مَنْ مُبْلِغُ الرَّيْحَانِ عَنِّي آيَةً

أَنِّي بِذِكْرَاكِ الْعَذِيبِ أُسَارِي؟

وَأَنَا الْمُحِبُّ إِذَا تَنَاءَتْ دَارُهُ

نَفَضَ الدُّمُوعَ بِكَفِّهِ وَغَارِي

يَا سَارَةَ الْعَيْنَيْنِ، هَلْ مِنْ زَوْرَةٍ

تُحْيِي فُؤَادًا فِي الْغَرَامِ مُحَارِي؟

تَجْرِي الْجِرَاحُ عَلَى جَوَانِحِ مُغْرَمٍ

يَحْيَا بِذِكْرِكِ، مَيِّتُهُ أَسْوَارِي

أَوْقَفْتُ عِنْدَ الدَّارِ دَمْعِيَ سَاجِمًا

وَنَحَرْتُ لِلْأَطْلَالِ زَفْرَ نِضَارِي

يَا دَارُ، أَيْنَ سَكِينَةٌ مِنْ وَحْيِهَا؟

وَأَيْنَ النَّسِيمُ بِفَيْئِكِ الْمِغْوَارِ؟

هَلْ تَذْكُرِينَ مَوَاطِنًا كُنَّا بِهَا

نَحْيَا، وَنَحْلُمُ فِي ظِلَالِ دِيَارِ؟

فَالْيَوْمَ لَا وَصْلٌ، وَلَا عَهْدٌ وَلَا

وَعْدٌ يَصُونُ صَبَابَتِي وَدِثَارِي

إِنَّ الْغِيَابَ جَرَى بِرُوحِيَ لَوْعَةً

تُبْكِي السَّمَاءَ، وَتَسْحَقُ الْأَقْدَارِ

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ نَارَ فِرَاقِنَا

تُلْقِي الْمُحِبَّ بِسَاحِقِ النَّارِ

سَارَةُ، إِنَّ الْوَعْدَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ

حَتَّى نُبَدِّلَ فُرْقَةً كُتِبَتْ بِقَرَارِ

فَإِذَا بَكَتْ شَمْسُ الْمَغِيبِ، فَرُبَّمَا

أَشْرَقْتِ بَيْنَ جَوَانِحِي وَنَضَارِي