عدد الابيات : 34
تعي موتي ولا تستلُّ سيفًا؟
ولا تُذكي هياجًا أو حَراكا؟!
ومِن طُرُقاتِ بيْتكَ مرَّ جُوعي
الذي يقْتاتُ يأسًا من ثَراكا
ومن يدري؟ أما كانَ انكفى لو
سمَحْتَ لهُ بشيءٍ من حَساكا؟!
ومُنشغلًا و مُنفعلًا أراكا
بما لمْ يُرْدِ في الدُّنيا عَداكا
ومُبتذلًا و مُنحنيًا ليصفوْ
زمانٌ مدّ إذ مدُّوا عِداكا
ومُغتربًا ومُتّبِعًا ليعفوْ
غروبٌ لا يرى خصمًا سِواكا
ومُشتغلًا ومُجتهدًا ليهدا
جليبٌ أمْنُهُ يعْني فَناكا
أيا ذاتَ الدّمِ الجاري بنَفْسي
مَن المجروحُ إذْ هدَروا دِماكا؟
أيا حدّ الرّجا من دونِ ربّي
مَن المرجوُّ إذ هدَموا رَجاكا
أيا باسًا به اسْتَقْوَتْ قُوايا
مَن الإعصارُ إذْ خارتْ قُواكا
أيا صوتًا به يعلو ندائي
مَن الرعّادُ إذ كتَموا نِداكا
أيا نورًا بهِ يُجْلى طريقي
مَن البرّاقُ إذ أخبَوا سَناكا
أخيْ في اللهِ و الإعْرابِ جُوعي
ترعْرَعَ في حِمى نهَمٍ دَهاكا
وغمّي أصلُهُ غمٌّ سَباكا
و موتي أصلُهُ موتٌ طَواكا
أخي في الأرضِ والتّاريخِ صوْتي
تخلّقَ في صدى صمتٍ عَلاكا
وسهْمي عُذْرُه سهمٌ رماكا
وردِّي أمْسهُ ردٌّ رَداكا
أخي صدّقتَ أنّي ما أرادوا
بجوعٍ عينُهُ تَرعىْ حَشاكا
بنارٍ دخْنُها يُخفي سَماكا؟!
وأنّ مدايَ ما يرجونَهُ في
رسومٍ عرضُها يُلغيْ مَداكا
وقد صدّقتَ أنّ دمي سيُغني
وُحوشًا في دَمي ذاقتْ دِماكا؟!
وأنّ مَنيّتي تعْني بقاكا
وأنّ خصاصَتي تعْني ثَراكا
أخيْ أنا لسْتُ غزّيا إذا ما
المعاني أسْقَطتْ كوني أَخاكا
أنا الخيلُ التي حمَّلْتَها ما
بهِ صارتْ يدَ الدّنيا يَداكا
تركْتَ الخيلَ في الأصقاعِ قالتْ
دميْ في اللهِ يابن أبي فِداكا
أنا البيْتُ الّذي أنْشَدْتَهُ لل
دُّنى فغدا هوى الدُّنيا هَواكا
عزلْتَ البيتَ عن دُنياهُ غنّى
أسايَ أساكَ والمرْجوْ هَناكا
أنا الهدْيُ الذي علَّمْتَهُ لل
ورى فغدا بهِ يخْطوْ خُطاكا
جعلْتَ الغيّ من ذا الهدْي صلّى
ليُرفعَ عنكَ ما أعيا هُداكا
أنا الأيديْ التي سَبَقتْ سواها
مُلَبّيةً لكي تُعلي بُناكا
وحينَ علا البناءُ غَدا بَقاها
بِداركَ عائقًا يُبطي رَخاكا!!
فما اعْتَرَضتْ ولا انْتقَدَتْ ولكنْ
بخيرٍ لم تزلْ تروِيْ سَخاكا
ألبّيك التي لم نحيَ إلا
بها هذي أمِ الموتُ اشْتَراكا
أفي لبّيكَ تخشاها الدُّنى أم
بأخرى تحتها ذلٌّ أراكا
"فلا أخزاك في الدّارين ربّي"
دعائي فادّكرْ واقبَلْ أخاكا
128
قصيدة