عدد الابيات : 100
طباعةأَيَا دَارَ سَارَةَ، هَلْ تَسْمَعِينَ نِدَاءَ الْهَوَى
فَقَدْ أَذْهَلَتْ عَيْنَيْكِ مَا كَانَ صَافِيَا؟
بَدَا لِيَ وَجْهٌ كَالشَّمْسِ مُشْرِقًا
تَسِيرُ بِهِ الْأَحْلَامُ قَصْدًا وَهَادِيَا
رَأَيْتُكِ وَالْكَوْنُ انْطَوَى فِي لَحْظَةٍ
كَأَنَّ الْفَضَاءَ بَاتَ قُرْبَكِ خَالِيَا
وَقَلْبٌ غَرِيبٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْهَوَى
أَطَاحَ بِهِ سَهْمُ الْعُيُونِ قِتَالِيَا
أَتَتْنِي كَأَنَّ الْحُسْنَ فِي خُلْدِ رَبَّةٍ
تُنَادِي السَّمَاءُ: مَنْ ذَا النَّدِيُّ التَّوَالِيَا؟
فَفِي لَحْظَةٍ صَارَتْ حَيَاتِيَ قَصِيدَةً
تُغَنِّي بِهَا الْأَيَّامُ شَوْقًا تَغَالِيَا
لَعَمْرِي لَئِنْ غَابَ الْكَلَامُ بِمَدْحِهَا
فَإِنَّ صِفَاتَ الرُّوحِ تَغْدُو مِثَالِيَا
سَأَلْتُ النَّسِيمَ: أَيُّ رَوْضٍ مَرَرْتَ بِهِ؟
فَقَالَ: بَسَاتِينُ الْهَوَى وَالْجَمَالِيَا
وَقُلْتُ لِقَلْبِي: كَيْفَ طَاوَعْتَ سَهْمَهَا؟
فَقَالَ: هَوَى لَا يَسْتَقِيمُ سِوَايَا
لَقَدْ كَانَ لِي قَلْبٌ حَدِيدِيُّ نَبْضِهِ
فَمَا لَبِثَتْ سَارَةُ بِهِ حَتَّى تَلَاشِيَا
بَصِيرَتُهَا كَانَتْ كَنَجْمٍ بِأُفْقِهِ
تُضِيءُ دُرُوبَ اللَّيْلِ ضَوْءًا بَاهِيَا
وَيَا حُبَّ سَارَةَ، كَيْفَ أَسْرَيْتَ خَاطِرِي؟
وَكَيْفَ تَخَطَّيْتَ النُّجُومَ السَّرَايَا؟
بَدَتْ لِي كَأَنَّ الطَّيْفَ يُبْدِعُ رَسْمَهَا
وَأَشْجَارُهَا كَالْأُقْحُوَانِ زَوَايَا
فَهَلَّا سَأَلْتُمْ كَيْفَ صَارَتْ حَيَاتُنَا؟
وَكَيْفَ اتَّخَذْنَا الْحُبَّ دَرْبًا حَفَايَا؟
أُحِبُّكِ حُبًّا لَوْ تُقَاسُ حُدُودُهُ
لَكَانَتْ تُحْيِي الْأَرْضَ خُضْرًا رَوَايَا
أَنَا الْعَاشِقُ الْمَجْنُونُ إِنْ جُنَّ قَلْبُهُ
فَمَا لِيَ فِي هَذَا الْغَرَامِ عِزَايَا
تَلَاقَيْنَا وَالْأَرْضُ تَسِيرُ بِهَمْسِهَا
كَأَنَّ الْحَيَاةَ أَزْهَرَتْ مِنْ لِقَايَا
وَفِي عَيْنِهَا أَحْلَامُ عُمْرٍ غَزِيرَةٍ
وَفِيهَا سُطُورُ الْحُبِّ تَكْتُبُ مَعَانِيَا
أَيَا سَارَةَ الْقَلْبِ، هَلْ تَشْعُرِينَ بِي؟
فَقَلْبِي لِغَيْرِ الْحُبِّ صَارَ خَلَايَا
أَيَا نَجْمَةَ الْأَزْمَانِ، قَدْ كُنْتُ تَائِهًا
فَحِينَ لَقِيتُكِ صِرْتُ أُحِبُّ حَيَاتِيَا
أَيَا سَاحِرَةَ الْحُسْنِ، يَا سِرَّ بَهْجَتِي
لِوَجْهِكِ نُورٌ يَسْتَفِزُّ السَّجَايَا
كَأَنَّكِ بَدْرٌ فِي سَمَاءٍ مَهِيبَةٍ
تُنَاجِيكِ أَنْوَارُ النُّجُومِ دَنَايَا
وَشَعْرُكِ لَيْلٌ خَافِقٌ فِي رُوَائِهِ
تُزَيِّنُهُ أَنْغَامُ رِيحٍ هَوَايَا
وَعَيْنَاكِ بَحْرٌ مِنْ دُجَىً وَسَكِينَةٍ
تُدَاعِبُ أَمْوَاجُ الْهَوَى مَرْسَايَا
إِذَا مَا الْتَقَتْ عَيْنَايَ بِعَيْنَيْكِ لَحْظَةً
أَرَى الْكَوْنَ أَلْحَانًا وَأَشْجَارَ غِنَايَا
شِفَاهُكِ كَالتُّفَّاحِ، بَلْ شَهْدُ رَوْضِهِ
إِذَا مَا نَطَقْتِ، زَانَتِ الْكَوْنَ عَطَايَا
وَخَدُّكِ وَرْدٌ فِي بَسَاتِينِ جَنَّةٍ
يُضَاهِي شَذَاهَا كُلَّ زَهْرٍ حَيَايَا
وَعُنْقُكِ قَامَتْهُ الْمَلَاحُ لِحُسْنِهِ
كَأَنَّ بِهِ أَسْرَارَ دَرْبٍ خَافِيَا
وَقَدُّكِ كَالْغُصْنِ الرَّطِيبِ إِذَا انْحَنَى
يُغَازِلُهُ الْحُسَّادُ رُغْمَ خَطَايَا
وَصَوْتُكِ طِيبٌ كَالنَّسِيمِ إِذَا سَرَى
يُلَامِسُ أَوْتَارَ الْقُلُوبِ نَدَايَا
إِذَا مَا ابْتَسَمْتِ، أَشْرَقَتْ كُلُّ بُقْعَةٍ
وَأَزْهَرَتِ الدُّنْيَا وَأَبْهَى الرَاجِيَا
وَخَطْوُكِ إِيقَاعٌ تُغَنِّيهِ أَرْضُنَا
كَأَنَّكِ لِلرِّيحِ الطَّلِيقَةِ ألْحَّانِيَا
وَفِي ثَغْرِكِ الْمَكْنُونِ سِحْرٌ مُقَدَّسٌ
يُعَانِقُ فِي الْأَحْلَامِ قَلْبَ النَّوَايَا
وَفِي ضَحْكَتِكِ الْعَذْرَاءِ صَوْتُ مَلَائِكَةٍ
يُبَارِكُ أَرْوَاحَ الْوَرَى وَأشَّْواقِيَا
إِذَا مَا مَرَرْتِ، اخْتَالَ وَرْدُ رَبِيعِهِ
وَغَارَ مِنَ الْأَنْوَارِ زَهْرُ الْبَقَايَا
وَفِيكِ الْتَقَى السِّحْرَانِ: جِسْمٌ وَمَنْطِقٌ
فَصِرْتِ سِرَاجَ الْعِشْقِ فِي عَيْنَايَّا
لَقَدْ أَسْكَرَتْنِي نَظْرَةٌ مِنْ جَمَالِكِ
وَمَا عَادَ فِي قَلْبِي سِوَاكِ دَوَايَا
وَكَيْفَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ سِحْرِ فَاتِنٍ
كَأَنَّكِ لِلْآمَالِ أُفْقُ الْحَنَايَا
أَيَا دُرَّةَ الْأَكْوَانِ، قَدْ صِرْتِ مُلْهِمِي
وَبَيْتُكِ فِي رُوحِي جِنَانُ السَّمَايَا
سَأَبْقَى أُغَنِّي فِي جَمَالِكِ شَاعِرًا
إِلَى أَنْ تُعِيدِينِي إِلَيْكِ هَادِّيَا
أَيَا سَارَةَ الْقَلْبِ، أَلَمٌ قَدْ بَرَانِي
وَحُبُّكِ فِي صَدْرِي نِدَاءُ الْبَاقِيَا
تَرَكْتِ فُؤَادِي فِي ظَلَامِ جِرَاحِهِ
وَأَصْبَحْتُ مِنْ شَوْقِي كَطَيْفِ الْمَرَايَا
أَحِنُّ إِلَى هَمْسِ اللِّقَاءِ كَأَنَّنِي
غَرِيبٌ عَلَى دَرْبٍ تُحِيطُهُ الرَّوَائِيَا
وَأَبْكِيكِ يَا نُورَ الْحَيَاةِ كَأَنَّمَا
حَنِينِي جَدَاوِلُ فِي صُخُورِ الْقَوَايَا
إِذَا مَا تَذَكَّرْتُ الْخُطَى حَيْثُ مَرَرْتِ
يُغَنِّي الْحَنِينُ فِي حَنَايَا الْحَنَايَا
أَيَا زَهْرَةَ الْعُمْرِ، غِيَابُكِ قَاتِلِي
كَأَنَّكِ فِي الْقَلْبِ دَمُ النَّبْضِ كَفَايَا
وَكُلُّ اللَّيَالِي فِي بِعَادِكِ غُرْبَةٌ
أَعِيشُ بِهَا شَوْقًا يُمَزِّقُ خَفَايَا
أُرَدِّدُ اسْمَكِ فِي دُعَائِي كَأَنَّنِي
أُنَاجِي السَّمَاءَ أَنْ تُعِيدَ الْعَطَّايَا
فَكَيْفَ أَعِيشُ الْعُمْرَ دُونَكِ زَاهِرَةً؟
وَهَلْ يَنْبُتُ الْوَرْدُ إِذَا مَاتَ السَّقَايَا؟
إِذَا غِبْتِ، صَارَتْ كُلُّ دُنْيَايَ عَتْمَةً
وَأَمْسَى رَجَائِي فِي هَوَاكِ كَفَايَا
حَنِينٌ كَبَحْرٍ هَائِجٍ فِي مَسِيرِهِ
يُمَزِّقُ صَخْرَ الصَّبْرِ رَغْمَ الْعَاتِيَا
أَيَا شَمْسَ أَيَّامِي، غِيَابُكِ قَاتِلِي
وَحُبُّكِ دَوَاءٌ كُلَّمَا ضَاقَ الْعَابِيَا
أُحَدِّثُ طَيْفَكِ فِي اللَّيَالِي كَأَنَّمَا
يُوَاسِي الْفُؤَادَ فِي غِيَابِ الْمَاضِيَا
وَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ أَرَاكِ مُلَازِمَةً
كَأَنَّكِ فِي قَلْبِي غِرَاسُ الْوَصَايَا
وَأُشْعِلُ فِي دَرْبِ الْغِيَابِ مَشَاعِلِي
لَعَلَّكِ تَرْجِعِينَ إِلَيَّ سَرَارَ قَلْبِيَّا
فَمَا لِي سِوَى ذِكْرَاكِ تُحْيِي خَوَاطِرِي
وَأَنْتِ ضِيَاءُ الْقَلْبِ رَغْمَ نَارِيِيَا
أَيَا عِشْقَ عُمْرِي، لَوْ عَلِمْتِ بِمَا جَرَى
لَبِتِّ مَعِي فِي الْحُبِّ سِرَّ الْمَنَايِيَا
أُعَاتِبُ لَيْلَ الْبُعْدِ عَنْكِ كَأَنَّهُ
سَحَابٌ يُخَبِّئُ فِي صُدُورِهِ مُعَّاديَا
سَأَصْبِرُ حَتَّى يَنْتَهِي اللَّيْلُ مِثْلَمَا
يُضِيءُ الصَّبَاحُ فَوْقَ جِبَالِ الْعَلَايِيَا
وَفِي غَدِنَا، يَلْتَقِي الْقَلْبُ وَالْحَنَا
وَتُمْحَى بِعِشْقِكِ فِي الْحَيَاةِ الشَّكَايَا
أَقْسَمْتُ بِحُبٍّ لَا يَلِينُ بِعَزْمِهِ
كَأَنَّ بِهِ رُوحَ الْخُلُودِ قَضَايَا
وَعَاهَدْتُ قَلْبَكِ أَنْ أَظَلَّ مُخَلِّصًا
وَأَبْقَى عَلَى دَرْبِ الْوِصَالِ رَاجِيَا
إِذَا جَارَ دَهْرٌ أَوْ تَنَاءَتْ مَسَافَةٌ
سَأَمْضِي كَصَقْرٍ لَا يُهَابُ الْعَظَايَا
فَحُبُّكِ مِيثَاقِي، وَرُوحِي رَهِينَةٌ
وَكُلُّ خُيُوطِ الْعُمْرِ فِيكِ نَوَايَا
أَيَا مَنْ زَرَعْتِ الْحُبَّ فِي عُمْقِ مُهْجَتِي
فَصِرْتِ سَمَاءً فَوْقَ كُلِّ الذِنُوبِيَا
سَأَحْمِلُ فِي صَدْرِي عُهُودًا مُقَدَّسَةً
كَأَنَّكِ نُورُ الشَّمْسِ فِي أُفُقِ غَايَا
وَأَمْضِي عَلَى الْعَهْدِ الْكَرِيمِ مُثَابِرًا
وَإِنْ حَالَ بَيْنِي وَالْبَقَاءِ ثَوَّانِيَا
سَأَجْعَلُ مِنَ الْأَيَّامِ دِرْعًا لِصَوْنِنَا
وَأَبْنِي جِدَارَ الْحُبِّ رَغْمَ الْعَتَايَا
فَإِنْ خَانَتِ الدُّنْيَا أَمَانِيَّ مَرَّةً
سَأَبْقَى وَفِيًّا رَغْمَ كُلِّ الْقَضَايَا
أُعَاهِدُكِ أَلَّا أَتْرُكَ الدَّرْبَ مُوحِشًا
وَأَلَّا يَطُولَ اللَّيْلُ دُونَ سَرَايَا
وَرُوحِي تُقْسِمُ أَنْ تَكُونَ مَلَاذَكِ
إِذَا مَا جَفَتْ أَيَّامُنَا أَوْ أمَانِيَا
سَأَرْوِي ظَمَأَ الشَّوْقِ مِنْ حُبِّكِ الْعَذْبِ
وَأُزْهِرُ وَرْدَ الْعُمْرِ رَغْمَ الْبَلَايَا
أَيَا دُرَّةَ الْقَلْبِ الَّتِي لَنْ أُفَارِقَهَا
وَإِنْ بَاعَدَتْ بَيْنِي وَبَيْنكِ وَهَابِيَا
أُجَدِّدُ عَهْدِي كُلَّ يَوْمٍ بِعَيْنِكِ
وَأَجْعَلُ مِنْهَا النُّورَ فَوْقَ الْبَقَايَا
فَفِيكِ اجْتَمَعْنَا، وَالْعُهُودُ مُوَثَّقَةٌ
كَأَنَّكِ صُبْحٌ بَعْدَ لَيْلِ الْهَدَّايَا
وَأُعْطِيكِ مِنْ عُمْرِي حَيَاةً وَأُمْنِيَاتٍ
كَأَنَّكِ فِي قَلْبِي وَصَايَا السَّارِيَا
أَيَا قُرَّةَ الْعَيْنَيْنِ، حُبُّكِ آيَتِي
وَفِيكِ أَرَى الْعَهْدَ الَّذِي لَا يُسَايَا
فَإِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا بِأَوْجَاعِهَا، أَنَا
سَأَنْسِجُ مِنْ آلَامِي لِرُوحِكِ رَوَايَا
سَأَبْقَى وَفِيًّا لِلْعَطَاءِ كَأَنَّنِي
قَمَرٌ يُضِيءُ اللَّيْلَ رَغْمَ الْخَطَايَا
وَأَجْعَلُ حُبَّكِ رَايَةً لَا تَنْثَنِي
لِتَبْقَى عُهُودُ الْحُبِّ خَيْرَ الْهَدَايَا
أَيَا رَبَّنَا، فِي الْحُبِّ أَشْرِقْ ضِيَاؤُنَا
وَهَبْنَا وِصَالًا لَا يَزُولُ سَرَايَا
وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا بِالرِّضَا وَالتَّآلُفِ
فَإِنَّك يَا مَوْلَايَ خَيْرُ الْبِدَايَا
وَقَرِّبْ خُطَانَا، وَاجْعَلِ الْعِشْقَ غَايَةً
تَفِيضُ بِهَا الْأَرْوَاحُ مِثْلَ الغُنَايَا
أُنَاجِيكَ رَبِّي أَنْ تُبَارِكَ عُهُودَنَا
وَتُزْهِرَ مِنْ آمَالِنَا الْمُبْتَغَايَا
أَيَا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ، اجْعَلْ حَبِيبَتِي
بِقُرْبِي كَنَجْمٍ لَا يُغَادِرُ سَمَايَا
وَهَبْهَا سُرُورًا فِي الْحَيَاةِ مُؤَبَّدًا
وَسَلِّمْ فُؤَادَيْنَا مِنَ الْأَذَى وَالْذَنْبِيَا
فَإِنَّكَ أَعْلَمُ بِالْقُلُوبِ وَمَا بِهَا
وَأَنْتَ الَّذِي تَرْعَى الْحَبِيبَ رِضَايَا
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا، كَانَ وَصْلُكَ نِعْمَةً
تَفِيضُ بِهَا الْأَعْمَارُ نُورَ الرَّجَايَا
وَفِي كُلِّ دَعْوَى، بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ اهْتَدَتْ
قُلُوبٌ غَدَتْ مِنْكَ تَرْتَجِي الْعَطَايَا
وَأَقْسَمْتُ يَا سَارَةَ أَنَّكِ مَلْجَئِي
وَإِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا وَضَاعَتْ خَفَايَا
سَأَمْضِي بِدَرْبِ الْحُبِّ حَتَّى نِهَايَتِي
كَأَنَّكِ آيَاتِي وَمِسْكُ النِّهَايَا
فَإِنْ بَاعَدَتْ أَقْدَارُنَا لَحْظَةً، أَنَا
سَأَبْقَى عَلَى وَعْدِي وَإِنْ طَالَتْ أيَامِيَا
وَهَذِي يَدَايَ، مَمْدُودَةٌ لِلْوَفَاءِ
فَلَا يُطْفِئُ النِّيرَانَ غَيْرُ الصَّفَايَا
أَيَا رَبَّ، اجْعَلْ مَا خَطَرْتُ لِسَانَهُ
يُحَقِّقُهُ قَلْبٌ تَفِيضُ رِضَايَا
وَهَبْنَا لِقَاءً بَعْدَ صَبْرٍ طَوِيلٍ
كَأَنَّ الدُّنَا تَحْنُو عَلَى الْمُلْتَقِيَا
وَاجْعَلْ دُعَائِي فِي الْمَسَاءِ مُوَثَّقًا
بِنَجْمٍ يُضِيءُ الْعُمْرَ فَوْقَ الزُلَالِيَا
وَيَا سَارَةَ الْقَلْبِ، ادْعِي مَعِي دَائِمًا
فَإِنَّ الَّذِي يَدْعُو يُنَالُ الْمُنَايَا
أَيَا رَبَّ، صُنْ حُبِّي وَبَارِكْ طَرِيقَهُ
فَلَا خَيْرَ إِلَّا مَا جَرَى بِرِضَايَا
وَفِي خَاتِمِ الْأَشْعَارِ أَبْكِي فَرْحَةً
بِأَنَّ الْأَمَلَ يَبْقَى سِرَّ الْرِوايَا
وَنَرْفَعُ أَيْدِينَا إِلَيْكَ، دُعَاءَنَا
بِأَنْ تَجْمَعَ الْأَحْبَابَ رَغْمَ الْغِوَّايَا
1393
قصيدة