عدد الابيات : 16
سَرَى طَيْفُ سَارَةَ فِي لَيْلِ خَافِقِ
فَأَسْكَرَ رُوحِي مِنْ شَذَا الْعَطِرِ الْعَبِقِ
وَأَطْلَعَ بَدْرًا فِي سُهَادِيَ مُشْرِقًا
فَلَوْ كَانَ بِالْأَفْلَاكِ لَانْحَنَتِ الْحَدَقُ
وَأَلْقَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَ دِثَارًا مِنَ الْهَوَى
فَأَصْبَحْتُ لَا أَهْوَى سِوَاهَا وَلَا أَرَقُ
وَحَرَّفَ فِي وَجْنَتَيْهَا اللَّيْلُ سِرَّهُ
فَتَبْكِي الدُّجَى حَسَرَاتُهَا وَتُشْرِقُ
وَإِذَا جَرَى الْمَاءُ الزُّلَالُ بِرِيقِهَا
تَمَنَّتْ عُيُونُ السُّحْبِ لَوْ نَالَهَا الشَّهَقُ
وَكَيْفَ أَصِفُ الطَّلَّ الْمُذَابَ بِثَغْرِهَا
فَإِنْ ضَحِكَتْ، أَزْهَرَ مِنْ نُورِهَا الْحَبَقُ
لَهَا عِطْرُ وَرْدٍ لَمْ تَطَأْهُ نَسِيمَةٌ
وَخَدٌّ كَوَجْنَتَيِ الْمَرَايَا لَهُ أَلَقُ
وَحَاجِبُهَا كَالسَّيْفِ، لَكِنْ رَحِيمُهُ
إِذَا مَا رَنَا قَلْبِي إِلَى لَحْظِهِ يَسْبَقُ
وَصُبْحُ الْجَبِينِ الْبَيْضِ فِيهِ تَنَفُّسٌ
وَلَيْلُ الضَّفَائِرِ مِنْ نُجُومِ الدُّجَى عَتَقُ
إِذَا مَشَتِ الْغَيْدَاءُ، ظَنَّتْ سَمَاؤُنَا
بِأَنَّ الدُّجَى مِنْ طَرْفِهَا أَسْدَلَ الْأُفُقُ
وَخَصْرٌ كَغُصْنٍ فِي النَّدَى يَتَمَايَلُ
يُحَيِّيهِ هَبُّ الرِّيحِ أَوْ يَسْتَبِي الطُّرُقُ
تَمَيَّلَ حَتَّى قُلْتُ: أَسْقَطَهُ الْهَوَى
وَمَا كَانَ إِلَّا بَيْنَ أَحْضَانِهِ يَرِقُّ
فَيَا نَجْمَةً فِي الْأُفْقِ زَانَ سَنَاهَا
وَيَا دُرَّةً فِي الْبَحْرِ لِلْأَعْيُنِ الْغَرَقُ
هَوَاكِ عَلَى جَنْبِي كَنَقْشٍ عَلَى الْوَرَقِ
فَهَلْ مِنْ رَشِيفٍ أَوْ هَوَانٍ لَهُ سَبَقُ؟
أُحِبُّكِ لَا شَيْءٌ يُبَدِّلُ مِنْ هَوَايَ
وَأَنْتِ سَرَابِي إِنْ ظَمِئْتُ وَإِنْ غَرِقُ
فَيَا سَارَةُ، إِنْ طَافَتْ بِنَا لَيْلَةٌ
فَلَا صُبْحَ إِلَّا فِي لِقَانَا، فَمَا الطَّرَقُ؟
1280
قصيدة