَّتِي قَدْ أَزْهَرَتْ فِي رَوْضَتِي

وَرَوَتْ ظَمَائِي بِالْعُيُونِ الْحِدَاقِ

سَارَةُ يَا فَجْرَ الصَّبَاحِ إِذَا بَدَا

وَالْبَدْرُ فِي لَيْلِ الْهَوَى مُتَأَلِّقِ

حَسْبِي بِقَلْبٍ ذَابَ يَنْزِفُ حُبَّهُ

وَالشَّوْقُ نَارٌ لَا يُطَاقُ لِخِنَاقِ

مَا زِلْتُ فِي الدَّرْبِ الْبَعِيدِ مُسَافِرًا

وَالْعَيْنُ تَبْكِي وَالْمَسِيرُ بِشَاقِ

سَارَةُ هَلْ تَدْرِينَ مَا حَلَّ بِحُبِّنَا

وَالْحُزْنُ فِي الْأَضْلُعِ الْمُشْتَاقِ

نَحَلَتْ عُيُونِي وَالْبُكَاءُ يُحِيطُهَا

وَالْمُقْلَتَانِ كَوَاكِبٌ وَإِحْدَاقِ

يَا لَيْتَ طَيْفَكِ فِي مَنَامِي زَائِرٌ

كَيْ يَسْتَرِيحَ الْقَلْبُ مِنْ إِحْرَاقِ

لَكِنَّنِي مَا زِلْتُ أَسْجُدُ لِرَبٍّ لِلِّقَا

وَأُقَبِّلُ الْأَطْلَالَ بِوَصْلِ إِغْرَاقِ

يَا حُبَّ قَلْبِي هَلْ تَعُودِينَ مُزْهِرًا

فِي رَوْضِ عُمْرِي، كَيْ تَطِيبَ سِيَاقِ

سَلْقِينُ يَا دَارَ الْجَمَالِ وَشَاهِدًا

لِلْقَلْبِ يَشْكُو لَوْعَةَ الْعُشَّاقِ