إِنِّي عَشِقْتُكِ وَانْطَلَقْتُ بِشَوْقِي

فَتَرَكْتُ خَلْفِيَ الْحَذَرَ وَالتَّفْكِيرَا

وَجَعَلْتُ حُبَّكِ فِي فُؤَادِي ثَوْرَةً

تَخْتَارُ دَرْبًا وَلَا تَرَى تَغْيِيرَا

لَا تَسْأَلِي قَلْبِي بِهِ مَلَكَ الْهَوَى

كَيْفَ اقْتَنَى مِنْ نَبْضِهِ التَّأْثِيرَا

أَنَا مَنْ سَأُقِرُّ قَوَانِينَ الْهَوَى

وَأَنَا سَأُعْطِي الْفُؤَادَ الْمَصِيرَا

لَا تَسْأَلِي كَيْفَ ارْتَضَيْتُ غَرَامَنَا

فَالْحُبُّ عِنْدِي سَيِّدٌ وَأَمِيرَا

إِنِّي سَأَمْضِي حَيْثُ تَأْخُذُنِي الْمُنَى

وَأَجُوبُ بَحْرَكِ رُبَّانًا وَشُعُورَا

مَا لِي أَخَافُ، وَأَنْتِ أَجْمَلُ نِعْمَةٍ

جَاءَتْ لِتَمْنَحَ عَالَمِي التَّنْوِيرَا

وَأَنَا الَّذِي صَاغَ النِّسَاءَ خَوَاتِمًا

وَأَتَى بِصَوْتِ الْعَاشِقِينَ كَبِيرَا

كُونِي كَمَا أَنْتِ النَّقَاءَ بِعَيْنِهِ

وَاصْغِي لِقَلْبِي حِينَ صَارَ قَدِيرَا

فَأَنَا الَّذِي أُعْطِي الْغَرَامَ وَسِيلَةً

وَأُعِيدُ لِلْعُشَّاقِ لَحْنًا عَذِيرَا

يَا أَنْتِ يَا نُورَ الْحِكَايَةِ كُلِّهَا

وَجَمَالَ عُمْرِي حِينَ صَارَ نَضِيرَا

قَدْ كُنْتُ فِي بَحْرِ النِّسَاءِ غَرِيبَهُمْ

حَتَّى وَصَلْتُكِ عَاشِقًا وَكَسِيرَا

فَامْكُثِي عَلَى عَرْشِ الْغَرَامِ مَلِيكَةً

وَتَجَمَّلِي بِالْحُبِّ حِينًا وَكَثِيرَا

مَا زِلْتِ أَنْتِ سَكِينَةً لِعَوَاطِفِي

وَحُرُوفُ شِعْرِي فِيكِ بَاتَتْ أَسِيرَا

يَا وَاحَةً أَعْطَتْ حَيَاتِي مَاءَهَا

وَأَعَادَتِ الْأَمَلَ الَّذِي كَانَ طَرِيرَا

أَنْتِ الْبِدَايَةُ وَالْخِتَامُ لِقِصَّتِي

وَسَأَكْتَفِي بِكِ طَاعَةً وَتَقْدِيرَا

قَدْ أَبْحَرَتْ سُفُنِي بِعَيْنِكِ مُوقِنًا

أَنِّي وَجَدْتُ بِمُقْلَتَيْكِ الْمَصِيرَا

مَا لِي سِوَى عَيْنَيْكِ فِي دُنْيَا الْوَرَى

فَلْتَشْهَدِي أَنِّي عَشِقْتُكِ دُهُورَا

قَدْ صَارَ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ مُقَدَّسًا

يَجْتَاحُ فِي صَمْتٍ دُرُوبًا عَسِيرَا

إِنِّي اقْتَحَمْتُكِ عَنْ يَقِينٍ كَامِلٍ

لَا زَيْفَ فِيهِ وَلَا خُضُوعًا مَرِيرَا

فَاحْمِلِي إِلَيَّ الْحُلْمَ فِي كَفَّيْهِمَا

وَسَأَمْنَحُ الْعُمْرَ الْمُضِيءَ أَثِيرَا

مَا عُدْتُ أَخْشَى فِي هَوَاكِ مَلَامَةً

إِنْ كُنْتِ فِي قَلْبِي غَدًا وَعَبِيرَا

يَا سُلْطَانَةَ الْعِشْقِ الَّذِي أَسَرَ الْمَدَى

وَبَنَى عَلَى أَمَلِ السِّنِينَ قُصُورَا

إِنِّي عَشِقْتُكِ وَانْطَلَقْتُ بِعِشْقِي

وَجَعَلْتُ حُبَّكِ عَالَمِي وَالْجُسُورَا