ارتجت عواطف الجدران
ارتد الصدى في مجرات
تطوف بي ، بحطامي
خامرت قناديل الهوى أعاصيري
دارت الريح
و أنا بها و برقص الورد أهيم ،
هي ذي العاصفة ،
هي ذي الأنواء لاحت في رعودها نجومي ،
وحشة لهو راودت زوابع عنادي
ومضت عصافيري لأشجارها النائيات
اخضرت نزوة في كف رشادي
قاومت الشمس
بهجة الضفاف في خطاي
و قاومتني مسرات الادغال ،
جزيرة في هذه العزلة ؟
تدحرجني نحو السديم
محيط أي خلجان يسكنني؟
أي ارخبيل يجمع ازهار سواحلي ؟
بعثرني الهوى ،
تبعثرت بين الظنون غفوتي
و حطمت الرموز هيكل فهمي
كيف تصير الفصول ،
يا هذا العمر التائه المجنون ؟ظ
كيف تصير في ذاكرتي الحقول و الكروم؟
غاب مطر الغيوم
صارت الفلول تباعا الى سماء حجرتي
و لا زالت سهوبي تذوب
اهي قلب نابض في جسدي
ام جسد هارب من جمرات رغبتي ؟
سريري حلم غامض و اغطية نومي صبابة تدوم
اوراقي ضباب،
حبري مدارج نشوة ترتقي طيشي
نافذتي عين
و الليلة ستائر تحجب بريق دموع
من زرع في شهوته الهموم ؟
من قص اجنحة الروح
هدم المعابد في خيالي ووضع يد مهجتي في القيود؟
لمن اشعل شموعه العشق؟
لمن رسم قبلة الوداع في الصحو الغرام؟
شوقي صحراء
يخزنني عطش الكلماتيحاصرني بصقيعه الظلام
غير ان حبي ضياء كوكب
ضاق به الكون وتاه في هوله المكان
ليل بطيء يسري في دمائي
ويتكاثف في عمقي دخان الكلام
ستعصف رعودي
وكموجة صادقة تنسابساخرج من كهوفي
واشيد الرعب بزئير القوافي،
قام بين الجوانح هيكل النور العظيم
ترى انت القصيدة
ام انا القصيد؟
اانت خيط نار
سلته يد القدر من عروقي؟
اانت مصيبة؟ اانت خطيئة؟
ام رعشة زلزلتني واخرجت في لحظة اللقاء اثقالي
وصاح صوت مد طريقا في العراء < مالي> ؟
عانقني الضياع
وعانقتك كحشد نجوم
في صدر السماوات
عانقت الصدى، المدى
عانقت رغبتي هدنة المفقود
فاستيقد في جسدي لهب الجنون،
كم طارد الانمحاء شعاع حروفي
وغامضا نشرني الضياء !
قوليني للشعراء
وزعيني بسمة بين التعساء،
انا الذي تعتعه سكر الصلاة
اشرق في كل المعابد خشوعي
واستجاب الرب لدعائي
في بلاد جسدي قبائل العشق تنتفض
قامت ثورة الحب
وسحقت فرسان عشقي في الطيعان كيد الهزائم
وسقط المطر
غسلك كالعشب
كالشجر
كالحجر
وفيك شممت عطر الأرض،
أنت قوة خارقة تجتاحني
أنت قدر، أنت خطر
وأنا من دونك
ذنب لا يغتفر
كريم حوماري (1972 - 1997)
وُلد الشاعر كريم حوماري سنة 1972 بمدينة صفرو، وتابع دراسته الابتدائية والإعدادية بمدينة بن سليمان، قبل أن يحصل على شهادة الباكالوريا – شعبة الآداب العصرية – ...