الديوان » بشار محمد » نافذة الغياب

وحدي، بلا مَنفىً ولا أوطانِ 
لا تُقلقي الزيتون في أغصاني 
 
وردٌ بنافذةِ الغياب ودمعةٌ 
زُلفى إليكِ
 فرتِّلي قُرآني 
 
في الحب ما يكفي 
لكي تتأمَّلِي صَوتي
 وأن تتحسَّسِي جدراني 
 
مازلتِ أجملَ من تقولُ لجرحِها:
لم تُلهِني.. مازالَ بالإمكانِ..
 
علّمْ يقينَكَ 
كلُّ شيءٍ ممكنٌ 
لو لمْ يَعُدْ في العُمر غيرُ ثوانِ 
 
مازالَ يوقظني الحنين ولم أزلْ 
رهنَ الحنين 
ولم يزلْ سجّاني 
 
أنا ذلك الولدُ الذي لم تتسعْ 
لخطاه
 كلُّ  رحابةِ الأكوانِ 
 
يمشي كأنَّ الموت يركضُ خلفَهُ 
لا بحرَ يُسلِمُهُ 
لبرِّ أمانِ 
 
لم يتسعْ منفىً بحجمِ قصائدي 
ليضمَّ سَيَّابَيْنِ 
 في الوجدانِ 
 
لمْ يتسعْ ليكونَ أجملُ عاشقٍ 
مَنْ يمنح الأوطان
بضعَ أغانِ 
 
لم يتسعْ لأقولَ: يا نخلَ 
الـعراق الغضّ
 إنّي شِبتُ قبلَ أواني 
 
خذني بعينِكَ 
كي أرى حريةَ المنفى 
فإنَّ يديَّ متعبتانِ 
 
كلُّ الذين تَعقّبوك بِحُزْنِهم 
صَمَتوا 
ولي كالفجر 
ألفُ بيانِ
 
يا اللّاذقيّةُ، 
يا الجمالُ، أَأَقْتَفِي 
أثرَ الحياةِ، وأنت في القضبان؟!
 
سيمرُّ "دافينشي" أمامَكِ صامتًا 
من غيرِ فرشاةٍ 
 ولا ألوانِ 
 
سيموت وردُ " نزار" في شرفاتك 
الأغلى 
وتخسرُ شاعرًا شُطآني 
 
سَأَمرُّ .. هَلْ سَأَمرُّ ..؟
رُبَّ غدٍ رَأَى 
"شوقي" المُقيم 
وليسَ "شوقي"
الفاني 
 
أحتاجُ كي ألقاكِ
قلبًا باسمًا
وحنانَ قافيةٍ 
وصوتَ أذانِ 
 
يا أنتِ 
يا وجعَ الذينَ تنفّسوا 
التوراةَ والإنجيلَ من أزمانِ 
 
يا ضحكةَ المعنى
 وبستانَ الرؤى 
وأناملَ الفقراء
 والرُّهبانِ 
 
يا أختَ هذا الصمت، صمتُكِ غربةٌ 
عَنّي 
وعن قلبي 
وعن أوطاني 
 
ثقةً بآخرِ خِنجرَيْن تسلَّلا 
لدمي
 ولمْ يستأذِنا شِرياني 
 
ثقةً بزهر العمر
 حينَ يقولُ لي:
حرّرْ ورودَكَ من يدِ النسيانِ 
 
ثقةً بقلبي حينَ يُعلنُ حربَهُ 
أنَّ الجميلةَ ضَيَّعتْ عُنواني 
 
ثقةً بحبِّكِ لا أزالُ مُرابطًا
كالضّوء 
حتى ينتهي لَمَعَاني 
 
أنا كلما ابتسمتْ شفاهُكِ في دمي 
أجّلتُ دمعي 
للقاء الثاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بشار محمد

بشار محمد

3

قصيدة

شاعر أردني، حصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية، صدر له مؤخرا ديوان بعنوان خيال الظل عن إدارة الدراسات والنشر في حكومة الشّارقة.

المزيد عن بشار محمد

أضف شرح او معلومة