عدد الابيات : 22
لم يَبْقَ مِنها لنا إلا السّما سَكنا
فلْنَدْعُها الآنَ كي تستعجلَ السُّفُنا
ألأرضُ؟ ما ظلّ فوقَ الأرضِ من بلدٍ
إلّا وأمسىْ لتُلمودٍ فشَا وطَنا
ألنّاسُ؟ ما ظلّ فوق الأرضِ من بشرٍ
إلّا وعنْ نُصْرةِ الإنسانِ قدْ جَبُنا
ألخيرُ؟ ما ظلّ فوقَ الأرضِ من بدَنٍ
لهُ، تراهُ غدًا نجْمًا سما مَعَنا
ألشرُّ؟ ألشرُّ همْ لولاهُمُ لفنا
طفلًا وليدًا وما سادَ الدّنى زمَنا
ولا تسلْني عن المأمولِ من أمَلٍ
إلى السّما سبَقَ الإنسانَ إذْ يقِنا
أنْ لا بقاءَ لهُ والياسُ غالبُهُ
في كلّ قلبٍ لهُ من يأسٍ امْتُحِنا
و يعْلمُ الأملُ المسلوبُ موطنُهُ
بأنّنا لم نكُن من شدَّ أو طعَنا
لكنَّهُ لم يزلْ بالطّعنِ في مُهجٍ
ما سلّمَتْ بانتصارِ اليأسِ يظلمُنا
لو يعلمُ الأملُ المجروحُ في شمَمٍ
بأنّنا لم نُغلِّبْ ندَّ صاحبِنا
وإنّما غلَّب الياسَ الذي كمَنا
فينا هَوَانُ أخٍ في دارِهِ امْتُهِنا
وخشيةُ السّيفِ من روسٍ تساقُطُها
لم يمْنَعِ السّيفَ من إهدائها الهُدَنا
وخشيةُ الأمسِ من آتٍ تبسُّمُهُ
لم يمْنعِ الأمسَ من بيعِ العِدا غدَنا
وخشيةُ الإنسِ "جدعونًا" تقزّمُهُ
لم يمنعِ الإنسَ من تسليمِهِ المدُنا
وخشيةُ الجنِّ شيطانًا تراجُعُه
لم يمنعِ الجنَّ من إعطائهِ الثّمَنا
بعدُ السّما؟ لا أرى أنّ السّما بعُدتْ
لكنّنا خلَفٌ في دينِه فُتِنا
أهلُ السّما؟ أهلُنا، خيرُ النُّفوسِ همُ
وليسَ للخيرِ عنْ خيرِ النُّفوسِ غِنى
والشرُّ في علْمِهِمْ بالأرضِ قد عُجِنا
مولودُها هوْ وفيها عاشَ وانْدَفَنا
قد أسْكنوا في السّما أمالَهم ودنَوا
بالذّكر من خالقٍ أدناهُمُ وَدَنا
كيلا يزاحمَها يأسٌ ويغلبَها
بما لدَيهِ كيأْسٍ قد أطاحَ بِنا
إذا أحاطَ بهِمْ شرٌّ تُناصرُهُ
أرضٌ بأوجُهِ خلْقٍ سَوَّدوا الوثَنا
فأينما تجدِ الأوثانُ صانعَها
تجِدْ شرورًا ويأسًا من أخٍ وَهَنا
128
قصيدة