عدد الابيات : 13
لَوْلَا هَوَاكِ فَكَيْفَ يَزْهُو الْمَنْسِبُ؟
أَوْ كَيْفَ يُزْهِرُ فِي الظَّلَامِ الْكَوْكَبُ؟
نَفَحَاتُ ذِكْرَاكِ الَّتِي بِهِ تَنَفَّسَتْ
تَسْرِي فَتُوقِدُ فِي دِمَائِي الْمَلْهَبُ
أَحْيَا عَلَى نَفَحَاتِ طِيبِكِ مُذْ سَرَتْ
فِي مُهْجَتِي وَتَأَلَّقَتْ بِهِ الْمَشَارِبُ
إِنِّي إِذَا اسْتَنْشَقْتُ نَسْمَةَ وَجْهِكِ
هَاجَ الْغَرَامُ وَثَارَ نَارًا تَتَلَاهَبُ
إِنْ قُلْتِ لَا، نَزَفَ الْكَلَامُ كَأَنَّهُ
ذِكْرَى تُذَابُ بِحُرْقَةٍ وَتَتَصَبَّبُ
إِنِّي أَرَاكِ بِكُلِّ نَفْسٍ أَزْفِرُتْ
فَكَرِيحِ مِسْكٍ يَتَّقِي بِهِ الْكُرَبُ
أَنْتِ الْحَيَاةُ، وَنَبْضُهَا، وَشَذَاهَا
إِنْ غِبْتِ صَارَ الْكَوْنُ وَجْدًا مُتْرَبُ
فَلَأَنْ تَبِيضَ سَمَاؤُنَا مِنْ بَعْدِنَا
أَوْ أَنْ يَهِيمَ بِغَيْرِنَا الْمُتَصَبِّبُ
فَإِذَا افْتَقَدْتُكِ، لَمْ أَجِدْ فِي أُفْقِنَا
إِلَّا سَرَابًا لِلْمَدَى شَوْقًا يَتَلَهَّبُ
يَا مَنْ تَرَكْتِ الْعِطْرَ يَسْرِي فِي دَمِي
كَالسَّحْبِ يَسْقُطُ كُلَّ حِينٍ وَيَنْسَبُ
هَلْ تَعْلَمِينَ بِأَنَّ رُوحَكِ أَرْشَدَتْ
نَفْسِي لِطِيبِكِ فَارْتَقَتْ تَتَقَلَّبُ؟
فَإِذَا أَرَدْتِ مَوَاتَ قَلْبِي فَافْعَلِي
وَامْنَحْتِهِ نَفْحَ الْوَدَاعِ لِيَنْكَبُ
أَوْ أَبْقِي عَلَى نَفَسٍ تُعَطِّرُ جَوَّهُ
يَحْيَا عَلَى وَعْدٍ بِأَنَّ لُقْيَا تَقْرُبُ
1280
قصيدة