(أنا فنانٌ كفايةً لأرسمَ بحريةٍ في مخيلتي..)
ألبرت أينشتاين
 
(1)
تواريتُ
خلفَ الرّيحِ دونَ ملَامِحٍ
يُراوغُنِي وجهِي ويُنكرُنِي ظِلّي..!
 
أحدّقُ فِي
كلّ المَرايا لعلّهَا
ترِقُّ أخيراً لي فتمنحنِي شكْلِي..
 
(2)
لم أكُـنْ غيرَ صرخَةٍ وُلدَتْ
في فَم الرّيحِ تحتسِي التّعَبَا
 
لغتي بعضُ ما تبوحُ بهِ
_حينَ تشتاقُ_ أعينُ الغُربَا..
 
(3)
مرّتْ بهِ
صفَحاتُ الوقتِ فارغَةً
لا سِرَّ يُقرأُ فيها يفضَحُ الزّمَنَا..
 
ولا رسائلَ
فيها منْ طفُولتِهِ
كأنّهُ لم يكُنْ بالعمرِ مُمتحَنَا..!
 
(4)
معناهُ منْ غيمةِ الأحلامِ يمنَحُـهُ
للواقفيـنَ على آيَاتـهِ عُـمُـرَا..
 
للمالئِينَ
سطُـورَ الغيبِ أسئِلَـةً
قد حيّـرَت أنبيَاءَ الضّـوءِ، والشُّـعَـرَا..
 
(5)
في أعْيُنِ
الريحِ.. أخفى دمعَهُ سحُبَا
وراحَ يُمطِرُ في أيّامِهِ تعَبَا
 
لم ينتَبِهْ
حينَ ذابَ العمْرُ في دمِهِ
ودربُهُ لم يزَلْ في البدْءِ مُضطَرِبَا..!
 
(6)
كلماتٌ مثلَ السّرابِ تلُوحُ
كلماتٌ إيقَاعُها مجرُوحُ
لم تجدْ
 
في غيرِ المجازِ حياةً
والمجازاتُ بعثَرتها الريحُ..
 
(7)
أمامكَ ما
يكفِي من اللّيلِ كيْ تَـرى
أمانيكَ في إِثْـرِ الظّـلامِ تُغـادرُ
 
سيكبُر
هذا الصّمتُ حـولكَ عارياً
وصوتُكَ في نسجِ الكـلامِ يغامـرُ..
 
(8)
 
حطَّ على شُبَّاكِـنَا طائـرٌ
ينقُـرُ ما ألقَيْتُ منْ أدْمُعِي..
 
وحينَ
سِرتُ نحوَهُ لمْ يخَفْ!
واختارَ أنْ يسكُنَ فِي أَضْلُعِي..
 
(9)
مُجَازفاً
ببذورِ الوقتِ كانَ يُرَى
وكأسُ أحلامِهِ لمْ تستَسِغْ فَاهُ..!
 
وثَمَّ طيفٌ
منَ المَاضِي تُحَرّكُـهُ
يـدُ الحنينِ، وقـدْ شَاخَتْ مرايَاهُ..
 
(10)
لا وجهَ بعدكَ للأحلام ينكشفُ
وأنت خلفَ ضبابِ المشتهى تقفُ..
 
أطفأتَ آخرَ
نجمٍ فيكَ معتذراً
 
ولم تزلْ بظلامِ الليلِ تلتحفُ..!
 
(11)
هل تسكَرُ الكأسُ حينَ تمتلئُ؟
هل مثلَنا يغزو روحَها الظّمَأُ؟
 
هل تطربُ
الريحُ حينَ يشربُها
نايٌ، وفصلُ الأحزانِ يبتدئُ؟
 
(12)
الخارجونَ منَ الحياةِ غداً
لن يسألوا الأمواتَ كم لبِثُوا؟
 
سيانِ
عاشوا الدَّهرَ أم رحَلوا
كلّ الوجودِ بعينهم عبَثُ..
 
(13)
 
سـؤالُك
مـرآةٌ تُـحاورُ ظلّها
وفي اللّيلِ تـدنُـو حيثُ جـرحُـكَ ساهِـرُ..
 
ختمتَ
كتابَ الليلِ عنكَ بآيةٍ
يُرتّلُها فجرٌ نبيٌّ وشَاعـرُ..
 
(14)
سـتذوبُ
في فِـنْجـانِ حُـزْنِـكَ دَمْـعَـة
وتُـضيء حينَ تَـعـافُـكَ الأضْـواءُ
 
في صَـمتِكَ
المَـحْـزونِ ألـفُ قَـصيدَةٍ
مِنـها يَـغـارُ اللّـيلُ والـشّـعـراءُ..

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الساق

avatar

محمد الساق حساب موثق

المغرب

poet-mohammed-al-saq@

35

قصيدة

86

متابعين

محمد الساق شاعر مغربي من مواليد نوفبمر 1993، له مشاركات في مهرجانات وملتقيات وطنية وعربية منها: مهرجان الشارقة للشعر العربي (2018)، نهائيات جائزة كتارا لشاعر الرسول (2019)، نُشرت له نصوص في مجلات ...

المزيد عن محمد الساق

أضف شرح او معلومة