الديوان » العصر الأندلسي » ظافر الحداد » أقصاه جور البين عن أحبابه

عدد الابيات : 21

طباعة

أَقْصاهُ جَوْرُ البَيْنِ عن أحبابِهِ

وزَمانِه وبلادِه وشَبابِه

فبكى وما يغنى البكاء وإنما

هي روحه تَنْهلُّ في تسْكابِه

إن كان دمعُ العينِ راحةَ غيرِه

فدموعُه سببٌ لفَرْط غذابِه

دمعٌ كَواه لأن نارَ جَنانِه

سَبكتْه والعَبراتُ بعضُ مُذابه

يا هل إلى الأِسكندريةِ أَوْبَةٌ

فيُسَرّ قبلَ مَماتِه بإيابه

فَيرى مكان شَبابِه ونِصابه

وحُبَابه وصِحابه وعُبابه

حيثُ النسيمُ الساحليُّ يَزوره

ونَدى رياضِ الرمل عِطْرُ ثيابِه

وَشَفت ثَنايا الثَّغر أفواه الصَّبا

أُصُلا وَبرَّدها الندى برضابه

حتى يَشُقَّ شَقيقه أكمامَه

والأُقْحوانُ يَحُطُّ ثِنْى نِقابه

ويُجمِّش الرَّيحانَ راحُ رياحِه

فيَشُوقُ منه ما يُحدِّثُنا به

نِعْمَ المَحلُّ ونعم مُرْتَبَعٌ به

يَجْلُو جَنانَ الصَّبِّ من أَوْصابه

أَسَفي على ذاك الزمانِ لَوَ أَنّه

بالصَّخرِ فَتَّتَ منه صُمَّ صِلابه

يا ليتَني أَحْظى بشَمِّ نسيمِه

وبديعِ منظره وَلَثْم تُرابه

ويُعِلُّني ذاك الخليجُ بشَرْبةٍ

سِيما إذا انْتَسَجتْ دُروعُ حَبابه

وصَفا وراق وعاد مَدُّ زُلالِه

كالسيف جُرِّد من خِلال قِرابه

فكأنَّه والريحُ تَنْقُش مَتْنَه

حِرْزٌ عليه يُدَقُّ خَطُّ كِتابه

كالمِبْرد المنقوش نَقْشاً خَفَّفت

آثارَ مَوْقِعه يَدا ضُرَّابه

كضَفيرة الْخَوّاص أَمْكَنه لها

سَعَفٌ ضَفا فأرَقَّ ضَفْرَ لُبابه

حيثُ الغصونُ روَاقِصٌ وَيَمامُها

يَشْدوُ لطيبِ الزَّمْرِ من دُولابه

نَعرت نَواعيرُ المياهِ وأُتْرِعت

تلك التِّراعُ وفُضّ فَيْض عُبابه

حتى تُجرِّد سَيْفَه أَسيافُها

بجداولٍ جُدِّلْن في أعشابه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ظافر الحداد

avatar

ظافر الحداد حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-dhafer-al-haddad@

317

قصيدة

3

الاقتباسات

99

متابعين

ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد. شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً. له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة ...

المزيد عن ظافر الحداد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة