حلل القصيدة بواسطة BAYAN AI

قِفْ لسَلَقْينِ وَامْسَحِ الوَجْدَ أنْهَارْ

وَابْكِ الدِّيَارَ إِذَا تَجَلَّى فِيكِ نَارْ

يَا جَنَّةَ الأَوْطَانِ يَا بَدْرَ الدُّجَى

يَا سِحْرَ رُوحٍ فِي الفُؤَادِ وَفِي المَدَارْ

فِيكِ الأَصَالَةُ وَالمَكَارِمُ أَشْرَقَتْ

كَالشَّمْسِ تُحْيِي الكَوْنَ عِزًّا وَازْدِهَارْ

يَا مَوْطِنَ الأَحْبَابِ يَا بَحْرَ الهَوَى

يَا دَوْحَةَ الإِخْلَاصِ يَا عِطْرَ الأَخْبَارْ

سَلْقِينُ يَا سِرَّ الجَمَالِ وَمَنْبَتًا

لِلْمَجْدِ، تُزْهِرُ فِي الكُلُومِ وَفِي القِفَارْ

فِيكِ الغَرَامُ يُغَنِّي حُبَّ عَاشِقِهِ

وَيُفِيضُ أَنْفَاسًا كَوَرْدٍ فِي نَهَارْ

يَا نَبْعَ حُسْنٍ فَاضَ فِي أَرْجَائِنَا

فَأَدَارَ أَفْلَاكَ المَحَبَّةِ وَاسْتَدَارْ

فِيكِ المُنَى حُلْمٌ تَسَامَى سِحْرُهُ

وَتَرَاقَصَتْ فِيهِ القُلُوبُ عَلَى مَسَارْ

سَلْقِينُ يَا أُنْسَ الحَيَاةِ وَحُلْمَهَا

مَا خَابَ فِيكِ العَاشِقُونَ وَلَا اسْتَعَارْ

مَنْ ذَا يُضَاهِيكِ ارْتِقَاءً فِي العُلَا؟

أَنْتِ المَلِيكَةُ فِي القُلُوبِ بِلَا جِوَارْ

فِيكِ الحَنِينُ يَفِيضُ أَنْهَارَ الهَوَى

وَيَغِيبُ فِي عَيْنَيْكِ صَحْوٌ وَانْبِهَارْ

أَهْوَى رُبَاكِ إِذَا الصَّبَاحُ تَفَتَّحَتْ

فِيهِ الزُّهُورُ كَأَنَّهَا وَجْهُ البِحَارْ

وَتَغَارُ مِنْ خَدِّ الجَدَاوِلِ بَسْمَةٌ

تُلْقِي عَلَى كَفِّ الرَّبِيعِ ضِيَاءَ نَارْ

فِيكِ الطُّيُورُ إِذَا تَغَنَّتْ سِحْرَهَا

غَنَّى الغَرَامُ عَلَى الرُّبَا حُبًّا غِزَارْ

يَا مِسْكَةَ الرُّوحِ الَّتِي أَهْوَى شَذَاهَا

يَا دَوْحَةَ العُمْرِ المَلِيءَ بِالازْدِهَارْ

مَنْ ذَا يُحَاوِلُ أَنْ يَصُوغَ جَمَالَكِ الْ

مُتَفَرِّدَ الأَلْوَانِ كَوْكَبَةً تُدَارْ؟

فِيكِ العُيُونُ تُذِيبُ صَمْتَ قَصَائِدِي

وَتُفِيقُ أَوْزَانِي وَتُطْلِقُهَا غِمَارْ

أَنْتِ الغَرَامُ إِذَا تَجَسَّدَ سِحْرُهُ

أَنْتِ الحَيَاةُ إِذَا تَأَنَّقَهَا مَزَارْ

يَا مَنْ تُعَانِقُ فِي الفُؤَادِ خَيَالَنَا

وَتُضِيءُ فِي لَيْلِ الوُجُودِ لَنَا مَدَارْ

مَا زِلْتُ أَكْتُبُ وَالشُّجُونُ تُسَافِرُ الْ

قَلَمَ المُحِبَّ عَلَى الرُّبَا شَوْقًا غِزَارْ

فِيكِ الكِرَامُ أَقَامَ مَجْدُهُمُ كَمَا

بَنَى الرِّجَالُ عَلَى العُلَا صَرْحًا كِبَارْ

فِيكِ التُّقَى وَالعِلْمُ يَزْهُو سَاطِعًا

فِيكِ الأُصُولُ كَأَنَّهُنَّ هُدَى مَنَارْ

مَنْ جَاءَ يُبْحِرُ فِي جُهُودِ أَصَالَةٍ

لَقِيَ السَّخَاءَ وَلَمَسَ الإِحْسَانَ جَارْ

أَحْفَادُ آبَاءٍ عِظَامٍ خَلَّدُوا

ذِكْرَى تُزَيِّنُ فِي الكُتُبَةِ وَالأَسْفَارْ

سَلْقِينُ يَا دَارَ الكَرَامَةِ وَالوَفَا

مَا خُنْتِ عَهْدًا لَا وَلَا ضَيَّعْتِ دَارْ

فِيكِ الضِّيَاءُ إِذَا المَكَارِمُ أَشْرَقَتْ

وَتَفَتَّحَتْ أَبْوَابُ مَجْدٍ وَازْدِهَارْ

مَنْ ذَا يُجَارِيكِ ارْتِقَاءً شَامِخًا؟

أَنْتِ المَلَاذُ لِكُلِّ عِزٍّ وَانْتِصَارْ

فِيكِ التَّحَابُّ بَيْنَ أَهْلِكِ مُشْرِقٌ

كَالنَّجْمِ يُضْحِي فِي السَّمَاءِ بِلَا انْكِسَارْ

وَتَفِيضُ فِيكِ بُيُوتُ جُودٍ سَاطِعٍ

كَالسَّيْلِ يُغْنِي فِي الرُّبُوعِ وَبِالإِشْهَارْ

وَتَرَى الصِّغَارَ عَلَى المَحَبَّةِ نَشَأُوا

وَالعِلْمُ يُزْهِرُ فِي القُلُوبِ مَعَ البَشَارْ

وَإِذَا غَدَا رَكْبُ المُحِبِّينَ ارْتَحَلْ

عَادُوا إِلَى سَلْقِينَ يَغْمُرُهُمْ وَقَارْ

مَا لِلْقُلُوبِ إِذَا نَأَتْ فِي غُرْبَةٍ

إِلَّا هُيَامٌ فِي الرُّجُوعِ إِلَى الدِّيَارْ

فِيكِ الطُّرُقُ تُحَاكِي أَمَانًا شَامِخًا

يَسْرِي بِهَا التَّارِيخُ مَجْدًا وَانْتِصَارْ

وَالذِّكْرَيَاتُ عَلَى الجُفُونِ تَغَنَّتْ

بِالوَصْلِ إِذْ غَابَ الرِّفَاقُ بِلَا دِثَارْ

فِيكِ اللَّيَالِي كَالسَّمَاءِ جَمَالُهَا

نَجْمٌ يُضِيءُ إِذَا تَسَامَى فِي مَدَارْ

يَا سَلْوَةَ الأَرْوَاحِ إِنْ نَاءَتْ بِهَا

بُعْدُ الطَّرِيقِ وَعَاصَفَتْ فِيهَا المَسَارْ

تَبْقِينَ فِي الدُّنْيَا مَزَارَ قُلُوبِنَا

يَا جَنَّةَ العُشَّاقِ يَا أُنْسَ الحِوَارْ

حَتَّى إِذَا أَطْلَالُكِ اجْتَمَعَتْ بِنَا

فَاضَ الحَنِينُ وَسَالَ دَمْعِي بِانْهِمَارْ

وَلَقِيتُ أَهْلَكِ بِالبَشَائِرِ مُزْهِرًا

وَجَمِيعُهُمْ بِالعِزِّ مَجْدًا وَافْتِخَارْ

مَا زَالَ فِيكِ النَّاسُ صَرْحًا شَامِخًا

فِي كُلِّ رَكْبٍ يُشْرِقُونَ عَلَى الخِيَارْ

فِيكِ الكِرَامُ إِذَا دَعَتْكِ مَكَارِمٌ

قَامُوا كَأَشْجَارٍ تُظِلُّ عَلَى القِمَارْ

فِيكِ الوَفَاءُ عَلَى الزَّمَانِ عَلَامَةٌ

كَالنَّجْمِ يُشْرِقُ فِي اللَّيَالِي بِالسَّفَارْ

فِيكِ المُرُوءَةُ وَالسُّيُوفُ مُشَرَّعٌ

تَحْمِي الحِمَى وَتُذِيبُ كَيْدَ الأَجْوَارْ

فِيكِ العُقُولُ إِذَا تَكَلَّمَ حِكْمَةً

أَضْحَتْ مَنَارًا فِي الطُّرُوقِ مَعَ النَّظَارْ

فِيكِ السَّخَاءُ إِذَا تَفَجَّرَ مَوْرِدٌ

سَالَتْ عُيُونُ الجُودِ عَذْبًا كَالأَفْكَارْ

فِيكِ الشَّجَاعَةُ وَالفُؤَادُ صَلِيبُهُ

لَا يَنْثَنِي إِنْ جَاءَ خَطْبٌ أَوْ دِثَارْ

فِيكِ التُّقَى سِرٌّ يُعَانِقُ رُوحَهُ

وَيُضِيءُ دَرْبًا فِي السَّمَاءِ إِلَى الجِوَارْ

فِيكِ الطُّفُولَةُ إِنْ تَهَادَى بَسْمَةً

أَحْيَتِ القُلُوبَ وَجَدَّدَتْ الأَمَلَ الكِبَارْ

فِيكِ النِّسَاءُ كَوَاكِبٌ مُتَأَلِّقٌ

بِالعِلْمِ، يُشْرِقُ نُورُهُنَّ عَلَى المَدَارْ

فِيكِ الرِّجَالُ كَالصُّخُورِ ثَبَاتُهُمْ

مَا زَلْزَلَتْهُمْ عَاصِفَاتٌ أَوْ غِمَارْ

فِيكِ الحَمِيمُ إِذَا دَعَاهُ مُصَابُنَا

جَاءَ الحَنَانُ مُسَارِعًا نَحْوَ القِرَارْ

فِيكِ البُيُوتُ كَالمَلَاحِمِ سَطَّرَهَا

جِيلٌ يُسَلِّمُ مَجْدَهُ جِيلَ الفَخَارْ

فِيكِ التَّرَاحُمُ بَيْنَ أَهْلِكِ شَاهِدٌ

كَالنَّهْرِ يَرْوِي أَرْضَهُ زَهْرًا يُدَارْ

فِيكِ السَّمَاحَةُ بَسْمَةٌ لَا تَنْفَنِي

تَسْرِي كَمَاءٍ فِي المَزَارِعِ وَالشِّجَارْ

فِيكِ الصَّمُودُ عَلَى المُلِمَّاتِ العِظَا

لِ كَأَنَّهُ جَبَلٌ يُطَاوِلُ فِي الأَشْعَارْ

فِيكِ العُرُوبَةُ فِي حُرُوفِ كِتَابِهَا

مَا زَالَ يَنْبُضُ فِي الصُّدُورِ مَعَ الأَسَارْ

فِيكِ الكِبَارُ إِذَا تَكَلَّمَ صَوْتُهُمْ

أَضْحَى الحَدِيثُ صُكُوكَ حُكْمٍ لَا يُجَارْ

فِيكِ الصِّغَارُ إِذَا تَغَنَّوْا أُنْشُودًا

غَنَّى الزَّمَانُ وَرَدَّدَتْهُ مَعَ القِفَارْ

فِيكِ الطُّيُورُ إِذَا صَحَوْنَ مُغَرِّدًا

هَزَجَتْ بِذِكْرِكِ وَالفُؤَادُ عَلَى مَسَارْ

فِيكِ القُلُوبُ كَالجَوَاهِرِ صَافِيَةً

تُحْيِي الزَّمَانَ وَتَسْتَضِيءُ مَعَ النُّوَارْ

سَلْقِينُ يَا بَحْرَ المَحَبَّةِ وَالسَّنَا

