الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » أظنك من جدوى الأحبة قانطا

عدد الابيات : 38

طباعة

أظنُّكَ من جَدْوى الأحبّةِ قانطا

وَقد جَزعوا بطنَ الغُوَير فَواسطا

أَصاخوا إِلى داعي النّوى فتحمّلوا

فَلَم أرَ إلّا قاطناً عاد شاحطا

كَأنّ قطينَ الحيِّ عِقْدٌ مُنظَّمٌ

أطاع على رَغْمي أكفّاً خوارطا

وَقفنا فَمن جأشٍ يخفّ صَبابةً

وَجأشِ اِمرئٍ قضّى فخلناه رابطا

وَدمعٍ تهاوى لا يُرى الجَفنُ مُترَعاً

بواكفةٍ حتّى يُرى منه هابطا

نَجود بِما نحوِي لِمن ظلّ باخلاً

ونُعطي الرّضا عَفواً لِمَن باتَ ساخِطا

وَمن شَعَفٍ ولّيتَ يومَ مُحجَّرٍ

غَشوماً وأعطيتَ الحكومةَ قاسطا

أراك خَفوفاً في الهوى ثمّ إنّه اِسْ

تحالَ فقد تَمّ الهوى متثابطا

وَغُرّ الثنايا رُقْتُهُنَّ بِلمّتي

فواعَدْنَها زَوْراً من الشّيب واخطا

سوادٌ يُبرّينِي وإنْ كنتُ مذنباً

وَيَبسط من عذري وَإِن كنتُ غالطا

ويُسكنني حَبَّ القلوبِ وطالَما

أَلَفَّ على ضمِّي أكُفّا سبائطا

وَإنّي منَ القومِ الّذين إذا اِنتَموا

أَسالوا مِنَ السّاداتِ بحراً غُطامِطا

يحلُّون مِن أَرضِ المَعالي يَفاعَها

ويأبَوْن أهضاماً بها ومهابطا

وَإِنْ زُرتَهم أَفضيتَ من شَجَراتِهمْ

إلى ورقٍ لا يعدَمُ الدّهرَ خابطا

مُلبّون إنْ يُعرَوْا وقد هتف النّدى

بأموالهمْ فمعاطناً ومرابطا

وإنْ يَعْلِطوا بالمرهفاتِ رقابَها

إذا كانَ ربُّ البُدنِ بالنّار عالطا

إِذا سالَموا زانُوا المحافلَ بهجةً

وَإِنْ حارَبوا في الرَّوْع حَشّوا المآقِطا

وَإِن بَسطوا لَم تَلقَ في الخلق قابضاً

وَإِن قَبضوا لَم تلقَ في الخلقِ باسطا

وَكَم أَورَطوا من خالعٍ رِبْقَةَ الهدى

وَكَم أَنقذوا من رِبقةِ الكفرِ وارطا

وَكَم أَقحَطوا أَرضَ العدوّ بأذرُعٍ

يَفِضْنَ فيُخصِبْنَ البلادَ القواحطا

وَكَم ولدوا من لابسٍ مِيسَمَ العُلا

يَبُذُّ وليداً في الجهاتِ الأشامطا

إذا ما كريمُ القومِ جارى فخارَه

أتى طَرَفاً فيه ووافاك واسطا

أَلا هَلْ أراها ثائراتٍ كأنّما

تَعلّقْنَ في أوراكهنَّ الأراقطا

بأَيدٍ يَغُلْنَ البعدَ مِن كلِّ نَفْنَفٍ

ويطوِين طيَّ الأتحمىِّ البسائطا

يُطايرنَ أَقطاعَ اللُّغامِ كأنّما

نَضَحْنَ على أعناقهنّ العجالطا

بكلّ غلامٍ من نزارٍ مخفَّفٍ

كسِيدِ الغضا تلقاهُ أغبَرَ مارطا

يَجوب المهاوِي واحداً عن بسالةٍ

وإن كان يدعو معشراً وأراهطا

تراه إذا خيف التتبّعُ سابقاً

وإنْ رُهِبَ الإقدامُ للقوم فارطا

وإن آنسوا نارَ الوغى خَدَفوا به

جراثيمَها إن سالماً أو مشائطا

ويُغضِي فَإِن عنّتْ لعينيهِ رِيبةٌ

نضا الحلم عَنه آنفاً مُتخامِطا

وقطّع أقرانَ الورى دون همِّهِ

وَلَن تقطَعَ الأقدارُ ما كان نائطا

كأنَّ على عُودَيْ سَراةِ حصانِهِ

أخا لِبَدٍ ضمّ الفريسةَ ضاغطا

إذا هَجْهَجُوهُ عن ضمانِ يَمينهِ

أزمَّ وَقوراً لا يبالي اللّواغطا

يَرومُ بني الدّنيا اِقتِناصي بخَتلِها

وهيهات خَتْلِي بعدما كنتُ ناشطا

وَيَرجونَ أَنْ يَرْقَوْا إلى مثل ذِروتي

وما بلغوا من دون تلك وسائطا

ألمّوا بأطرافِ العُلا واِحتَويتُها

فمن كان منهمْ ذائقاً كنتُ سارطا

وَما غَبَطَ الحسَّادُ إلّا فضيلةً

وحسبُك مجداً أن تَرى لك غابطا

مآثرُ يُثقلنَ الحسودَ فخامةً

ويُعيين من إشرافهنَّ الغوامطا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

79

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة