الديوان » العصر الايوبي » ابن الساعاتي » سلم سلمت على الأطلال والدمن

عدد الابيات : 60

طباعة

سلّم سلمتَ على الأطلال والدّمنِ

وقف على الحزن لا روعتَ بالحزنِ

كم بين تلك المغاني من قتيل هوّى

مثلي وصبٍّ شجٍ بالبين متمحن

يحلُّ سرًّ الغواني من جوانحهِ

جزلُ الأمانة لكن ناحلُ البدنِ

حال الشبابُ وما حالت صبابتهُ

وخانهُ دهرهُ فيهم ولم يخن

لو كنتُ أبقيت دمعاً قبل بينهمِ

لما تحمَّلت فيها منَّة المرن

غابوا وما فكري فيهم بغائبةٍ

فاللحظ للقلب لا للعين والأذن

وربما ليلةٍ كانت بقربهمِ

خالاً لهوت بها في وجنةِ الزمن

وما سلوتُ كما ظنّت وشاتهم

لكنَّ قلبي حليفُ الوجدِ والشجن

وأنكر الركبُ مني يومَ كاظمةٍ

عيَّ اللسانِ وفوزَ الدمع باللسن

وسنّةُ الحبّ في الآثار ماضيةٌ

وإنما الناس بالعادات والسنن

يا دميةَ الحي كم بالحيّ من وثنٍ

ما حظُّ عاشقهِ منهُ سوى الفتن

يشكو الضَّلال بعينيهِ ويتبعهُ

رماحُ قومكِ من قيسٍ ومن يمن

حمى قوامك يوم البين مشبههُ

رماحُ قومكِ من قيسٍ ومن يمن

أنظر إلى عالمي حسنى دلالتهُ

ما سار من قمرٍ تمٍّ على غصن

غداة كما خلّفوا جسماً وليس بهِ

قلبٌ وكم غادروا عيناً بلا وسن

يا حادييها أريحا فالنوى قذفٌ

والعيسُ جائلةُ الأنساع والوضن

علَّلتماني ببانات الحمى زمناً

هذا الحمى فدعاني وأطلقا رسني

أرى ظباءَ كثييها فتذكرني

ما راح من جيدٍ عنها ومن عين

سقى السحابُ مغانيها ومرَّ بها

وفدُ النسيم بليل الذيل واردن

وأنتَ يا أيها الشاكي صبابتهُ

وذو الهوى من بغى الشكوى فلم يبن

الك القبابُ على الجرعاء منهُ فعج

معي وهب أنَّها دارٌ بلا سكن

من يخطب البيضَ بالسُّمر الدقاق ينل

وصالها الحلوَ من أغصانها اللُّدن

ومن تكن غادةُ العلياءِ خطبتهُ

الحسنى فمثلَ صفيّ الدين فليكن

ذا النائل الطلّق والأيَّامُ عابسةٌ

والمخبرِ العفِّ تحت المنظر الحسن

أبهى وأهج من امن وطلعتهُ

أشهى إلى الساهر العاني من الوسن

بالصاحب اليقظ الندب الوزير سمت

على الوهاد مساعينا إلى القنن

فالمرتع الوحفُ أحوى غير ذي وباء

والمورد العذب غير الآجن الأسن

الألمعيّ الذي تذكو فراستهُ

حتى يكادَ ينال الغيبَ بالظّنن

لا يضمرُ الغدرَ ديناً سائغاً وتقى

فسرُّهُ في الر كالعلن

يثني الخطوب فلا ندري أشام بها

برقاً من اليمن أو سيفاً من اليمن

أسلى العفاة عن الأوطان نائلهُ

فكلُّ ناءٍ من الإحسان في وطن

في شدَّة الدهر لين العطف شاملهُ

وعند ضيق الليالي واسعُ العطن

أجدى فأجرى بحاراً من مواهبهِ

وخيلهُ عوضٌ فيها من السفن

لو لم تغر نداهُ السُّحب ما رعدت

ولا تلوَّن وجهُ العارضِ الهتن

يا صاحِ هذا الذي كنَّا نؤمّلهُ

فاحلل عن القول فيهِ عقدةَ اللكن

حاط البلادَ فما تخشى أعاديها

وكيف يخشى نسيماً جانباً حضن

راشت سهاماً وليست كالسهام فقد

أضفى بها جننا ليست من الجنن

ردت على الملك من ماضي الشبيبة ما

ولَّى فألقى قناعَ الشيب والوهن

وماردٍ رقصت أحشاؤهُ جذلاً

وخيفةً لسماع الحرب والهدن

للسلم فيهِ حديثٌ كلُّهُ سمرٌ

سرى فسرَّ قلوب الخلق والمدن

أرى الخلائق من قبل الردى فرقاً

فالحيُّ في الزغف مثل الميت في الكفن

قل ما تشاء وخيرُ القول أصدقهُ

في صفحةِ اللَّين أو في حدّهِ الخشن

أشتاتَ القلوب إلى

يأسٍ يفرّق بين الروح والدنَ

ساس الزمان بلا طيشٍ ولا قلقٍ

واقتاد تدبيرهُ الدنيا بلا رسن

وطال ما شان أقوامٌ

المنّ شينَ القول باللحن

فضلتَ من كان يدعى صاحباً كرماً

ما كلُّ سيفٍ سيف ابن ذي يزن

أنتم معشرٌ كفَّت أناملهم

في اليوم والأمسِ كفّ الظلمِ والغبن

وليتمُ الملك شبَّاناً وفي كبرٍ

مع المشيب وسنّ الحلمِ واللَّبن

ما غير آرائكم يرجى لحائنةٍ

تخشى ولا غير أيديكم بمؤتمن

عيونُ فكرك لا اغفين كم طرقت

مكامن الغلِّ من أحشاء مضطغن

يزور بالبؤس والنعماء أهلها

كالدَّهر حالاهُ مقرونان في قرن

يبغي مداك ولو أطلقت ناظرهُ

فيهِ لعثَّرتهُ في ذلك السَّنن

شأوٌ بلغت أقاصيهِ بلا تعبٍ

وطالما ردَّ غرب الجامحِ الأرن

سامَ الثناءَ وحلاَّهُ وفاز بهِ

منزّه الخلق عن غبنٍ وعن غبن

أعلاق حمدٍ يرى أثمانها سرفاً

وإنما تملك الأعلاق بالثمن

وكم زففتُ مديحاً صوتُ منشدهِ

أحلــــــــــــــى

من كل هيفاءَ أن جرَّت معارضها

في الحسن فاقت جمال الحور في عدن

أخت الشذا والندى كنت الكفَّي لها

والفكــر والفطـــن

فلا خلت منك دنيا أنت نيرها

في حلٍّ وفي ظعن

فأنت تحيي الأماني من مصارعها

وأنت تقتل صرفَ الدهر والمحن

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الساعاتي

avatar

ابن الساعاتي حساب موثق

العصر الايوبي

poet-abn-alsaati@

519

قصيدة

6

الاقتباسات

37

متابعين

ابن الساعاتي (553 هـ - رمضان 640 هـ) هو أبو الحسن على بن محمد بن رستم بن هَرذوز المعروف بابن الساعاتى، الملقب بهاء الدين، الخراساني ثم الدمشقي، كان شاعراً مشهوراً، ...

المزيد عن ابن الساعاتي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة