ملِكُ الهزائمِ والانكسارات
حجرٌ على حجرٍ
هنا الجبلُ الغريقْ
تمضي إليهِ بغيرِ حُرّاسٍ
سوى ظلٍّ لبستانٍ قديمٍ
نامَ فوقَ ثرى الطّريقْ
يبكي على القتلى
الّذينَ تعفّنتْ أشلاؤهمْ في جوفِهِ
ماتوا
وفوقَ شفاهِهمْ
كلماتُ كلِّ الأنبياءِ
تدغدغُ الفجرَ الّذي
مِنْ سُكْرِهِ لا يستفيقْ
أينَ المسيرُ؟
وكيف تمشي؟
والجنودُ تخاذلوا
ومضوا إلى حاناتِهمْ
وإلى بقايا الرّاقصاتِ
على مسارحِ بلدةٍ
فيها الدّمُ القاني أُرِيقْ
يا أيُّها الملِكُ المحاصَرُ
بالهُتافِ ولعنةِ التّصفيقِ
هيّا
قفْ هنا مستسلِمًا
كيفَ المسيرُ؟
وأينَ تمضي؟
والخرائطُ لمْ تعُدْ لكَ
والنّجومُ غدتْ جحيمًا
فيهِ تحترقُ الرُّؤى
ويحارَبُ الحلُمُ الأنيقْ
يا أيُّها الملِكُ المسَيَّجُ بالفراغِ
تآكلتْ أوطانُكَ
انحسرتْ
وغاصتْ في الحريقْ
فارحلْ بعيدًا باكيًا
عن عالَمٍ
فيهِ مضى عنكَ البريقْ
واذهبْ وحيدًا
لا تعُدْ
واهربْ
إلى الجبلِ البعيدِ بلا رفيقْ
حاربْ طواحينَ الهواءِ
وسِرْ على عجَلٍ
ومُتْ
ليعيشَ حَلْمٌ دسْتَهُ يومًا
بأرجُلِ عرْشِكَ المنخورِ بالدّيدانِ
ولتنهَشْ بقايا مجدِكَ الزّاهي مخالبُ كلِّ ضِيقْ
يا أيُّها الملِكُ العتيقْ
106
قصيدة