الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » حل ذاك الكناس ظبي ربيب

عدد الابيات : 28

طباعة

حَلّ ذاكَ الكِناس ظبْيٌ ربيبُ

عاصتِ الصَّبْرَ في هواه القلوبُ

غاضَ فيهِ حلمُ الوَقور وأكْدَتْ

قُلُبُ الرَّأْي واستُزلّ اللّبيبُ

يا محلّاً أَبْلَتْه هوجُ اللّيالي

وَغَرامي بِساكنيهِ قَشيبُ

وَاِطمَأنَّتْ بِك المَحاسنُ حتَّى

شرَّدتْها عنّي وعنك الخطوبُ

طالَما روّضت رُباك الغَواني

وتنّورت والزّمان جديبُ

وَتَمشّتْ بك السّحائب يجرُرْ

نَ بُروداً تخيّرتْها الجَنوبُ

جادَ جَفْني ثَراك وَهوَ جَهامٌ

وَأَلَنْتَ الفُؤادَ وَهوَ صَليبُ

ساءَ عَهدي لِقاطنيك مَتى أَذْ

رَيتُ دمعاً من مُقلتي لا يصوبُ

لستَ فرداً فيما دَهَتْه الليالي

كلّ شَيءٍ في كَرِّهنّ سليبُ

أَيّها القادمُ الَّذي أَقْدَمَ الثّأْ

رَ لِقَلبٍ جَنى عليه المغيبُ

إِن يَكُن شَخصُك اِستمرّ بهِ النأ

يُ في الفؤاد قريبُ

لو لِعَنْسٍ رحّلتُها ما بقلبي

عاقَها عَن مدى القِلاصِ اللّغوبُ

لا تَقِلني إِنْ بعتُ غيركَ ودّاً

وَقَفَته عَليك نفسٌ عَروبُ

خُلُقٌ مرهفُ الحواشي وعِرْضٌ

شامخٌ ما دنت إليه العيوبُ

روّقته الأيّامُ والخُلُقٌ الأخْ

لَقُ فينا مُمَنَّعٌ محجوبُ

مدّ ضَبْعي إليك مجدٌ وَساعٌ

وثرىً طيّبٌ وسِنْخٌ نجيبُ

ومعالٍ تكنَّفتْ حومةَ العز

زِ طويلُ الكِرام عنها رعيبُ

إِنَّ وَجدي كَما عَهِدتَ صَريحٌ

ما بِخَلْق سواك فيه نصيبُ

ثَقّفته الدّهورُ وَهوَ رَطيبٌ

وَجَلاهُ الزّمانُ وَهوَ قَشيبُ

جادَ تِلكَ العُهودَ صَوبُ عهادٍ

مِن وِدادِي هامي الجفون سكوبُ

نُلنِيَ القربَ قد أَملّنِي البُعْ

دُ وصلْ ذا الطلوعَ طال الغُروبُ

إِنْ تَجدنِي سَمْحَ القِيادِ ففي قْل

بِ زَماني مِن حرِّ نارِي وجيبُ

كَيفَ أُعطي الزّمانَ صَبْوَة قَلبي

وَاِعتِزامي عَلى هَوايَ رقيبُ

هانَ في مُقلَتي الّذي راقَ فيهِ

فَكَأنَّ الشّباب فيه مشيبُ

سَدَلَتْ خبرتي سُجوفَ اِبتِسامي

قَلّما يُعجب العَجيبَ عجيبُ

وكَفَتْني تَجارِبي نائِباتٍ

ما أُبالي في أيّ حينٍ تنوبُ

وَبَلوتُ الزّمانَ حتّى لو اِرتَبْ

تُ لكشّفتُ ما تُجنّ الغيوبُ

لَيسَ يَدري الوَرى بِماذا غَرامي

ما تمارَوا فيهِ إليَّ حبيبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة