عدد الابيات : 58
طباعةمَا هَاجَ قَلْبِي غَيْرُ سَارَةَ إِذْ مَضَتْ
وَمَا غَنَّى قَلْبِي غَيْرُ سَارَةَ حِينَمَا
يَا جُنَّةَ الْأَرْوَاحِ يَا سِرَّ الْمُنَى
كَأَنَّكِ فِي ظُلُمَاتِ رُوحِي كَوْكَبٌ
وَأَنَّكِ فِي ظُلُمَاتِ قَلْبِي كَوْكَبٌ
فَيَا سَارَةُ، الْحُسْنُ الْبَدِيعُ بِعَيْنِكِ
وَيَا سَارَةُ، الْعِطْرُ الْنَسِّيمُ بِأَمْرِهِ
كَأَنَّكِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ مُؤَلِّقٌ
أُحِبُّكِ حُبَّ الْعُذْرِ فِي لَوْحِ الْهَوَى
وَأُحِبُّكِ حُبَّ الشِّعْرِ حِينَ تَفَجَّرَتْ
وَأُحِبُّكِ حَتَّى صَارَ حُبُّكِ آيَتِي
وَأُحِبُّكِ حَتَّى لَا يُفَسَّرَ شَوْقُهُ
لِأَنَّكِ فِي قَلْبِي الْقَصِيدَةُ وَحْدَهَا
تَحَدَّيْتُ لُبَيْدًا وَالْقَبَائِلَ كُلَّهَا
فَيَا بَدِيعَةَ الْحُسْنِ، هَلْ فِي مَحَاسِنٍ
أَمِنْ ذِكْرِكِ الْعَذْبِ ارْتَجَفْتُ مُهَيْمِنًا
أَمَا تَعْلَمِينَ بِأَنَّ قَلْبِي طَائِرٌ
وَأَنَّ الدُّمُوعَ فِي الْمَسَاءِ جُيُوشُهَا
أَيَا سَارَةَ الْحُبِّ الْعَظِيمِ مُنَايَ فِي
أَيَا سَارَةُ، الْأَيَّامُ صَارَتْ خِنْجَرًا
تَرَكْتِ فُؤَادِي فِي الطَّرِيقِ مُبَعْثَرًا
وَأَعْبُرُ صَحْرَاءَ الْحَيَاةِ وَحِيدَهَا
إِذَا غِبْتِ عَنِّي صَارَ قَلْبِي مَقْبَرَةً
أَلَا تَعْتَبِينَ مِنَ اشْتِيَاقِي صَادِقًا
أَمَا تَسْتَبِينِينَ اشْتِيَاقِي مُضَرَّجًا
أَمَا تَسْمَعِينَ الْقَلْبَ يَنْبِضُ صَادِقًا
أَلَا تَسْمَعِينَ النَّبْضَ يَشْدُو صَادِقًا
تَعَالِي فَقَدْ ضَاقَتْ بِقَلْبِي أَضْلُعٌ
فَيَا سَارَةُ، لَا تَتْرُكِينِي هَائِمًا
وَأَيْنَ ارْتِحَالُ الطَّيْفِ؟ أَيْنَ ظِلَالُهُ؟
أَمَا كَانَ بَيْنَ الْقَلْبِ عَهْدٌ وَاحِدٌ
أَمَا تَذْكُرِينَ اللَّيْلَ لَمَّا زَرَعْتِهِ
وَأَمَا تَرَيْنَ الْقَلْبَ فِي اللَّيْلِ صَامِتًا
فَيَا نَسَمَةَ الْفَجْرِ الَّتِي فِي حُضُورِهَا
أَيَا زَهْرَةً فَاحَتْ بِأَطْيَبِ عِطْرِهَا
أَرَى صُورَتَكِ فِي النَّجْمِ حِينَ تَأَلَّقَتْ
وَفِي كُلِّ زَهْرٍ أَسْتَظِلُّ بِعِطْرِهِ
أَيَا طَيْفَ سَارَةَ، قَدْ غَدَوْتِ مَلَاذَنَا
تَعَالِي فَقَدْ صَارَ الْفُؤَادُ مَدِينَةً
أُحِبُّكِ حُبًّا لَا يُقَاسُ بِجُمْلَةٍ
أُحِبُّكِ حُبًّا جَاوَزَ الْكَوْنَ سُطُوعَهُ
أُحِبُّكِ حُبَّ الْمَاءِ يَجْرِي لِنَهْرِهِ
أُحِبُّكِ حَتَّى صَارَ حُبُّكِ مَلَكَةً
أُحِبُّكِ حَتَّى لَوْ دَنَا الْمَوْتُ سَاعَةً
أُحِبُّكِ حُبًّا لَيْسَ يُطْفِئُ جَذْوَتَهُ
أُحِبُّكِ حُبَّ الْفَجْرِ يُشْرِقُ فِي الدُّجَى
أُحِبُّكِ حُبًّا لَا يُقَاسُ بِغَيْرِهِ
فَلَا تَسْأَلِي عَنِّي إِذَا طَالَ صَمْتِي
فَلَا شَيْءَ يُطْفِئُ نَارَ شَوْقِي مُطْلَقًا
تَعَالِي نُعِيدُ الْحُبَّ عَهْدًا مُقَدَّسًا
أَلَيْسَ الْهَوَى عَهْدًا كَرِيمًا خَالِدًا؟
فَهَلْ يَا تُرَى نَبْقَى كَمَا نَحْنُ دَائِمًا
أَيَا سَارَةُ، لَا تَتْرُكِينِي وَحِيدًا
تَعَالِي إِلَى صَدْرِي فَقَدْ ضَاقَ بِالْأَسَى
أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ شَوْقِي حَائِرٌ
تَعَالِي إِلَى رُوحِي فَأَنْتِ مُلَازِمِي
فَلَا تَتْرُكِينِي فِي الظَّلَامِ وَحِيدًا
فَلَا تَهْجُرِي قَلْبِي، وَلَا تَتْرُكِينهُ
1049
قصيدة