الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » لذ بالعزاء فلا خل تضن به

عدد الابيات : 26

طباعة

لذْ بالعَزاءِ فلا خِلٌّ تَضِنُّ به

ولا مقيمٌ على دار الحفاظِ لكا

ولا وفيٌّ إذا أعطيتُه مِقَتِي

أعطَى المحبّةَ أو تاركتُه تركا

ولا لبيبٌ يعاطيني نصيحتَه

ويُسلك الرَّحْلَ منّي حيثما سلكا

إنْ كان خبّ بِيَ الدّهرُ العثورُ إلى

بُغضِ الّذي كنتُ أهواه فقد بركا

أما ترانِيَ في ظلماءَ داجيةٍ

ضاع الصّباحُ بها للقومِ أو هَلَكا

وقد شكوتُ فلم أرجعْ بنافعةٍ

لكنْ شكوتُ إلى مَن مثل ذاك شكى

في كلّ يومٍ أخو غدرٍ يقلّبنِي

على الحَضيضِ وقد ألْمَسْتُهُ الفَلَكا

يبغي خِلافي فإنْ لايَنتُه خشنتْ

منه الخلائقُ أو باكيته ضحكا

وكم مصرٍّ على مَقْتٍ وتَقْلِيَةٍ

أعطيتُه طَرَفَ البُقْيا فما اِمتسكا

ما ضرّني مالكاً نفسي ومأرَبتي

أنْ لا أكون على أعوادهمْ مَلِكا

ما دام عِرْضُك لم تثلِمْهُ ثالمةٌ

بين الرّجالِ فخلِّ المالَ مُنتَهكا

وَاِحقِنْ حَياتك في خدّيك مبتذلاً

من دونه لدمِ الأرواحِ مُنْسَفِكا

أما ترى الرّزقَ يأتي المرءَ ممتلئاً

من الكرى فدعِ الإيجافَ والرَّتَكا

ودع حِذاراً فكم حِذْرٍ تقوم به

ما كان رِدْءاً لمكروهٍ يَحُلُّ بِكا

والمرءُ يَعْطَبُ مدلولاً على طَرَفٍ

إلى الصّواب وينجو المرءُ مرتبكا

كم حائدٍ عن رداه غيرِ ذي عُدَدٍ

وكارعٍ مِن رداه يحمل الشِّكَكا

ولي صديقُ الضّواحي وهو مضطبِعٌ

من العداوة أثواباً له سَلَكا

إذا سَهُلْتُ عليه بات يَحزَنُ لي

وإنْ تضوّأتُ يوماً عنده دَلَكا

وكلّما اِندملتْ منّي جوائفُهُ

قَرّفَ منها بأظفارٍ له ونكا

يَذرِي دُموعاً على الخدّين يوهمني

منه الودادَ وما إنْ للودادِ بكى

وكلّما كان عندي أنّه بيدي

وجدته في يد الأقوامِ مشتركا

وصاحبٍ خدعتْ عينَيَّ نظرتُه

ما كان تِبْراً ولا مالاً إذا سُبِكا

أخذتُه وبقيتُ الدّهرَ أجمعه

أودّ أنّي له أمسيتُ مُتَّرِكا

بيني وبين الورى سِتْرٌ أُرقّعُهُ

ولو تغافلتُ عن ترقيعه اِنتهكا

فقل لحسّادِ فضلٍ بتّ أملِكُهُ

الفضلُ يا قومُ في الدّنيا لمن ملكا

زَكَتْ غُروسي فما ذنبي إلى نَفَرٍ

ما كان يوماً لهمْ غرسي نما وزكي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة