حلل القصيدة بواسطة BAYAN AI

الفصل الأول

لا البحرُ يكفي لروحي كي أُسافِرَها
ولا النجومُ، ولا الأشجارُ، لا القَمَرُ
يا من تفورُ بكَ الدُنيا إذا نَطَقَتْ
وتنحني عندَ قدميها لنا الصورُ
كُنتِ أَصوغُكِ بالأحلامِ أغنيةً
لكنّني الآنَ لا حلمٌ ولا وَتَرُ
جئتُكِ، لا شاعرًا، بل عاشقًا بَشَرًا
أغتالُ بالشعرِ ما أبدع به البشرُ
كُنتِ أصوغُكِ نارًا في تَراجُمي
لكنّني اليومَ إعصارٌ له أثرُ
لا أنتِ تُشبهُكِ القافيةُ الأولى
ولا يُسمّيكِ إلا الصمتُ والحَذَرُ
ماذا أقولُ لوجهٍ لو تلمسُهُ
تبكي براحَتُهُ الأرواحُ والحَجَرُ
أرسمتُ نهديكِ؟ لا، بل أَرسُمُ الكَوْنَ
كي أرى فيكِ، إذا لامسكِ، القمَرُ
أيا قصيدَتَي… يا قدرُ… هذي مَدينَتي
باسمِكَ اليومَ، لا شِعرٌ ولا نَثرُ

الفصل الثاني

يا من على وجنتيكِ الضوءُ ينكَسِرُ
وفي عُيونكِ تاريخٌ وما عطَروا
يا من إذا مَشَتِ الأرواحُ تتّبِعُها
كأنها الكعبةُ العظمى لمن حَضَروا
ماذا سأكتبُ؟ إنّ الحبرَ يحترقُ
إذا اقترَبْتِ، وإنّ الصدرَ ينفَجِرُ
كلُّ اللغاتِ التي علّمتنا سَفَهًا
تموتُ فيكِ، ويبقى وجهُكِ الوَتَرُ
حتى المرايا تخافُ أن تُطيلَ لَها
وتستحي حينَ في عينيكِ تَحتكِرُ
لو أن نزارًا رأى عينيكِ ثانيةً
لذابَ في الحرفِ، لا شعرٌ ولا خَبَرُ
أنا الذي جئتُ من نارٍ لأصرخَها:
حُبُّكِ سِرّي، وفي سِرّي أنا البَشَرُ

الفصل الثالث

ما كنتُ أدرِي بأنَّ العِشقَ يَكسِرُني
حتى اقتربتِ، فسالَ الجُرحُ يَنفَجِرُ
ما كنتُ أدرِي بأنَّ العمرَ أحمِلُهُ
يذوبُ فيكِ، وفي عينيكِ يَستَقِرُ
أمشي إليكِ، فلا أرضي تُقِلُّني
كأنني فوقَ بحرِ الوَهمِ أعتَبِرُ
والكونُ يصغُرُ، حتى صارَ أوسِعةً
تضيقُ بي، ثمّ في عينيكِ يَستَدِرُ
يا سيّدَةَ اللغزِ، يا كَونًا أُحاوِرُهُ
كيف انتهيتُ؟ وفي عينيكِ مُبتَكَرُ
لو جئتُ أنسُجُ آلافَ الحروفِ دمي
ما أوفَتِ الحرفُ ما في قلبنا سَطَرُ
فامسَحْ جبيني إذا غطّتهُ عاصفةٌ
فأنتِ وحدَكِ بَحرٌ كلُّهُ أعاصيرُ

الفصل الرابع

يا مَن إذا ابتسمَتْ شمسٌ على فَمِها
ذابتْ كواكبُنا خجلى وما ظَهَروا
لو أنَّ نزارًا رأى عينيكِ مُغلقةً
لما كتبنا، ولا غنّى، ولا سطَروا
الحُسنُ فيكِ بيانٌ فوقَ مقدرةٍ
تُصغي له الأنجمُ الزهراءُ والمَجَرُ
أنا المسافرُ في جُرحٍ يتيهُ دمي
ووجهُكِ الوطنُ الموعودُ والزَهرُ

