الديوان
الديوان
»
مصر
»
أحمد محرم
»
لك يا شهيد الحق قام المأتم
عدد الأبيات : 38
طباعة
مفضلتي
لَكَ يا شهيدَ الحقِّ قَامَ المأتَمُ
وأَراهُ حَقّاً أن يُقامَ الموسِمُ
عُرسٌ أُتِيحَ لنا وما مِن رِيبةٍ
في العُرسِ يَجرِي في نَواحيهِ الدَّمُ
قُلْ لِلمُجاهدِ لم يُصادِفْ مَغنماً
هَوِّنْ عليكَ دمُ الشَّهيدِ المغنَمُ
هو جَمرةُ الحربِ العَوانِ يخوضُها
للنّصرِ كلُّ مُقَذَّفٍ يَتَقَحَّمُ
هاتيكَ مدرسةُ الجهادِ مُقامَةٌ
لِأُولِي الحَمِيَّةِ والشّهيدُ مُعَلِّمُ
يُلقِي عليكَ الدّرسَ مِن دَمِه فَكُنْ
مِمّن يَعِي المعنَى المرادَ ويَفهمُ
أنت القتيلُ إذا حَيِيتَ مُذَمَّماً
فاذهبْ فما في الصّالحين مُذَمَّمُ
ما أكرمَ الشُّهداءَ طَاحَ بشيخِهم
قَومٌ لهم في الظُّلم شَيْخٌ أَشْأمُ
نَقَمُوا عليهِ حَمِيّةً عَربيّةً
تَغْفَى الأسنّةُ والسُّيوفُ فَينْقِمُ
ورأوه صُلْباً لا تَلِينُ قَناتُه
في الخطبِ يَفْدَحُ والمصيبةِ تَعْظُمُ
يَأْبَى حَياةَ البائِدينَ لِقومهِ
ويَرى منايا الخالِدينَ فَيُقدِمُ
شيخٌ من النَّفَرِ الأُباةِ مِراسُهُ
مُرٌّ ومَطعَمُه أَمرُّ وأَرْخَمُ
حَمَلَ الثَّمانينَ الثِّقالَ إلى الوَغَى
وانسابَ في غَمَراتِها يتضرَّمُ
شَابَتْ ذَوائبُه وفي عِرنينهِ
شُمُّ العُروبةِ ما يَشيبُ فَيَهْرَمُ
قَتَلوه مَنّاعَ الذِّمارِ مُؤمَّلاً
للحقِّ يُسلَبُ والعشيرةِ تُظلَمُ
لا يهتفوا بالعدلِ أو تفسيره
دَمُهُ الزكيُّ مُفَسِّرٌ ومُتَرْجِمُ
رُسُلُ الحضارةِ ضجَّ من إنجيلهم
إنجيلُ عِيسَى والكتابُ المُحكَمُ
أَيُبَرُّ من سفَكَ الدّماءَ ويُتَّقَى
ويُسيءُ من دَفَعَ البَلاءَ ويأثَمُ
بِمَ يَفْخَرُ الرُّسُلُ الكرامُ حضارةٌ
خرقاءُ فاجِرةٌ وعِلمٌ مُجرِمُ
سَاسُوا المَمالِكَ مُفْسِدينَ فَباطلٌ
تعلو مَواكبُهُ وحقٌّ يُهزَمُ
فَرحَانُ ما جَزَعت لِفَقْدِكَ أُمّةٌ
أُمَمُ العُروبةِ كلُّها تَتألَّمُ
في مِصرَ منكَ وفي الشّآمِ صَواعقٌ
تُرْمَى بها دارُ السّلامِ وتُرْجَمُ
ولَئِنْ هَفتْ لِجليلِ خَطبِكَ يَثرِبٌ
فبما اقْشَعَرَّ له الحطيمُ وزمزمُ
لاقاك حمزةُ في اللّواءِ مُكبِّراً
ومَشَى النبيُّ مُهَلِّلاً يَتَبَسَّمُ
اللهُ أكرمَ فيكَ مِن أنصارهِ
حُرّاً يُجِلُّ الحقَّ فيه ويُكرِمُ
نُوَبُ الزّمان كثيرةٌ وأشدُّها
وَطَنٌ يُطاحُ به وشَعْبٌ يُهدَمُ
هَبطتْ على الشّرقِ المُروَّعِ مِن عَلٍ
أُممٌ مَطاعِمُها الشُّعوبُ النُّوَّمُ
شَهِدَتْ فِلسطينُ البَلاءَ فزادها
صَبْراً وعاودَها الحِفاظُ الأقدمُ
اللهُ طهَّرها وبَرَّأَ شعبَها
مِمّا تُعابُ به البلادُ وتُوصَمُ
إرثُ الخلائفِ لن يُدَنِّسَ أَرضَها
رِجسٌ لها بِظُبَى السُّيوفِ مُوَسَّمُ
زَعمَ المُضَلَّلُ أنّه سَيَضِيمُها
واللهُ مُخِلفُ ما يظنُّ ويَزْعُمُ
أَوْدَى بأهلِ التّيهِ مِن أوهامهِ
تِيهٌ عَواقِبُه أَضَرُّ وأشْأمُ
نَثَرتهمُ الأقدارُ شرّاً شائعاً
أمسى على يده يُضَمُّ ويُنْظَمُ
يُحِيي مَطامِعَهم ويلأمُ صَدْعَهم
والقومُ هَلْكَى صَدْعُهم لا يُلأَمُ
كالدّاءِ مُنْتَشِراً تَجَمَّعَ كُلُّه
في مَوضعٍ يُجْتَثُّ منه ويُحْسَمُ
إنّا لَنمنعُ أن تكونَ بلادُنا
سَلَباً لِكلِّ مُشَاغِبٍ يَتَهجَّمُ
نَأْبَى على المُسْتَسْلِمينَ سَبيلَهم
شرُّ الشُّعوبِ العاجزُ المُسْتَسْلِمُ
لا كان مَن حَفِظَ الأمانَة واتّقَى
إن كان مَن يَأْبَى الخيانةَ يأثَمُ
الصفحة السابقة
كذبوا على الدستور ما فيهم له
الصفحة التالية
تلك العروبة جرحها يجري دما
معلومات عن أحمد محرم
أحمد محرم
أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى..
المزيد عن أحمد محرم
تصنيفات القصيدة
قصيدة رثاء
عموديه
بحر الكامل
اقرأ أيضاً ل أحمد محرم :
مصيبة أمة وأنا المصاب
أعندك أنا لم ندع بعدك الوجدا
لمن الجلال يفوق كل جلال
حي العروبة آسادا وأشبالا
هتف الداعي فلبى واعتزم
انبعث في الأرض يا وحي السماء
لا اليوم يومك إذ ولدت ولا الغد
شباب محمد سيروا سراعا
مرأى من الملأ العلي ومظهر
أمم العروبة جاء يومك فاعلمي
الرئيسية
شعراء العصور
شعراء الدول
البحور الشعرية
الاقتباسات الشعرية
الشعراء والمؤلفون
موضوعات القصيدة
موضوعات الاقتباسات
مفضلتي ❤