عدد الابيات : 15
يَا لَيْلُ أَطْفِئْ وَجِيبَ النَّجْمِ فِي خَجَلِ
فَهْيَ الَّتِي بِالضِّيَاءِ الْمِسْكِ لَمْ تَزَلِ
رَأَيْتُ فِي وَجْهِهَا الْإِشْرَاقَ مُبْتَسِمًا
كَأَنَّهَا الْبَدْرُ إِذْ يُضْحِي عَلَى الْجَبَلِ
وَفِي ابْتِسَامِ شِفَاهِ الْوَرْدِ بَسْمَتُهَا
كَأَنَّهَا الْفَجْرُ حِينَ انْجَابَ فِي الْأَمَلِ
يَا زَهْرَةً لَمْ تُلَامِسْهَا الرِّيَاحُ شَذًا
وَلَمْ يُقَبِّلْ جَبِينَ الطُّهْرِ مَنْ نَزَلِ
أَغَارُ عَلَيْكِ مِنَ الْأَلْوَانِ فِي عَبَقٍ
وَمِنْ تَسَابِيحِ صُبْحٍ عُطِّرَتْ بِدَلِ
أَغَارُ عَلَيْكِ مِنَ الْأَغْصَانِ فِي عَطْفٍ
وَمِنْ غَمَامٍ رَنَا نَحْوَ الرُّبَى وَطَلِ
فَهَلْ أُلَامُ، إِذَا أَشْعَلْتُ فِي دَمِهَا
نَارَ الْجَوَى دُونَ إِطْفَاءٍ وَلَا خَجَلِ؟
لَوْلَاكِ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ لِلْهَوَى أَلَقًا
وَلَا أَذُقْتُ لِجَامَ الصَّبْرِ فِي الْعَلَلِ
يَا جَنَّةً ضَحِكَتْ لِلدَّرْبِ فِي دَعَةٍ
وَسِحْرُهَا أَوْدَعَ الْأَزْمَانَ فِي الْأَزَلِ
كَمْ عَانَقَتْ مُقْلَتِي أَحْلَامَ مُقْلَتِهَا
حَتَّى غَدَتْ رَوْعَةَ التَّكْوِينِ فِي الْمُقَلِ
عَيْنَاكِ مِشْكَاةُ نُورٍ مَا لَهُ أَمَدٌ
وَسِحْرُهَا عَابِقٌ كَالْعِطْرِ فِي الْأَمَلِ
أَرْنُو إِلَيْكِ، وَفِي قَلْبِي اشْتِيَاقُ رُؤَى
تَسْرِي كَنَجْمٍ عَلَى آفَاقِهِ اكْتَمَلِ
قَدْ زَانَ شِعْرِي هَوَاكِ، فَاغْمُرِي شَفَتِي
بِنُورِ حُسْنِكِ حَتَّى يَسْتَفِيقَ غَزَلِي
يَا زَهْرَةً كَمْ تَسَامَتْ فَوْقَ غَيْمَتِهَا
وَجَادَ عِطْرُهَا لِلْحُسْنِ فِي حُلَلِ
1280
قصيدة