الفصل الخامس

دعيني أزرعُ في شعريْكِ مَطْلَعَهُ
كي يستريحَ على كفَّيْكِ ما خَطَروا
دعيني ألمسُ هذا الليلَ في جلدي
فكلُّ أسرارِه في جِسمِكِ انتَثَروا
ماذا سأفعلُ إن ضاقَتْ بيَ الربا؟
وأنتِ في قلبِها، يا أوسعَ المَدَرُ
كلُّ القصائدِ لو جاؤوا بمَوكِبِهم
في حضرتِكِ، انطفوا… وانحازَ لي القَدَرُ

الفصل السادس

أهواكِ؟ لا، بل أنا الأعصارُ يعشقُني
حينَ التقيتُكِ صارَ العشقُ يَنفَجِرُ
أهواكِ؟ لا، بل أنا التاريخُ في دمِي
لو غابَ عنكِ، غَداً، ما عادتِ السُوَرُ
أهواكِ؟ لا… بل أنا الأنهارُ في ظمَأٍ
ووجهُكِ المَاءُ، لا يُمحَى ولا يُجَرُ
أهواكِ… حتى إذا ما جئتُ مُنتحرًا
قمتُ بعَينِكِ، فانتصَرَ الذين قُهِرُوا

الفصل السابع

وجهُكِ خارطتي، والبحرُ يقرأني
والريحُ تسأل: مَن في حبِّها ينتَصَرُ؟
ما عدتُ أملكُ إلا أن أُقَبِّلَها
حتى يُفَتِّتَ صخرَ الأرضِ مُنتَظَرُ
يا سحراً ! كلُّ ما في الحُسنِ خاضعُها
والشمسُ تسجدُ في أجفانِكِ البَدرُ
إن جئتُ أبني قصورَ الحلمِ من ذهبٍ
ذُبتُ… فكانَ بصدركِ الذهبُ يَنفَجِرُ

الفصل الثامن

باريسُ؟ تسكُبُ في ذكراكِ مَطرَتَها
لكنْ أنا في هواكِ الأرضُ والسَّفَرُ
حتى النوافيرُ في (كونكورد) قد شهِدَتْ
أنّي على وجنتَيكِ انسابَتِ الصُّوَرُ
لكنْ، أنا أكتبُ الآنَ ملحَمَتي
كي ينحني عندَ أبوابي مَنِ ازدهَروا
فالشعرُ يبدأ من عينيكِ ثائِرَةً
ويُختَتمْ عندَ كفَّيْكِ، إذ حَضَروا

الفصل التاسع

ماذا سأفعلُ إن ضاعَتْ مَراكبُنا؟
قد يَنهَضُ البحرُ، و أنتِ من تُظفَرُ
ماذا سأفعلُ إن ماتَتْ قصائدُهم؟
تبقى حروفُكِ، لا يَمحُوها مُعتَذِرُ
كلُّ التماثيلِ إن مرَّتْ خُطاكِ بها
خَشَعْنَ… وانحنى التاريخُ والحَجَرُ
حتى اللغاتُ إذا فارَقتْكِ مُرتَحِلاً
ماتَتْ… فما في الهوى إلَّا الذي ذُكِروا

الفصل العاشر (الخاتمة)

ما دامَ حبُّكِ يعطيني هَياكِلَهُ
فكيفَ لا أفتَحُ الدُنيا وأنتَصِرُ؟
ما دامَ وجهُكِ في تاريخِنا عَلَمًا
فكلُّ أمجادِ مَن مرّوا ستَندَثِرُ
يا سرارُ! هَا قد أتينا لا نُشابهُهُمْ
بل جئنا: نارًا، هوىً، أفقًا، ومُبتَكَرُ
إن كانَ يَحيا العَشيقُ حينَ يَنتَحِرُ
فأنا بوجهِكِ، حيٌّ، خالدٌ… بَشَرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1557

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة