مُذْ صرختِه الأولى
لم يشعرْ أنَّ لهُ صلَةً ما بالعالَمِ
أوْ أنَّ بهِ شيئاً ما يعنيهِ سوى قلقٍ
ينمُو في عزلتهِ الصمَّاءِ ويتّقدُ..
ذاتَ مساءٍ
وهو يرتبُهُ فوقَ رفوفِ العمرِ
تكسَّر صمتُ البيتِ على طَرقاتٍ
لم يعتَدْ أن يسمعَها من قبلُ فراحَ يُخمِّنُ
بالحدسِ لمن ستكونُ..
ولكِنْ في التخمينِ ظنونٌ لن تأتي أبداً بيقينٍ
فتوجَّهَ نحو البابِ تُظلِّلُهُ خطوَتُه
والوجهُ سؤالٌ مُنتصِبٌ
فتَحَتْ يدُهُ البابَ، رأى شبَحاً
مهزُولاً يرتَعدُ..!
حاولَ أن يشرحَ شيئاً ما
وهو يتمتمُ والكلماتُ تُراوغهُ
أدخلهُ للبيتِ لكي يرعاهُ لوقتٍ ويدفِّئَهُ..
بعد قليلٍ نامْ..
سقطَتْ منهُ بطاقةُ تعريفٍ
قرأ الرجلُ التعريفَ فلم يُفلتْ من صدمتهِ..
قال: هو الموتُ إذنْ جاءَ لكيْ يقطفَ رُوحي..!
سأخلِّصُها فوراً من قبضَتهِ..
طعنَ الرجلُ الموتَ بسكينٍ..
في اليومِ التالي قرأ الناسُ الخبرَ المحزنَ في أسفٍ:
(رجلٌ مكتئبٌ في غرفتهِ ينتحرُ..)
محمد الساق شاعر مغربي من مواليد نوفبمر 1993، له مشاركات في مهرجانات
وملتقيات وطنية وعربية منها: مهرجان الشارقة للشعر العربي (2018)، نهائيات جائزة
كتارا لشاعر الرسول (2019)، نُشرت له نصوص في مجلات ...