يَا دَوْحَةَ العُمْرِ المَلِيءَ بِالازْدِهَارْ

فِيكِ الغَرَامُ إِذَا تَسَامَى أَوْجُهُ

أَحْيَيْتِ رُوحًا فِي المُحِبِّينَ الكِبَارْ

أَنْتِ المَلِيكَةُ فِي القُلُوبِ وَمَوْطِنٌ

لِلْحُبِّ يَزْرَعُ فِي الوُجُودِ لَنَا ثِمَارْ

فِيكِ العَطَاءُ مُضَاعَفًا لَا يَنْقَضِي

حَتَّى يُقِيمَ عَلَى الزَّمَانِ بِلَا دَمَارْ

تَبْقِينَ فِي كَفِّ الزَّمَانِ جَمِيلَةً

كَالعِقْدِ يَلْمَعُ فِي الجَبِينِ وَفِي النَّحَارْ

مَا زِلْتُ أَكْتُبُ فِيكِ أَشْهَى مُعَلَّقًا

تَاجًا يُزَيِّنُ فِي الدُّهُورِ عَلَى المَنَارْ

أَهْوَى مَجَالِسَكِ الَّتِي عَطَّرَتْ مَدَى

أَيَّامِنَا فَاسْتَبْسَلَتْ فِيهَا المَصَارْ

يَا مَنْ تَسَامَتْ فِي الجَلَالِ مَكَانَةً

صَارَتْ عَلَى فَمِ كُلِّ عَاشِقٍ دِثَارْ

يَا سِحْرَ مَشْرِقِنَا الَّذِي نَسَجَ الهَوَى

فِينَا وَأَطْلَعَ فِي القُلُوبِ لَنَا نُوَارْ

فِيكِ الوَفَاءُ كَأَنَّهُ نَهْرُ الهُدَى

يَجْرِي وَيَسْقِي بِالرَّجَاءِ وَبِالظِّفَارْ

أَنْتِ المَلَاذُ إِذَا تَكَدَّرَ عَالَمٌ

أَنْتِ الأَمَانُ إِذَا تَفَاقَمَتِ الأَخْطَارْ

مَا ضَاعَ فِيكِ غَرِيبُ دَرْبٍ قَاصِدٍ

بَلْ ضَمَّهُ الأَهْلُ الكِرَامُ عَلَى مَسَارْ

أَبْنَاؤُكِ الأَحْرَارُ صَرْحٌ شَامِخٌ

فِي كُلِّ حِينٍ يَكْتُبُونَ عَلَى الغُفَارْ

وَالعِلْمُ فِيكِ كُنُوزُ فَجْرٍ سَاطِعٍ

يُهْدِي العُقُولَ إِلَى الحَقَائِقِ وَالبَصَارْ

يَا أُمَّةً زَخَرَتْ بِمَجْدٍ خَالِدٍ

سَلْقِينُ يَا بَحْرَ الكَرَامَةِ وَالفَخَارْ

أَهْدَيْتُكِ الشِّعْرَ البَدِيعَ مُعَلَّقًا

تَاجًا يُزَيِّنُ فِي الحَيَاةِ مَعَ الأَسْفَارْ

هَذِي القَصِيدَةُ فِيكِ نَبْعُ مَحَبَّةٍ

وَسُطُوعُ مَجْدٍ فِي القُلُوبِ وَبِالأَمْطَارْ

مَا كَانَ شِعْرِي فِي الوُجُودِ مُضِيئًا

لَوْلَاكِ يَا بَدْرَ الجَمَالِ وَيَا سِوَارْ

تَبْقِينَ ذِكْرَى فِي الحَيَاةِ مُخَلَّدًا

مَا عَاشَ دَهْرٌ أَوْ تَوَالَتْ أَعْصَارْ

سَلْقِينُ يَا تَاجَ الزَّمَانِ وَمَفْخَرًا

تَبْقِينَ فِي عَيْنِ الخُلُودِ بِالأَخْيَارْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

1553

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة